الكشف عن جيننات جديدة مرتبطة باضطراب الوسواس القهري

تمكن باحثون من اكتشاف الجينات المرتبطة باضطراب الوسواس القهري (OCD) لأول مرة، بعد تحديد 30 منطقة في الجينوم البشري مرتبطة بهذه الحالة الصحية العقلية المنهكة والتي غالبا ما تكون غير مفهومة.
شملت الدراسة العالمية، التي نشرت في مجلة Nature Genetics، أكثر من 50 ألف شخص يعانون من اضطراب الوسواس القهري و2 مليون شخص لم يعانوا من اضطراب الوسواس القهري، وحددت ما يقرب من 250 جينًا مرتبطًا باضطراب الوسواس القهري.
يقول البروفيسور إسك ديركس، كبير قادة فريق مختبر علم الجينوم العصبي الانتقالي في مركز بيرغوفر للأبحاث الطبية في كوينزلاند: "هذه أول دراسة نكتشف فيها جينات حقيقية تلعب دورًا في اضطراب الوسواس القهري، وهو أمر مثير للاهتمام حقًا".
ويضيف: "لقد عملنا على هذا لسنوات عديدة، لكن هذه النتائج زادت معرفتنا بشكل كبير بالأساس الجيني لاضطراب الوسواس القهري".
غالبًا ما يُصنف اضطراب الوسواس القهري على أنه هوس بالتنظيف أو التحقق من الأشياء.
ومع ذلك، يمكن أن يتخذ أشكالًا متعددة، بما في ذلك قلق الأشخاص بشأن إيذاء الآخرين، أو الشكوك حول العلاقات، أو المخاوف الوجودية، أو الأفكار الجنسية غير اللائقة، أو القلق المستمر بشأن مسؤولياتهم في الحياة.

جينات نشطة
كشفت الدراسة أن الجينات المرتبطة باضطراب الوسواس القهري تكون أكثر نشاطًا في ثلاث مناطق دماغية رئيسية: الحُصين، والجسم المخطط، والقشرة المخية.
تتوافق هذه النتائج مع دراسات سابقة في علم الأعصاب، مما يعزز الأدلة على تورط هذه المناطق في اضطراب الوسواس القهري.
وأضاف البروفيسور ديركس: "لقد وجدنا عددًا كبيرًا جدًا من الجينات المشتركة مع اضطرابات القلق والاكتئاب وفقدان الشهية العصبي. هناك تداخل كبير في الجينات التي تسبب هذه الحالات الصحية العقلية المختلفة".
تقول الدكتورة إميلي أوليري، أخصائية علم النفس السريري وأخصائية اضطراب الوسواس القهري، إنه على الرغم من شيوعه كداء السكري، إلا أن اضطراب الوسواس القهري قد يكون اضطرابًا خفيًا.
وأضافت: "قد يكون له تأثير بالغ لدرجة أن منظمة الصحة العالمية تُصنفه كواحد من أكثر عشر إعاقات في العالم، فهو لا يؤثر على الفرد فحسب، بل على الأسرة أيضًا، لأن الجميع يحاول التكيف مع اضطراب الوسواس القهري".
يُدفع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري إلى الخوف من ارتكاب خطأ ما، أو أنهم سيرتكبون خطأً ما. يخشون أن يؤذوا أحباءهم أو أنفسهم.
بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري، الأمر أشبه بالوقوع في أسوأ كابوس.
يعتقد البروفيسور ديركس أن المستقبل يبدو أكثر إشراقا للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري، إذا كان هناك دعم من المجتمع والحكومة.
ويقول الدكتور أوريلي إن النتائج توفر فرصة لتسريع التشخيص والعلاج.
ويشعر البروفيسور ديركس بشغف كبير تجاه تأثير البحث على فهم المجتمع لهذه الحالة، وقال: "آمل أن يُخفف هذا من وصمة العار المرتبطة باضطراب الوسواس القهري"، موضحا أن هذا الاضطراب جزء من تكويننا البيولوجي، نريد أن نُعلم الناس أن بإمكاننا فعل شيء ما للمساعدة، وأننا في طريقنا لتطوير علاجات أكثر استهدافًا لمن يعانون منه".