الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

قصور القلب المميت.. شفاء 3 مرضى في تطور غير مسبوق

الإثنين 12/يونيو/2023 - 12:12 م
قصور القلب
قصور القلب


في اختراق طبي، يأمل الباحثون في أن يفضي إلى نتائج تتعلق بالعلاج، تعافى 3 مرضى من قصور القلب مميت بشكل تلقائي، في حالة غير مسبوقة.

وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية نقلا عن مجلة The New England Journal of Medicine، أن 3 رجال مصابين بـ قصور القلب تعافوا تلقائيا، إذ شهدت حالاتهم انعكاسا تلقائيا للمرض، بعد أن أصيبوا به بسبب الداء النشواني القلبي، وهو تراكم البروتينات السامة في القلب، المسماة الأميلويد، الأمر الذي جعل أداء القلب لوظائفه بشكل صحيح أمرا صعبا.

مرض قاتل

قصور القلب، الذي يعد من أخطر الأمراض المزمنة المهددة لحياة الإنسان، يزداد سوءا مع مرور الوقت، ويصبح في بعض الحالات مرضا قاتلا، ولعل ذلك كان سببا وراء وصف الخبراء له بأنه حالة لا رجعة فيها.

ولم تكن حالات الرجال الثلاثة، لتمر مرور الكرام على العلماء الباحثين، وخاصة أنها حالات غير مسبوقة، إذ أجرى علماء من جامعة كوليدج لندن (UCL)، والمستشفى الملكي المجاني، فحوصات طبية على الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 68 و76 و82 عاما، بعد تقارير عن تحسن أعراضهم.

أجسام مضادة

وأظهرت الفحوصات أن بعض البروتينات السامة «الأميلويد» اختفت من قلوبهم، التي بدا أنها تتعافى من المرض.

وبينما وجد فريق الباحثين أدلة واعدة على الأجسام المضادة التي استهدفت هذه البروتينات على وجه التحديد، كشفت اختبارات أخرى أنه لم يتم العثور على هذه الأجسام المضادة في المرضى الآخرين الذين تطورت حالتهم بشكل طبيعي.

علاج لـ قصور القلب

ويأمل الباحثون والأطباء في أن تُفضي هذه النتائج إلى علاجات جديدة لـ قصور القلب.

تقول البروفيسورة ماريانا فونتانا، كبيرة الباحثين، من قسم الطب في كلية لندن الجامعية: «لقد رأينا للمرة الأولى أن القلب يمكن أن يتحسن مع هذا المرض، لم يُعرف ذلك حتى الآن، وهو يرفع سقف ما يمكن أن يكون ممكنا مع العلاجات الجديدة».

وفي الدراسة، نظر الباحثون في نوع معين من الحالات التي يسببها تراكم البروتين الناقل في الدم المسمى ترانستيريتين (TTR).

والداء النشواني القلبي الناتج عن بروتين ترانستريتين (ويسمى أيضا الداء النشواني ATTR أو اعتلال عضلة القلب ATTR-CM)، غير معروف جيدا بسبب نقص التشخيص المحتمل ونقص الإبلاغ.

وقام الفريق بدراسة سجلات 1663 مريضا من المصابين بهذه الحالة بعد أن قال أحد الرجال، ويبلغ من العمر 68 عاما، إن أعراضه تتحسن، كما تم تحديد حالتين أخريين من التحسن وتأكيدهما من خلال فحوصات الدم والمسح الضوئي وتقنيات التصوير الطبي.

ووجد فريق العلماء أجساما مضادة في المرضى الثلاثة، ترتبط على وجه التحديد بترسبات أميلويد ATTR في الأنسجة البشرية والفئران في المختبر.

وقال العلماء إن تسخير هذه الأجسام المضادة يمكن أن يساعد على التخلص من البروتينات السامة وربما عكس الحالة.

ويبحث العلماء بقيادة البروفيسور جوليان غيلمور، من قسم الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، عن علاج لتعديل الجينات يمكن أن يوقف تقدم الداء النشواني القلبي.

وقال الفريق إن النتائج المبكرة للتجربة تشير إلى أنها قد توقف تطور المرض.

وأوضح البروفيسور غيلمور، وهو أيضا رئيس مركز كلية لندن الجامعية للداء النشواني في مستشفى رويال فري: لم يتم إثبات ما إذا كانت هذه الأجسام المضادة تسببت في تعافي المرضى أم لا، ومع ذلك، تشير بياناتنا إلى أن هذا أمر محتمل للغاية، وهناك إمكانية لإعادة تكوين مثل هذه الأجسام المضادة في المختبر واستخدامها كعلاج.

وأضاف: نحن نقوم حاليا بالتحقيق في هذا الأمر بشكل أكبر، على الرغم من أن هذا البحث ما زال في مرحلة أولية.