السبت 07 يونيو 2025 الموافق 11 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أظهرت دراسة أن الأدوية الخافضة للكوليسترول ليس لها تأثير مضاد للاكتئاب| تفاصيل

الخميس 05/يونيو/2025 - 02:36 م
الأدوية الخافضة للكوليسترول..
الأدوية الخافضة للكوليسترول.. أرشيفية


لطالما كانت أدوية خفض الكوليسترول المعروفة بالستاتينات من أكثر الأدوية الموصوفة على مستوى العالم، وذلك نظرًا لفاعليتها في تقليل مستويات الكوليسترول في الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى خصائصها المضادة للالتهابات. 

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت بعض الدراسات المحدودة التي اقترحت أن للستاتينات تأثيرًا مضادًا للاكتئاب، وهو ما أثار اهتمام الباحثين للاستكشاف بشكل أكثر دقة وعمق.

يعتبر الاكتئاب والبدانة من أكثر الحالات الطبية انتشارًا على مستوى العالم، ويلاحظ أن غالبية الأشخاص المصابين بالسمنة يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول، وغالبًا ما يتم وصف الستاتينات لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

ومع ذلك، اقترحت بعض الدراسات الصغيرة أن الستاتينات قد يكون لها تأثيرات مضادة للاكتئاب، مما يعزز من الاهتمام بدراسة هذا الجانب المحتمل.

تفاصيل الدراسة

ركزت الدراسة التي أجراها فريق بحث بقيادة البروفيسور كريستيان أوتي من قسم الطب النفسي وعلوم الأعصاب في مستشفى شاريتيه في برلين، على التحقيق في صحة فرضية وجود تأثير مضاد للاكتئاب للستاتينات، من خلال دراسة موسعة ومراقبة بعناية.

شارك في الدراسة 161 مريضًا يعانون من الاكتئاب ومرض السمنة، وُجهت لهم جميعًا علاجات قياسية للاكتئاب (إسيتالوبرام) لمدة 12 أسبوعًا. 

تم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي إلى مجموعتين: مجموعة تتلقى الستاتين (سيمفاستاتين)، ومجموعة أخرى تتلقى علاجًا وهميًا، وذلك بشكل مزدوج التعمية لضمان حيادية النتائج.

خلال فترة الدراسة، تم تقييم شدة الاكتئاب باستخدام مقابلات سريرية واستبيانات ذاتية التعبئة. بالإضافة إلى ذلك، جُمعَت عينات دم لقياس مستويات الدهون والبروتين التفاعلي-سي (CRP)، وهو مؤشر للالتهاب في الجسم. 

هذا السمات كانت محور فرضية الدراسة التي تقول إن تقليل الالتهاب قد يساهم في تحسين حالات الاكتئاب.

نتائج الدراسة 

على الرغم من أن جميع المشاركين أظهروا تحسنًا واضحًا في أعراض الاكتئاب خلال الفترة، إلا أنه لم يتم ملاحظة فرق ذي دلالة إحصائية بين المجموعتين، سواء بين من تلقى الستاتين أو العلاج الوهمي. 

تراجع مستوى الالتهاب (CRP) بشكل ملحوظ لدى المجموعة التي تناولت الستاتين، وهو ما يؤكد أن هذا الدواء ناجح في خفض الكوليسترول وتقليل الالتهاب، لكن ذلك لم يترجم إلى تحسين إضافي في حالات الاكتئاب.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الستاتينات لا تمتلك تأثيرًا مضادًا للاكتئاب، وتبقى الأدوية التقليدية المضادة للاكتئاب هي الخيار الأمثل لعلاج هذا الاضطراب، وفقًا للمباديء والإرشادات الحالية. 

علاوة على ذلك، يوصي الباحثون بوصف الستاتينات على النحو المعتاد للحد من مخاطر أمراض القلب، وليس كعلاج مضاد للاكتئاب.

أكدت الدراسة أن فرضية وجود تأثير إيجابي إضافي للستاتينات على علاج الاكتئاب غير مدعومة علميًا حتى الآن، وأن العلاج الأوثق والأكثر فعالية يبقى هو المضاد للاكتئاب التقليدي، مع ضرورة الاستمرار في استخدام الستاتينات للوقاية من أمراض القلب وفقًا للإرشادات الطبية. 

تعتبر هذه النتائج إضافة مهمة للفهم العلمي حول وظائف الأدوية المستخدمة، وتوضح الحاجة إلى دراسات إضافية لفهم العلاقات بين الالتهاب والاكتئاب بشكل أدق.