السبت 28 يونيو 2025 الموافق 03 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اليوم العالمي لليوجا 2025.. كيف تعزز اليوجا الصحة العقلية للأطفال؟

السبت 21/يونيو/2025 - 01:30 م
اليوجا.. أرشيفية
اليوجا.. أرشيفية


عندما يتعلق الأمر بالعناية بالصحة النفسية للطفل، نميل إلى التفكير في جلسات العلاج، والمساحات المنظمة، وتقييد استخدام الشاشات، لكن اليوغا تُعدّ من أكثر الطرق التي لا تحظى بالتقدير الكافي - ولكنها فعالة للغاية - لإدارة المشاعر ونمو الدماغ. فهي سهلة المنال، ومتجذرة في الثقافة، والأهم من ذلك، أنها تُحقق الغرض المطلوب.

من البيئات السريرية إلى الأكاديمية، يزداد قبول اليوغا كمورد قيّم في مجال الصحة النفسية للأطفال - ليس مجرد تمرين بدني، بل كممارسة شاملة تُحسّن كيفية تركيز الأطفال وشعورهم وقدرتهم على العمل.

التركيز: تدريب الدماغ من خلال الجسم

إحدى المزايا المباشرة لليوغا لدى الأطفال هي زيادة مدى الانتباه، في عالم تتنافس فيه الأجهزة الإلكترونية على كل لحظة من حياة الطفل، من الضروري تدريب الانتباه بوعي - واليوغا تُقدم طريقة رائعة وغير جراحية للقيام بذلك.

عندما يُثبت الطفل نفسه في وضعية الشجرة لبضع أنفاس أو يُلف ذراعيه وساقيه في وضعية النسر، يهدأ الجسم وينشط العقل. 

تُعطي هذه الأشكال المتوازنة قشرة الفص الجبهي تمرينًا ممتعًا. أضف تنفسًا هادئًا ومنتظمًا، وسيتحول الروتين بأكمله إلى تمرين لطيف يُهدئ الروح ويُعزز التركيز.

تُشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتدفقون بانتظام على السجادة يتحدثون أكثر في الفصل، وينشغلون أقل، ويُسيطرون على مشاعرهم. 

والأمر المُشجع بشكل خاص هو أن النتائج تُلاحظ حتى مع الحد الأدنى من الممارسة اليومية، يحتاج الأطفال إلى القيام بذلك تحت إشراف مُدرب يوغا خبير.

اليوجا مش بس للكبار.. بتعلم الأطفال التسامح والرضا والثقة بالنفس - اليوم  السابع

التنظيم الذاتي

يعتبر التنظيم الذاتي العاطفي مهارة مكتسبة وليست فطرية، واليوغا تمثل وسيلة رائعة لبنائها، تمارين التنفس القصيرة، مثل تقنية تبديل فتحات الأنف أو ملء البطن ببطء، تستهدف مباشرةً الجزء المهدئ من الجهاز العصبي، مما يساعد على تخفيف حدة التوتر. 

وهذا أمرٌ خاص بالأطفال الذين يعانون من نوبات غضب متكررة وقلق، حيث تؤتي هذه الممارسات نتائج فعالة، وليس فقط على حصيرة اليوغا؛ فالممارسة المنتظمة تساهم في إعادة برمجة استجابات الطفل تجاه التوتر، مما يعزز قدرته على التوقع واتخاذ القرارات عند مواجهة الفوضى.

تتضمن التمارين النموذجية مثل الإحماء، والوضعيات، والتمارين الهادئة، قوسًا من الاسترخاء يبدو متكاملاً، الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو من حساسية مفرطة، غالبًا ما يشعرون بالاضطراب مع تغيّر الجداول الزمنية، لذلك فإن وجود خطة واضحة لما سيحدث لاحقًا يمنحهم شعورًا بالأمان والاستقرار.

الجمل التحفيزية الصغيرة مثل "أنا هادئ" أو "أنا قوي"، ليست مجرد أناشيد، بل هي أدوات فعالة لإعادة برمجة حديثهم الذاتي مع النفس، وتوجيه نظرتهم وتجاربهم بشكل إيجابي، وعند تكرارها، تتغير الطريقة التي يقرأ بها الطفل المواقف والتحديات، ويبدأ في رؤية الأمور بشكل أكثر هدوءًا وثقة.

ممارسات الاسترخاء، تساعد الأطفال على الشعور بالراحة مع السكون، وهي تجربة نادرة في عالمنا اليوم المليء بالنشاط، لحظة السكون تتيح للعقل فرصة للتنفس وإزالة الضوضاء الذهنية، وتعدّ هذه الاستراحة القصيرة ركيزة أساسية للحفاظ على الصحة النفسية وسلامتها.

بالرغم من أن الحركة المنتظمة والتنفس المركّز لا يغنيان عن العلاج النفسي عندما تتفاقم الأمور، إلا أنهما يشكلان أداة داعمة وفعالة. 

الأطفال الذين يمارسون اليوغا يظهرون قدرًا أكبر من التحكم في مشاعرهم، ويصبحون أكثر قدرة على التعبير عن أنفسهم، ويزداد ثقتهم بأنفسهم.