هل يرتبط ارتفاع درجات الحرارة بزيادة شدة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم؟

قد تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة شدة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)، وفقًا لدراسة جديدة كبيرة تم تقديمها في مؤتمر ATS 2025 الدولي.
ووجدت الدراسة، التي نشرت في المجلة الأمريكية لطب الجهاز التنفسي والعناية المركزة، أنه في ظل السيناريوهات الأكثر احتمالا لتغير المناخ، من المتوقع أن يتضاعف العبء المجتمعي الناجم عن انقطاع النفس النومي في معظم البلدان على مدى السنوات الـ75 المقبلة.
وبالإضافة إلى تسليط الضوء على الأهمية الحاسمة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن النتائج تؤكد أيضاً على الحاجة الفورية إلى استراتيجيات لتخفيف التأثيرات الصحية والاقتصادية لمتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم مع تزايد شيوعها وشدتها، بحسب الباحثين.
قال الدكتور باستيان ليشات، وهو باحث أول في معهد FHMRI: صحة النوم في جامعة فلندرز: "تسلط هذه الدراسة الضوء حقًا على العبء المجتمعي المرتبط بزيادة انتشار انقطاع النفس النومي بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
أشارت دراسات مقطعية سابقة إلى وجود صلة بين درجة الحرارة المحيطة وشدة انقطاع التنفس أثناء النوم، ومع ذلك، تُعد هذه الدراسة الأولى التي تشرح وتصف هذه الصلة بالتفصيل.

تفاصيل الدراسة
في هذه الدراسة، حلل الباحثون قاعدة بيانات مستهلكين تضم أكثر من 116 ألف مستخدم حول العالم لمستشعر تحت المرتبة مُعتمد لتقدير شدة انقطاع التنفس أثناء النوم.
تضمنت مجموعة البيانات حوالي 500 قياس متكرر لكل مستخدم.
ثم حلل الباحثون هذه البيانات مقارنةً بدرجات الحرارة المحيطة على مدار 24 ساعة، والمستخرجة من نماذج المناخ .
بشكل عام، ارتبط ارتفاع درجات الحرارة بزيادة احتمالية إصابة النائم بانقطاع التنفس أثناء النوم بنسبة 45% في ليلة معينة.
ومع ذلك، تباينت هذه النتائج باختلاف المنطقة، حيث لوحظ ارتفاع معدلات انقطاع التنفس أثناء النوم في الدول الأوروبية عند ارتفاع درجات الحرارة مقارنةً بأستراليا والولايات المتحدة.
وقال الدكتور ليشات: "لقد فوجئنا بحجم الارتباط بين درجة الحرارة المحيطة وشدة انقطاع التنفس أثناء النوم".
سعى الباحثون بعد ذلك إلى تقدير مدى العبء الذي يُشكله ارتفاع معدل انتشار انقطاع التنفس أثناء النوم (OSA) نتيجة ارتفاع درجات الحرارة على المجتمع من حيث الرفاه والخسارة الاقتصادية، وأجروا نمذجةً تتضمن سنوات العمر المُعدّلة حسب الإعاقة، وخسائر الإنتاجية، واقتصاديات الصحة لتقدير عبء انقطاع التنفس أثناء النوم في ظل عدة سيناريوهات مناخية.
وجد الباحثون أن أي سيناريو يتضمن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين أو أكثر من شأنه أن يؤدي إلى زيادة عبء انقطاع التنفس أثناء النوم بمقدار 1.5 إلى 3 أضعاف بحلول عام 2100.
ويقدرون أن تغير المناخ قد زاد بالفعل من عبء انقطاع التنفس أثناء النوم بنسبة 50-100٪ منذ عام 2000.
وبالإضافة إلى تقديم المزيد من الأدلة على التهديد الرئيسي الذي يشكله تغير المناخ على صحة الإنسان ورفاهته، قال الدكتور ليشات إن الدراسة سلطت الضوء على أهمية تطوير تدخلات فعالة لتشخيص وإدارة انقطاع التنفس أثناء النوم.
وأضاف: "إن الانتشار الواسع لانقطاع النفس الانسدادي النومي غير المُشخَّص وغير المُعالَج يُفاقم تأثير الاحتباس الحراري على العبء المجتمعي المُرتبط به، ومن المُرجَّح أن يُخفِّف ارتفاع مُعدلات التشخيص والعلاج العبء الصحي والإنتاجي الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة انتشار انقطاع النفس الانسدادي النومي".
يخطط الفريق بعد ذلك لتطوير دراسات تدخلية تبحث في استراتيجيات لتخفيف آثار درجة الحرارة على انقطاع التنفس أثناء النوم.
كما يأملون في دراسة الآليات الفسيولوجية التي تربط شدة انقطاع التنفس أثناء النوم بدرجة الحرارة.