الأحد 01 يونيو 2025 الموافق 05 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل أنت من محبي الكافيين؟.. اكتشف كيف يؤثر على نشاط الدماغ ليلاً

الخميس 29/مايو/2025 - 02:00 م
تأثير الكافيين على
تأثير الكافيين على الدماغ.. أرشيفية


الكافيين لا يقتصر على القهوة فحسب، بل يتوفر أيضًا في الشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة والعديد من المشروبات الغازية، مما يجعله واحدًا من أكثر المواد تأثيرًا على الدماغ استهلاكًا حول العالم.

في دراسة نشرت في مجلة Communications Biology، أبرز فريق من الباحثين في جامعة مونتريال كيف يؤثر الكافيين على النوم وعلى تعافي الدماغ الجسدي والمعرفي خلال الليل.

تفاصيل الدراسة

قاد البحث فيليب ثولك، وهو باحث متدرب في مختبر علوم الأعصاب الإدراكية والحاسوبية (مختبر CoCo) بجامعة مونتريال، بمشاركة كريم الجربي، مدير المختبر وأستاذ علم النفس والباحث في معهد ميلا-كيبيك للذكاء الاصطناعي. 

كما تعاونوا مع أُستاذة علم نفس النوم والشيخوخة، جولي كاريير، وفريقها في مركز أبحاث طب النوم المتقدم، لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتخطيط كهربية الدماغ (EEG) لدراسة تأثير الكافيين على النوم.

وتبيّن أن الكافيين يزيد من تعقيد إشارات الدماغ ويعزز الحالة المعروفة بـ"الحرجة" أثناء النوم، وهي حالة توازن بين النظام والفوضى في نشاط الدماغ، وتكون أكثر وضوحًا لدى البالغين الشباب.

قال الجربي: "الحرجة تعبر عن حالة متوازنة بين الاستقرار والفوضى، كأنها أوركسترا: هدوء تام وفوضى عارمة، ثم توازن يمكّن الدماغ من العمل بكفاءة، والتكيف بسرعة، والتعلم، واتخاذ القرارات بمرونة." 

وأضافت كاريير أن الكافيين يحفز الدماغ على أن يكون أكثر يقظة وتفاعلية، وهو أمر مفيد خلال النهار، لكنه قد يعيق استرخاء الدماغ خلال الليل واستعادته لنشاطه الطبيعي.

وفي دراسة تضم 40 بالغًا، ركّب الباحثون مخططات كهربية الدماغ ليلاً لمراقبة النشاط العصبي في ليلتين مختلفتين: جلسة بعد تناول كبسولات الكافيين قبل النوم بثلاث ساعات، ثم قبل ساعة واحدة، وأخرى عندما تناولوا دواءً وهميًا. 

وبينت النتائج أن الكافيين زاد من تعقيد إشارات الدماغ، ما يعبّر عن نشاط ديناميكي وأقل قابلية للتوقع، خاصة في مراحل النوم غير السريع (NREM) المهمة لتعزيز الذاكرة والتعافي.

كما أظهروا أن الكافيين قلل من موجات ثيتا وألفا، التي ترتبط بالنوم العميق، وحقق ارتفاعًا في موجات بيتا، المرتبطة بالنشاط الذهني واليقظة.

وعلق جيربي أن هذه التغييرات تعني أن الدماغ يظل أكثر نشاطًا وأقل قدرة على التعافي أثناء النوم تحت تأثير الكافيين، وهو ما قد يؤثر على كفاءة معالجة الذاكرة.

الملفت أن التأثيرات كانت أكبر لدى الشباب بين 20 و27 سنة مقارنة بمن تتراوح أعمارهم بين 41 و58 سنة، خاصة أثناء نوم حركة العين السريعة والأحلام. 

ويرجع ذلك إلى أن أدمغة الشباب تحتوي على كثافة أعلى لمستقبلات الأدينوزين، الذي هو جزيء يتراكم مع التعب تدريجيًا، ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق. 

ومع التقدم في العمر، يقل عدد هذه المستقبلات، مما يضعف قدرة الكافيين على حجبها وتحسين نشاط الدماغ، وهو ما يفسر انخفاض تأثير الكافيين لدى كبار السن.

تؤكد النتائج على أن أدمغة الشباب تكون أكثر عرضة لتأثيرات المنشطة للكافيين، وأن فهم هذه الآثار ضروري، خاصة مع الانتشار الواسع لاستخدام الكافيين يوميًا في مجتمعاتنا، حيث يحتاج الأمر إلى مزيد من البحث حول كيف تؤثر هذه التغيرات على الصحة الإدراكية والأداء اليومي، وما إذا كانت هناك حاجة لتوصيات مخصصة لتناول الكافيين بناءً على العمر والفئة الصحية.