تأثير السمنة على فعالية العلاج المناعي لمرضى السرطان

من المعروف أن السمنة تعتبر واحدة من أكثر عوامل الخطر شيوعًا التي تؤدي إلى الإصابة بـ أمراض القلب والأوعية الدموية لدى ملايين الأشخاص حول العالم.
لكن بعض الأبحاث تشير إلى أنه بالرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنهم أقل عرضة للوفاة بسببها.
تُسمى هذه النتيجة غير المتوقعة "مفارقة السمنة".
أراد باحثو جامعة توماس جيفرسون معرفة ما إذا كانت مفارقة السمنة تنطبق أيضًا على السرطان.
وتشير أبحاثهم، المنشورة في مجلة Cancer، إلى أن مرضى السمنة يتحسنون بعد العلاج المناعي للأورام الصلبة.
شملت الدراسة بيانات أكثر من 18 ألف مريض بالسرطان من قاعدة بيانات TriNetX للرعاية الصحية، نصفهم يعانون من السمنة.
قارن الباحثون معدلات البقاء على قيد الحياة بعد العلاج المناعي بين المرضى المصابين بالسمنة وأولئك الذين يتمتعون بمؤشر كتلة جسم طبيعي.
يقول الدكتور إريك ماسترولوناردو، المؤلف الأول للدراسة: "لقد وجدنا أن المرضى الذين يعانون من السمنة قد تحسنت معدلات بقائهم على قيد الحياة بشكل عام في جميع المجالات تقريبًا".
يقول الدكتور جوزيف كاري، نائب رئيس قسم الأبحاث في جامعة توماس جيفرسون، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تقدم الدراسة بعض الأدلة على أن السمنة قد ترتبط بتحسن الاستجابة للعلاج المناعي".
ويضيف: "هذه النتيجة مثيرة للاهتمام، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم سببها".
هناك نظريات عديدة تتعلق بدور السمنة في فعالية العلاج المناعي، بما في ذلك تحسين الحالة الغذائية أو زيادة الاحتياطي المناعي.

وقد أشارت أبحاث سابقة أُجريت على الفئران إلى أن السمنة قد ترتبط بنتائج أفضل، لأنها تُسبب التعبير عن بروتينات معينة بمستويات أعلى، لذا فإن أدوية العلاج المناعي التي تؤثر على تلك البروتينات يكون لها تأثير أكبر.
مع ذلك، لم تُختبر هذه النظرية على البشر، وسيكون الاستمرار في دراسة أسباب استجابة بعض الأشخاص للعلاج المناعي بشكل أفضل عاملًا أساسيًا في تحسين علاج السرطان في السنوات القادمة.
يقول الدكتور كاري: "إن ظهور العلاج المناعي المضاد للسرطان كان أحد أهم التطورات في مجال علاج السرطان في العقود الأخيرة، ولكن نسبة ضئيلة فقط من المرضى يستجيبون له بالفعل".
وأضاف: "نأمل أن يوجه هذا العمل الباحثين نحو أبحاث انتقالية وتجارب سريرية جديدة، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لإيجاد طرق لزيادة عدد المرضى الذين يستفيدون من العلاج المناعي للسرطان".