دراسة تكشف العلاقة بين فيروس الهربس البسيط ومرض ألزهايمر

كشفت دراسة علمية حديثة، عن ارتباط فيروس الهربس البسيط Herpes virus ومرض ألزهايمر Alzheimer's، حيث أكد الباحثين أنه يوجد علاقة محتملة بين فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) ومرض ألزهايمر (وهو أحد أكثر أنواع الخرف شيوعًا حول العالم).
إصابة الهربس قد تزيد خطر ألزهايمر بنسبة 80%
ووفقا للدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة BMJ Open، فقد حلل الباحثون بيانات أكثر من 344,000 مريض بألزهايمر تم تشخيصهم بين عامي 2006 و2021، إلى جانب مجموعة مطابقة من الأشخاص غير المصابين بالمرض.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن حوالي 0.44% من مرضى ألزهايمر لديهم سجل إصابة سابق بـ HSV-1، مقارنة بـ 0.24% فقط من غير المصابين بالمرض، وبعد ضبط العوامل المؤثرة، تبين أن المصابين بفيروس الهربس كانوا أكثر عرضة للإصابة بألزهايمر بنسبة 80%.
هل تقلل مضادات الفيروسات من خطر ألزهايمر؟
ومن اللافت للانتباه في الدراسة هو التحليل الذي أُجري على 2330 شخصًا أصيبوا بفيروس HSV-1، حيث أن حوالي 931 شخصًا (40%) استخدموا مضادات فيروسية، وهؤلاء الأشخاص كانوا أقل عرضة للإصابة بألزهايمر بنسبة 17% مقارنة بغيرهم.
ومن هنا؛ يشير الباحثون إلى أن مضادات الفيروسات قد تساعد في الحد من التأثير العصبي للفيروس وتقليل الالتهاب وتكوّن لويحات الأميلويد المرتبطة بالمرض.

هل الهربس يؤدي لتغيرات دماغية تتشابه مع ألزهايمر؟
وفقا لاستنتاجات الدراسة، تبين أن فيروس HSV-1 قد يؤدي إلى تغييرات في الدماغ، منها تكون لويحات الأميلويد والتحفيز المزمن للالتهابات العصبية.
كما أن اكتشاف الحمض النووي للفيروس داخل لويحات ألزهايمر، خصوصًا لدى من يحملون عوامل وراثية قد تزيد من خطر المرض.
لم تقتصر الدراسة على HSV-1 فقط، بل شملت فيروسات أخرى من عائلة الهربس منها فيروس الهربس من النوع الثاني (HSV-2)، وفيروس الحماق النطاقي (المسبب لجدري الماء)؛ والفيروس المضخم للخلايا (CMV)، حيث وُجدت علاقة بين هذه الفيروسات وزيادة خطر الإصابة بالخرف عمومًا.
ورغم نتائج الدراسة، فقد أكد الخبراء أن العلاقة بين الفيروسات وألزهايمر ما تزال غير محسومة، حيث تشير البروفيسورة تارا سبايرز-جونز، من جامعة إدنبرة، إلى أن الدراسة تشير لدور الفيروسات في تطور الخرف، موضحا أنه ليس بالضرورة أن يؤدي الهربس البسيط للإصابة بألزهايمر.
ووفقا الدكتورة شيونا سكيلز، مديرة الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة، أكدت أنه يجب إجراء المزيد من البحث لفهم العلاقة الدقيقة بين الفيروسات وخطر الإصابة بالخرف.