الخميس 05 يونيو 2025 الموافق 09 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

خيارات علاجية جديدة لـ مرض السل

الإثنين 02/يونيو/2025 - 02:31 م
السل
السل


حقق باحثون اكتشافًا مهما حول كيفية تعزيز الأجسام المضادة لقدرة الجسم على مكافحة المتفطرة السلية (Mtb)، وهي البكتيريا المسؤولة عن مرض السل.

ورغم عقود من الأبحاث، لا يزال السل أحد أخطر الأمراض المعدية فتكًا في العالم، حيث يُسجل حوالي 10 ملايين حالة جديدة و1.6 مليون حالة وفاة سنويًا.

لا يوجد حاليًا لقاح فعال للغاية، مما يُبرز الحاجة المُلحة إلى رؤى وعلاجات جديدة.

تفاصيل الدراسة

في دراسة نشرت في مجلة Immunity، تعاون باحثون لجمع أكبر مكتبة من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لبكتيريا السل (Mtb) وهي البكتيريا المسببة لمرض السل.

حدد الفريق خصائص محددة للأجسام المضادة تُحدّ بشكل كبير من نمو المتفطرة السلية.

يكشف هذا البحث عن رؤى جديدة بالغة الأهمية حول كيفية تفاعل الأجسام المضادة مع الخلايا المناعية في الرئتين للحد من عدوى المتفطرة السلية، مما يُمهّد الطريق لعلاجات أو لقاحات محتملة قائمة على الأجسام المضادة ضد السل، وكلاهما مطلوب بشدة.

أجرى الفريق أبحاثًا على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (mAbs)، وهي أجسام مضادة عالية التخصص مُصممة هندسيًا لاستهداف مكونات محددة من المتفطرة السلية.

فحص الباحثون مجموعة واسعة من هذه الأجسام المضادة، مستهدفين العديد من مكونات البكتيريا المختلفة، لتحديد أيها قادر على الحد من نمو البكتيريا بشكل فعال في الفئران المصابة.

ووجد الباحثون أن الأجسام المضادة المحددة التي تستهدف أجزاء مختلفة من البكتيريا - كل من البروتينات السطحية والمستضدات الداخلية - يمكن أن تحد بشكل فعال من نمو السل، مما يتحدى الافتراضات السابقة التي تقول إن الأجسام المضادة التي تتعرف على الهياكل السطحية فقط يمكن أن تساعد في مكافحة السل.

ولفهم الآليات الكامنة وراء هذه الحماية التي تتوسطها الأجسام المضادة بشكل أفضل، قام الباحثون بفحص أحد الأجسام المضادة الفعالة بشكل خاص والتي تستهدف جزيئًا يسمى lipoarabinomannan (LAM)، والذي يوجد على سطح الخلية البكتيرية.

من خلال هندسة نطاق ثابت الأجسام المضادة (Fc) للتحكم في أنشطة قتلها، اكتشف الباحثون أن السيطرة البكتيرية القصوى تتحقق عندما تعيد الأجسام المضادة توجيه تجنيد الخلايا المناعية الفطرية وتنشيطها.

على وجه الخصوص، وفرت الأجسام المضادة القادرة على إعادة توجيه البكتيريا إلى العدلات أعلى مستوى من الحماية.

يسلط هذا الاكتشاف الضوء على طريقة لم يتم التعرف عليها من قبل يمكن للأجسام المضادة من خلالها العمل ضد مرض السل ليس فقط عن طريق تحييد مسببات الأمراض بشكل مباشر، ولكن أيضًا عن طريق إعادة تشكيل وظائف الخلايا المناعية داخل الأنسجة المصابة.

نظرًا لتزايد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، فإن فهم هذه الآليات المناعية يفتح آفاقًا جديدة لتصميم علاجات ولقاحات جديدة، وهي ضرورية للغاية لمكافحة السل.

علاوة على ذلك، تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لاكتشاف وتصميم علاجات وحيدة النسيلة بسرعة لمجموعة أوسع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستقبل.