السبت 31 مايو 2025 الموافق 04 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يزيد الاحتباس الحراري خطر الإصابة بالسرطان لدى النساء؟

الثلاثاء 27/مايو/2025 - 03:24 م
الإصابة بالسرطان
الإصابة بالسرطان


وجد العلماء أن الاحتباس الحراري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يزيد من شيوع سرطانات الثدي والمبيض والرحم وعنق الرحم وخطرها.

ورغم أن هذه الزيادة طفيفة، إلا أنها ذات دلالة إحصائية، مما يشير إلى زيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالسرطان والوفيات الناجمة عنه مع مرور الوقت.

قالت الدكتورة وفاء أبو الخير مطرية، من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والمؤلفة الرئيسية للمقالة المنشورة في مجلة " فرونتيرز إن بابليك هيلث": "مع ارتفاع درجات الحرارة، ترتفع أيضًا وفيات السرطان بين النساء، وخاصةً سرطان المبيض والثدي".

وأضافت: "على الرغم من أن الزيادات لكل درجة مئوية في درجات الحرارة متواضعة، إلا أن تأثيرها التراكمي على الصحة العامة كبير".

بيئة غير صحية

تغير المناخ ليس صحيًا، فارتفاع درجات الحرارة، وتهديد الأمن الغذائي والمائي، وسوء جودة الهواء، كلها عوامل تزيد من عبء الأمراض والوفيات في جميع أنحاء العالم.

كما أن الكوارث الطبيعية وتقلبات الطقس غير المتوقعة تُعطّل البنية التحتية، بما في ذلك أنظمة الرعاية الصحية.

عندما يتعلق الأمر بالسرطان، قد يعني ذلك أن الناس أكثر عرضة لعوامل الخطر، مثل السموم البيئية، وأقل حظًا في الحصول على تشخيص وعلاج سريعين.

قد يؤدي هذا المزيج من العوامل إلى ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالسرطانات الخطيرة، ولكن من الصعب تحديد حجمها.

وللتحقق من آثار تغير المناخ على خطر الإصابة بالسرطان لدى النساء، اختار الباحثون عينة من 17 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: الجزائر، البحرين، مصر، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، عمان، قطر، المملكة العربية السعودية، سوريا، تونس، الإمارات العربية المتحدة، وفلسطين.

هذه البلدان معرضة بشدة لتغير المناخ، وتشهد بالفعل ارتفاعات ملحوظة في درجات الحرارة.

جمع الباحثون بيانات حول انتشار ووفيات سرطان الثدي، وسرطان المبيض، وسرطان عنق الرحم، وسرطان الرحم، وقارنوا هذه المعلومات بتغيرات درجات الحرارة بين عامي 1998 و2019.

وقال الدكتور سونجسو تشون، المؤلف المشارك في الدراسة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة: "النساء أكثر عرضة من الناحية الفسيولوجية للمخاطر الصحية المرتبطة بالمناخ، وخاصة أثناء الحمل".

ويتفاقم هذا الوضع بسبب عدم المساواة الذي يحد من فرص الحصول على الرعاية الصحية.

وتواجه النساء المهمشات خطرًا مضاعفًا لأنهن أكثر عرضة للمخاطر البيئية وأقل قدرة على الوصول إلى خدمات الفحص والعلاج المبكر.

ارتفع معدل انتشار أنواع السرطان المختلفة بمقدار 173 إلى 280 حالة لكل 100 ألف شخص مع كل درجة مئوية إضافية: سجّل سرطان المبيض أعلى ارتفاع، بينما سجل سرطان الثدي أقل ارتفاع.

وارتفع معدل الوفيات بمقدار 171 إلى 332 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص مع كل درجة مئوية إضافية، مع تسجيل أعلى ارتفاع في سرطان المبيض وأقل ارتفاع في سرطان عنق الرحم.

على الرغم من أن هذا يُظهر أن ارتفاع درجة الحرارة المحيطة عامل خطر محتمل لهذه السرطانات، إلا أنه يُشير أيضًا إلى أن تأثير درجة الحرارة يختلف باختلاف البلدان، لذا يُحتمل وجود عوامل أخرى تُؤثر على الخطر.

على سبيل المثال، قد يرتبط ارتفاع درجة الحرارة بارتفاع مستويات تلوث الهواء المُسرطن في بعض الأماكن.

قال تشون: "يُرجّح أن يكون لارتفاع درجة الحرارة تأثيرٌ من خلال مساراتٍ متعددة، فهو يزيد من التعرض لمواد مسرطنة معروفة، ويُعطّل تقديم الرعاية الصحية، وقد يؤثر حتى على العمليات البيولوجية على المستوى الخلوي، وقد تُؤدي هذه الآليات مجتمعةً إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان مع مرور الوقت".

قد يعكس ارتفاع معدل الانتشار أيضًا تحسنًا في فحص السرطان.

ومع ذلك، يُتوقع أن يُؤدي تحسين الفحص إلى انخفاض عدد الوفيات، نظرًا لسهولة علاج السرطان في مراحله المبكرة، إلا أن معدلات الوفيات ومعدلات الانتشار ارتفعت، مما يُشير إلى أن العامل المُسبب هو التعرض لعوامل الخطر.

يؤكد هذا البحث أيضًا على أهمية مراعاة المخاطر المرتبطة بالمناخ في التخطيط للصحة العامة.