علاج السكر من النوع الثاني.. صيدلي يوضح تأثير عقار قديم مضاد لـ الذهان
توصل باحثون إلى أن فئة من الأدوية القديمة المضادة لـ الذهان، يمكن أن تكون من بين الخيارات الواعدة لـ علاج السكر من النوع الثاني.
يأتي ذلك فيما يتطلع الكثيرون إلى التوصل واكتشاف عقار من شأنه أن يساهم في علاج السكر من النوع الثاني، في ظل ارتفاع عدد المصابين بالمرض المزمن الذي يهدد حياة ما يقرب من نصف مليار شخص حول العالم، من بينهم 10.9 مليون شخص في مصر، خلال عام 2021، وفق تقرير صادر عن منظمة الاتحاد الدولي للسكر (IDF)، الذي أكد أن مصر في صدارة الدول العربية من حيث أعداد المصابين بمرض السكر.
وفي ضوء هذا، ذكرت صحيفة ميديكال إكسبريس أن باحثين، توصلوا إلى أن عقارا قديما من مضادات الذهان، يمكن أن يكون خيارا علاجيا جديدا واعدا للمصابين بمرض السكر من النوع الثاني، بما يساعد في سد حاجة المرضى، وخصوصا الذين لا تناسبهم العلاجات الأخرى المتاحة لعلاج هذا النوع من مرض السكر.
تفاصيل الدراسة
وقال جون أوشر، وهو أستاذ في كلية الصيدلة والعلوم الصيدلانية بجامعة ألبرتا، والمؤلف الرئيسي للدراسة الحديثة، إن عقار الميتفورمين هو أحد العلاجات الأكثر شيوعا لمرض السكر من النوع الثاني، لكن نحو 15% من المرضى غير قادرين على تناوله، وهناك نوع آخر من فئات الأدوية شائعة الاستخدام «مُفرِز الإنسولين» لعلاج مرض السكر، لكنه ليس بنفس الفعالية بالنسبة للمرضى في المراحل المتأخرة، والذين يحتاجون أيضا إلى خيار مختلف.
وأضاف المؤلف الرئيسي للدراسة، التي نشرت في مجلة Diabetes، أنه «بالنسبة للمرضى الذين لا يستطيعون تناول الميتفورمين، والمرضى الذين يعانون من مرض السكر في المراحل المتأخرة حيث لا تعمل خلايا بيتا بشكل جيد، عندما تحاول العثور على علاجات جديدة أو علاجات مركبة جديدة مع تقدم المرض، يصبح الأمر الأكثر أهمية العثور على فئات جديدة من الأدوية تستهدف آليات جديدة، وبالتالي يكون لديك المزيد من الخيارات لمحاولة خفض نسبة السكر في الدم لدى هؤلاء الأفراد».
وتتمثل الآلية التي ركز عليها أوشر وفريقه في succinyl CoA: 3-ketoacid CoA transferase (SCOT)، وهو إنزيم يشارك في عملية إنتاج الجسم للطاقة من الكيتونات، واستخدم الفريق النمذجة الحاسوبية للعثور على الأدوية التي يمكن أن تتفاعل مع SCOT واختارت جيلا أقدم من الأدوية المضادة للذهان، فئة أدوية تسمى diphenylbutylpiperidines، أو DPBP باختصار.
ووجد أوشر وفريقه سابقا أنه يمكن إعادة استخدام دواء معين ضمن هذه الفئة يسمى بيموزيد للمساعدة في علاج مرض السكر، لكنهم قاموا منذ ذلك الحين بتوسيع نطاق تركيزهم لمعرفة ما إذا كان المزيد من فئة DPBP يمكن أن يكون مفيدا أيضا في علاج المرض.
وقال أوشر: «اختبرنا 3 عقاقير الآن، وكلها تتفاعل مع هذا الإنزيم، وجدنا أن جميعها تعمل على تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق منع العضلات من حرق الكيتونات كمصدر للطاقة».
وأضاف: «نعتقد أن تثبيط SCOT هذا هو السبب في أن مضادات الذهان هذه قد يكون لها في الواقع حياة ثانية لإعادة استخدامها كعامل مضاد لمرض السكر».
وعلى الرغم من استمرار الحاجة إلى إجراء تجارب إكلينيكية، فإن تغيير الغرض من الدواء يسمح للباحثين بالتركيز بشكل خاص على فعالية وسلامة الاستخدام الجديد المقصود، ما يمكن من توفير علاج جديد بسرعة أكبر وفعالية من حيث التكلفة.
ونظرا لأن أدوية DPBP كانت في الأصل مضادات للذهان، فإن العديد من آثارها الجانبية المحتملة، مثل النعاس أو الدوخة أو التعب، تنشأ من تأثيرها على هدفها الأصلي: مستقبلات الدوبامين في الدماغ.
ويخطط مختبر أوشر لمحاولة إنشاء نسخة معدلة من فئة الأدوية التي لا تصل إلى الدماغ ولها تأثيرات ضارة محتملة أقل.
ما هو مرض السكر من النوع الثاني؟
يذكر أن مرض السكر من النوع الثاني، تؤثر الإصابة الإنسان به على تنظيم حركة السكر أو الجلوكوز وإدخاله إلى الخلايا المختلفة لإمدادها بالطاقة.
ويلاحظ أن المصاب بمرض السكر من النوع الثاني تختلط لديه كمية كبيرة من السكر بالدورة الدموية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، حينها من الممكن أن يتعرض الشخص المصاب بالنوع الثاني من السكر لمضاعفات عدة، مثل اضطرابات الدورة الدموية والجهاز العصبي والجهاز المناعي.
وفي حالة الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، يصبح البنكرياس غير قادر على إفراز الأنسولين بالكميات الكافية للجسم، مما يؤثر على مستوى السكر في الدم، وعلى انتظام حركة السكر وإدخاله إلى الخلايا لإمدادها بالطاقة.
وهناك مشكلة أخرى تحدث عند الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، وهي عدم استجابة خلايا الجسم للأنسولين بشكل سليم، وبالتالي تقل كمية السكر التي تمتصها تلك الخلايا.