الخميس 15 مايو 2025 الموافق 17 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تعاني من اضطرابات النوم؟.. دراسة تكشف الخطر وراء ذلك

الأربعاء 14/مايو/2025 - 06:45 م
اضطرابات النوم
اضطرابات النوم


سلطت دراسة حديثة الضوء على مخاطر المواد الكيميائية الموجودة في المنتجات البلاستيكية التي نستخدمها يوميًا، فقد تؤثر على ساعتك البيولوجية بنفس تأثير الكافيين على صحتك، مما يفتح المجال لفهم جديد حول تأثير البلاستيك على صحة الجسم.

هل تعاني من اضطرابات النوم؟.. دراسة تكشف الخطر وراء ذلك

ووفقا للدراسة التي أجراها عدد من العلماء في النرويج، فقد شملت الدراسة تحليلاً لمركبات كيميائية مستخلصة من منتجات شائعة مثل الأنابيب الطبية وحقائب الماء المصنوعة من بولي كلوريد الفينيل (PVC) والبولي يوريثان (PUR)؛ وتُستخدم هذه المواد في آلاف المنتجات اليومية من لعب الأطفال إلى عبوات الطعام والأثاث.

أكدت الدراسة أن بعض المواد الكيميائية المستخرجة من البلاستيك تعطل الإشارات الخلوية المسؤولة عن ضبط الساعة البيولوجية بمعدل يصل إلى 17 دقيقة، حيث أن هذا التأثير الدقيق يمكن أن يُسبب خللًا في وظائف الجسم المرتبطة بالنوم، والتمثيل الغذائي، والمزاج، وحتى الأداء العقلي.

يقول البروفيسور مارتن فاغنر، الباحث المشارك إن الساعة البيولوجية نظام حساس، حيث أن أي اضطراب فيها يمكن أن يترك أثرًا عميقًا على الصحة العامة، فالبلاستيك قد يكون عامل خفي يسبب هذا الإضطراب.

البلاستيك 

كيف يؤثر البلاستيك على الساعة البيولوجية؟

على عكس الدراسات السابقة التي ركزت على تأثير البلاستيك في الهرمونات، إلا أن هذه الدراسة ركزت على مستقبلات الأدينوزين داخل الخلايا، حيث أن هذه المستقبلات تنظم إيقاع النوم والاستيقاظ في الجسم.

يتشابه البلاستيك والكافيين في تأثيرهما على هذه المستقبلات؛ فبينما يمنع الكافيين المستقبلات من العمل لإبقائنا مستيقظين، فإن المواد الكيميائية في البلاستيك تنشطها بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى إرباك الساعة البيولوجية.

بالإضافة إلى ذلك، يُشير الباحثون إلى أن تأثير المواد البلاستيكية على الإيقاع البيولوجي يحدث بسرعة أكبر من تأثيرها الهرموني، مما يعني أن الضرر قد يبدأ حتى قبل أن نلاحظ أي تغير صحي واضح.

بالرغم من أن التغيير في توقيت الساعة لا يتجاوز من 15 لـ 17 دقيقة، إلا أن ذلك قد يكون كافيًا لإحداث اضطرابات في النوم، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالخلل البيولوجي مثل السمنة والاكتئاب وأمراض القلب.

تكمن المشكلة الأكبر في تعقيد تركيبة البلاستيك؛ فمادة PVC وحدها قد تحتوي على أكثر من 8000 مادة كيميائية، بعضها ينتج كشوائب أثناء التصنيع، ما يصعب عملية تحديد المركبات الضارة بدقة.

يخطط الباحثون الآن لاختبار تأثير هذه المواد على أسماك الزرد، وهي كائنات تُستخدم كثيرًا في الأبحاث بسبب تشابهها الجيني والفسيولوجي مع البشر، في خطوة تهدف إلى جمع أدلة إضافية لدفع صنّاع القرار نحو تشريعات بيئية وصحية صارمة.

خلاصة القول، تشير الدراسة إلى أن المشكلة لا تكمن في استخدام البلاستيك بحد ذاته، بل في تصميمه الكيميائي، وفي ظل استحالة تجنب البلاستيك كليًا في حياتنا اليومية، يلفت العلماء إلى أن الحل الأمثل هو إعادة تصميم المنتجات البلاستيكية لتكون أكثر أمانًا على الصحة.