طريقة جديدة لاستعادة صحة الخلايا العصبية في مرض الزهايمر

يعتبر مرض الزهايمر (AD) حالة عصبية تنكّسية مُنهكة تُصيب نسبة كبيرة من كبار السن في مختلف أنحاء العالم.
المشابك العصبية هي نقاط اتصال بين الخلايا العصبية، قابلة للتغيير بناءً على تجاربنا.
بإضافة أو إزالة أو تقوية أو إضعاف الوصلات المشبكية، يُشفّر دماغنا الأحداث الجديدة أو ينسى الأحداث السابقة.
في مرض الزهايمر، تتعطل اللدونة المشبكية، وهي قدرة الدماغ على تنظيم قوة الروابط المشبكية بين الخلايا العصبية، بشكل ملحوظ.
ويتفاقم هذا الوضع مع مرور الوقت، مما يُضعف الوظائف الإدراكية والذاكرة، ويؤدي إلى انخفاض جودة الحياة.
حتى الآن، لا يوجد علاج فعال لمرض الزهايمر، والعلاجات المتاحة محدودة فقط للسيطرة على الأعراض.
أظهرت الدراسات أن التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS)، وهو تقنية تحفيز دماغي غير جراحية تستخدم نبضات كهرومغناطيسية لاستهداف مناطق دماغية محددة، يتمتع بإمكانيات علاجية لإدارة الخرف والأمراض المرتبطة به.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS) يمكن أن يعزز مرونة المشابك العصبية في الأجهزة العصبية السليمة.
علاوة على ذلك، يُستخدم بالفعل لعلاج بعض الحالات العصبية التنكسية والنفسية العصبية.
ومع ذلك، تتفاوت الاستجابات الفردية للتحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS) لإدارة مرض الزهايمر، ولا تزال الآليات الكامنة وراءه غير مفهومة بوضوح.

تأثيرات التحفيز المغناطيسي المتكرر
مؤخرًا، أجرى باحثون من جامعة كوينزلاند (أستراليا) ومركز ويكينج لأبحاث وتعليم الخرف بجامعة تسمانيا دراسةً حول تأثيرات التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS) على المشابك العصبية في قشرة دماغ فئران مصابة بالخرف من نوع ألزهايمر. نُشر تقريرهم في مجلة Neurophotonics.
توضح الدكتورة باربورا فولوبوفا، المؤلفة المشاركة: "نظرًا لأن الخلل المشبكي هو آلية رئيسية في مرض الزهايمر، فقد قمنا في هذه الدراسة بقياس التغيرات في الأزرار المحورية المشبكية في نموذج فأر مصاب بمرض الزهايمر استجابةً للتحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة، ومقارنتها بتلك الموجودة في الفئران السليمة".
أزرار المحور العصبي هي نهايات متخصصة في المحور العصبي، وهو الجزء الطويل الرفيع من الخلية العصبية الذي يربط الخلايا العصبية ببعضها البعض عن طريق نقل الإشارات العصبية.
هذه هي مواقع تشكل المشابك العصبية، مما يسمح للخلايا العصبية بالتواصل. لذلك، فإن أي تغيير في عدد أو وظيفة هذه الأزرار يمكن أن يكون له آثار عميقة على اتصال الدماغ.
في هذه الدراسة، لاحظ الباحثون تغيرات هيكلية في نوعين من الأزرار المُثيرة، وهما "أزرار النهاية" (TBs) (نتوءات قصيرة من محور الخلية العصبية، عادةً ما تربط الخلايا العصبية في منطقة موضعية)، و"أزرار المرور" (EPBs) (هياكل صغيرة تشبه الخرز على طول المحاور، عادةً ما تربط المناطق البعيدة).
استخدم الباحثون التصوير ثنائي الفوتون لتصوير المحاور والمشابك العصبية الفردية في دماغ حيوان حي.
أُجريت الدراسة على سلالة الفئران APP/PS1 xThy-1GFP-M.
وجد الباحثون أن كثافة كلٍّ من بروتينات TB وEPB في نموذج فئران AD مماثلة لتلك الموجودة في فئران WT السليمة.
ومع ذلك، كان معدل دوران كلا النوعين من الأزرار أقل بكثير في نموذج فئران AD قبل التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS)، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تراكم لويحات الأميلويد، وهو مؤشر رئيسي للخرف، وقد يُسبب أمراضًا مثل مرض الزهايمر.
بعد جلسة واحدة من التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS) منخفض الشدة، ازداد معدل دوران خلايا TB في كلا السلالتين بشكل ملحوظ، بينما لم يُلاحظ أي تغيير في معدل دوران EPB.
تُمثل هذه الدراسة خطوةً مهمةً نحو فهم مرض الزهايمر.