اختبار دم للكشف عن مشاكل زراعة الكبد مبكرا لمنع فشل الأعضاء

زراعة الكبد جراحةٌ تُنقذ حياةً، لكن عددًا كبيرًا من المرضى يُعانون من رفض العضو المزروع أو مُضاعفاتٍ أخرى.
تُوضح دراسةٌ كيف يُمكن استخدام عينة دمٍ واحدةٍ للكشف عن المشاكل في مراحلها المُبكرة، مما يُتيح علاجًا مُصممًا خصيصًا لمنع فشل العضو.
يُعدّ هذا البحث خطوةً مهمة نحو تطوير خزعة سائلة لا تقتصر على الكشف السريع عن مضاعفات ما بعد الزرع فحسب، بل تُحدّد سببها أيضًا.
ستُلغي هذه التقنية إلى حدٍّ كبير الحاجة إلى اختبارات أكثر تدخلاً.
نُشرت النتائج في مجلة Nature Communications.
قال أنطون ويلشتاين، المؤلف الرئيسي للدراسة: "هناك حاجة إلى فهم أفضل وأكثر تفصيلاً للأسباب التي تؤدي إلى فشل عملية زرع الأعضاء".
وأضاف: "بفضل هذه التقنية، يمكننا أخذ عينة دم والحصول على قراءة لما يحدث مع المريض بالكامل".

زراعة الكبد
تُجرى عمليات زراعة الكبد فقط للمرضى الذين هم في أمسّ الحاجة إليها؛ فعلى عكس أعضاء أخرى كالكلى، والتي يمكن دعمها بغسيل الكلى، لا توجد أجهزة أو علاجات يمكنها إنقاذ المريض عند فشل الكبد.
ونظرًا لمحدودية إمدادات الكبد المتاحة للزراعة، فإن الوقاية من إصابة الأعضاء أمر بالغ الأهمية، وفقًا للباحث المشارك في الدراسة، الدكتور ألكسندر كرومر.
هناك عدة طرق يمكن أن يتضرر بها العضو المزروع. عملية الزرع نفسها قد تُلحق الضرر بالكبد الجديد، وتُسبب ضغطًا على الأعضاء المجاورة، وتُحفز استجابة مناعية.
حاليًا، يمكن لأطباء زراعة الأعضاء استخدام فحوصات الدم للكشف عن أي تلف محتمل، والاختبارات الجينية لتحديد ما إذا كانت الخلايا التالفة مصدرها الكبد المتبرع به أم جسم المريض نفسه.
ومع ذلك، غالبًا ما يتطلب تحديد السبب الدقيق دراسات تصويرية باهظة التكلفة أو فحوصات متابعة جراحية، مثل خزعة الكبد.
تعتمد التقنية الجديدة على التقاط شظايا الحمض النووي الموجودة في بقايا الخلايا الميتة المنتشرة في مجرى الدم.
وقد وجد فريق ويلشتاين أن البصمات الكيميائية التي تُترك على هذه الشظايا يمكن استخدامها لتحديد نوع الخلية الأصلية ومصدرها بدقة.
أوضح ويلشتاين: "الجديد هو أنه أصبح بإمكاننا الآن تحديد المصدر الخلوي للضرر. يمكننا تحديد أنواع الخلايا، سواءً في العضو المزروع أو في الجسم المضيف، وفي الأنسجة الأخرى التي تتعرض للتلف أو المهددة بالتلف".
وأشار إلى أن سهولة إجراء الاختبار تعني أنه يمكن تكراره على فترات متكررة، مما يجعل من الأسهل على الأطباء مراقبة المرضى واكتشاف المشاكل في وقت مبكر.
وأضاف: "إذا كنت تعرف، على سبيل المثال، أن الحيز الصفراوي [من الكبد] مصاب ولكن ليس الحيز الخلوي الكبدي، فيمكنك تقديم نهج علاجي أكثر تخصيصًا يؤدي إلى رعاية أفضل للمريض".
وتابع أنه بالإضافة إلى أن اختبار الدم هذا أسرع وأقل تدخلاً من خزعة الأنسجة التقليدية، فإنه قد يكون أكثر دقة أيضاً.
وقال: "في خزعات الإبرة، هناك دائمًا احتمالٌ للتحيز في أخذ العينات، لأننا لا نأخذ عينة من الكبد بأكمله، بل نواة صغيرة واحدة فقط قيد التقييم".
عندما بدأ الباحثون المشروع قبل سبع سنوات، لم يكن لديهم أي فكرة عما إذا كان من الممكن اكتشاف تلف الخلايا في عينات الدم أم لا.
وقال ويلستين: "لقد كان من المدهش مدى نجاح الأمر".