السبت 07 يونيو 2025 الموافق 11 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل الاكتئاب والوحدة يسببان الألم؟.. اكتشف كيف يؤثران على صحتك

الأربعاء 21/مايو/2025 - 06:25 م
الاكتئاب والألم..
الاكتئاب والألم.. أرشيفية


تُبرز دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة لندن أهمية التفاعل بين الصحة النفسية والألم الجسدي، خاصة بين البالغين في منتصف العمر وكبار السن. 

تشير النتائج إلى أن أعراض الاكتئاب والشعور بالوحدة تتصاعد بشكل ملحوظ قبل بدء ظهور الألم، وتستمر في التفاقم لمدة تصل إلى ثماني سنوات، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الحالة النفسية والألم.

الدراسة، المنشورة في مجلة eClinicalMedicine، اعتمدت على بيانات من 3668 شخصًا تتجاوز أعمارهم الـ50 عامًا، وخلصت إلى أن أعراض الاكتئاب تسوء بسرعة قبل بداية الألم، وتظل مرتفعة بعد ذلك، بينما كانت تستقر أقل حدة في المجموعة التي لم تعانِ من الألم.

كما لوحظ أن الشعور بالوحدة يزيد بشكل مماثل قبل بدء الألم، لكنه يبقى منخفضًا أو ثابتًا في المجموعة غير المعاني.

هذه النتائج تكشف عن أهمية التدخل النفسي والاجتماعي المبكر، فالأبحاث تشير إلى أن عوامل مثل الاكتئاب والوحدة قد تساهم في تطور الألم عبر آليات متعددة، منها تحفيز التوتر، وتسهيل الالتهاب، وزيادة حساسية الألم بسبب التغيرات المناعية أو اضطرابات في النظام العصبي اللاإرادي. 

لذلك، فإن إدارة الألم لا يجب أن تقتصر على العلاج الجسدي فقط، بل يجب أن تشمل أيضًا برامج دعم نفسي واجتماعي لتحسين نوعية الحياة وتقليل احتمالية تفاقم الحالة.

كما أظهرت الدراسة أن المشاركين من ذوي الموارد الاجتماعية والاقتصادية المحدودة، خاصة الأقل تعليمًا وثراءً، يعانون من زيادة حادة في أعراض الاكتئاب مع ظهور الألم، الأمر الذي يعكس ضرورة توجيه الدعم والرعاية للفئات الأكثر هشاشة. 

وفي الوقت نفسه، لم تُظهر الدراسة علاقة واضحة بين العزلة الاجتماعية، والتي تختلف عن الوحده، وبين الألم، مما يشير إلى أن جودة العلاقات الاجتماعية أهم من الكمية أو الأيام التي يقضيها الإنسان مع الآخرين.

رغم أن غالبية المشاركين كانوا من البيض، فإن الدراسة تؤكد ضرورة إجراء بحوث مستقبلية تشمل تنوعات عرقية وإثنية أكبر، خصوصًا مع ارتفاع معدلات انتشار الألم المزمن بين مختلف الفئات. 

في النهاية، تبرز النتائج أن التعامل مع الألم يجب أن يكون شاملًا، ويتطلب اهتمامًا خاصًا بالصحة النفسية، لأنها قد تسبق وتساهم في تطور الحالة الجسدية، ما يفتح المجال لتطوير استراتيجيات علاجية أكثر تكاملًا وفعالية.