لمرضى القدم السكري.. متى تجب زيارة الطبيب؟

يعاني عدد كبير من مرضى السكر من القدم السكري، التي تعد واحدة من أبرز المضاعفات الناتجة عن تطور الإصابة بـ مرض السكر، وأخطرها.

وتكمن خطورة الإصابة بـ القدم السكري في أن الأمور قد تتطور إلى حد الإصابة بالغرغرينا، بل قد تصل في بعض الحالات إلى بتر القدم، لذا فإن من الضروري أن يزور مريض السكر طبيبه إذا بدت عليه أعراض الإصابة بـ القدم السكري، وهنا يبرز السؤال، متي تجب زيارة الطبيب حال الاشتباه أو الإصابة بـ القدم السكري؟

فيما يلي من سطور، يستعرض «صحة 24» الأوقات التي يجب فيها زيارة الطبيب حتى يمكن الحفاظ على القدمين من التدهو نتيجة الإصابة بـ القدم السكري.

القدم السكري «DIabetic Foot»

إن كنا بصدد الحديث عن الأوقات التي تستدعي زيارة الطبيب، فقد يتساءل البعض ما هي القدم السكري؟

القدم السكري «DIabetic Foot» هي مشكلة تصيب مرضى السكر، وتشمل مجموعة من التغيرات المرضية التي تؤثر على الأطراف السفلية.

عادة ما تكون الإصابة بـ القدم السكري ناتجة عن الإصابة بـ مرض السكر، كأحد أهم مضاعفات هذا المرض، الذي يؤثر على الأعصاب، فيصيب المريض باعتلال الأعصاب الطرفية، وتلف الأوعية الدموية، وفقدان الإحساس بالقدمين.

وتزداد عوامل الإصابة بـ القدم السكري عندما يفقد المريض السيطرة على نسبة السكر في الدم، بحيث ترتفع عن الحدود الطبيعية، وإذا ما طالت الفترة التي يكون فيها السكر خارجا عن السيطرة، فإن الأعصاب الموجودة في القدمين تتلف نتيجة ضعف تدفق الدم إليها، ويظهر ذلك في صورة خدر وتنميل يصيب القدمين، كما يمكن ألا يشعر المريض بأي جرح أو إصابة في قدمه، وتزداد خطورة إصابة قدم مريض السكر بالعدوى، والالتهابات، والتقرحات، ومضاعفات شديدة قد تؤدي إلى بتر القدم السكرية في حال عدم علاجها بشكل مبكر.

متى تجب زيارة الطبيب؟

قال الدكتور إيهاب نبيل، استشاري جراحة الأوعية الدموية، إن المريض الذي يصاب بـ القدم السكري يجب أن يزور طبيبه، في حال إذا ظهر كالو في القدم على الجلد، محذرا من التعامل معه بأي طريقة أو إزالته، أو شده.

وأضاف استشاري جراحة الأوعية الدموية أن من بين الحالات التي تستدعي قيام مريض القدم السكري بزيارة الطبيب، ظهور بدايات الكالو في أسفل القدم، إذ لا يمكن التعامل معها أو إزالتها، فضلا عن ظهور بعض القرح في القدم التي لا يمكن إهمالها، ففي هذه الحالة لا يمكن التعامل مع هذه القرح بطرق وبغيارات غير معترف بها، وغير موصى بها من قِبل أستاذ جراحة أوعية دموية وقدم سكري.

وتابع الدكتور إيهاب نبيل أنه في حالة ارتداء حذاء ضيق وحدث احمرار في مكان ضيق الحذاء، كالمناطق الموجودة على جانبي القدم من الأمام، أو الإصبع، أو وجه القدم من الأعلى، فضلا عن أن الحذاء الضيق أحدث سوادا على جانب القدم، عندئذ لا يجب إهمال تلك العلامات، ويجب أن يتوجه المريض فورا إلى الطبيب، لأن كل هذه الأعراض والعلامات من الممكن أن تشير إلى بداية الإصابة بـ القدم السكري.

وشدد استشاري جراحة الأوعية الدموية على ضرورة العلم بأنه لا يمكن التعامل مع أعراض الإصابة بـ القدم السكري ببساطة، بالعكس لا بد من القيام بقياس الأعصاب، وإجراء فحص العصب أو رسم العصب، كما يمكن القيام ببعض الفحوصات الأخرى كالأشعات التي تجرى على الشرايين، مثل الدوبلكس على الشرايين، وهو قياس للدورة الدموية يقوم بتقييم الشريان من الداخل، ومعرفة درجة الإصابة التي وصل إليها المريض، والتي يتم البناء عليها وعلى الإصابة الموجودة في الجلد من إصابة بكتيرية أو جرح، طرق الغيار عليه، والطرق المثلى للاستشفاء من هذه الجروح.

وأشار إلى أن الجروح لا تخف دون مقابل أو ثمن، والثمن هنا هو التغذية التي تصل إلى هذا الجرح، والتغذية هنا تتمثل في الشرايين السليمة، ومن هنا يجب التأكيد على ضرورة مراعاة عوامل خطورة الإصابة بـ القدم السكري، ومعرفة الأعراض التي توجب على المريض أن يلجأ لطبيبه، قبل الوصول إلى مراحل متقدمة من القدم السكري، مثل الغرغرينا أو البتر.