صيام الأم المرضعة.. هل يؤثر على صحة الطفل؟
صيام الأم المرضعة.. مع دخول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، تعتاد كثير من السيدات على الصيام، اقتداء بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
لكن صيام الأم المرضعة يعد من الأمور المختلف عليها من الناحية الطبية تبعا لحالة كل سيدة، إذ إن هناك سيدات يتأثرن بالصيام ومن ثم تقل كمية الحليب لديهن، وهو ما يؤثر على الطفل الرضيع، بينما هناك سيدات أخريات لا يتأثرن بالصيام، وتكون طبيعتهن إدرار الحليب بشكل كبير، ومن هنا يأتي الاختلاف حين الرد على سؤال السيدات بشأن صيام الأم المرضعة.
في ما يلي من سطور، يستعرض «صحة 24» لمتابعيه كل ما يجب معرفته عن صيام الأم المرضعة.
اختلافات جوهرية بين المرضعات
قال الدكتور محمد دسوقي، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، إن كثيرا من الأمهات المرضعات يتساءلن عن كيفية الصيام من دون أن يحدث نقص في كمية الحليب.
وأوضح أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة أنه لدى الحديث عن صيام الأم المرضعة، يجب مراعاة الاختلاف الملحوظ من أم لأخرى، فهناك بعض الأمهات تكون بنيتهن ضعيفة ويكون إدرار اللبن ضعيفا، بما يعني أن الطفل الرضيع بالكاد يحصل على ما يكفيه من الرضاعة الطبيعية، وإن صامت هذه الأم فإن اللبن يقل كثيرا، في حين أن هناك امهات أخريات يكون إدرار اللبن لديهن ممتازا، بحيث نجد أن بعضهن تبتل ملابسهن من كثرة إدرار اللبن، وهذا يعني انها إن صامت فإن إدرار الحليب لديها لا يتأثر ولا يضعف، وإن تأثر فإن هذا يكون بشكل بسيط جدا.
وأشار الدكتور محمد دسوقي إلى أن الأطباء أحيانا ينصحون النوع الأول من الأمهات بعدم الصيام حتى لا يقل اللبن، وبالتالي يتأثر الطفل ويتأذى من الصيام، مشددا على أن هذه النصيحة تكون مبنية على المعطيات الطبية ولا علاقة لها بالفتوى الدينية، فالأطباء يقدمون النصيحة حيب حالة الأم.
صيام الأم المرضعة
وعن إمكانية صيام الأم المرضعة من عدمه، قال أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة إنه يتم تقسيم الأمر بالنسبة للأطفال الرضع إلى 3 فئات عمرية:
(1) إن كان الطفل الرضيع عمره أقل من 6 شهور
أوضح طبيب الأطفال أنه لدى الأطفال الأقل من 6 شهور، نكون أمام خيار من 3 خيارات على النحو التالي:
الحالة الأولى: إن كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية فقط ولا يعتمد على اللبن الصناعي، فمن الأفضل أن تفطر الأم ولا تصوم، لأن الطفل في هذه المرحلة العمرية يحتاج إلى اللبن بكميات كبيرة، ويكون اعتماده على الحليب شبه كامل حتى وإن كان قد بدأ يأكل، إذ إن 90% من احتياجاته تكون من الرضاعة وليس الأكل، مشيرا إلى أنه لا يمكن إدخال اللبن الصناعي في هذه الحالة إلى جانب الرضاعة الطبيعية، لأنه لا توجد مقارنة بين النوعين، فاللبن الطبيعي أفضل بكثير لذا لا ينبغي حرمان الطفل منه ومن فوائده في النمو والمناعة والتطور العقلي وما إلى ذلك.
الحالة الثانية: إن كان الطفل يحصل في الأساس على حليب صناعي بجانب الرضاعة الطبيعية، ففي هذه الحالة يمكن أن تصوم الأم، وتعتمد الأم على اللبن الصناعي أكثر خلال ساعات الصيام، بينما تعتمد على اللبن الطبيعي أكثر خلال ساعات الإفطار.
الحالة الثالثة: إن كان الطفل يعتمد في الرضاعة على اللبن الصناعي فقط، ففي هذه الحالة تصوم الأم دون أي مشكلات.
(2) إن كان الطفل عمره يتراوح بين 6 أشهر إلى سنة
قال أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة إنه في حال تراوح عمر الطفل بين 6 أشهر إلى سنة، نكون أمام خيار من 3 خيارات على النحو التالي:
الحالة الأولى: إن كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية فقط، لكنه بدأ الأكل منذ فترة، ففي تلك الحالة يمكن أن تصوم الأم، لكن مع ملاحظة إن كانت كمية اللبن ستتأثر أم لا، فإن تأثرت وقلت بدرجة كبيرة، وبدا على الطفل أنه جائع، هنا يجب على الأم ان تفطر، أما إن كمية الحليب تأثرت بشكل بسيط، ولا توجد أي تبعات لذلك على الطفل، هنا يمكن للأم أن تصوم، مع زيادة كميات الأكل إلى جانب الرضاعة.
الحالة الثانية: إن كان الطفل يحصل على اللبن الصناعي بجانب الطبيعي، تكون الأم مخيرة، لأن لديها خيارات أكثر، إذ يمكن الاعتماد على الأكل وعلى اللبن الصناعي في تغذية الطفل.
الحالة الثالثة: إن كان الطفل لا يعتمد على الرضاعة الطبيعية في الأساس، ويرضع اللبن الصناعي، فإن الأم تصوم.
(3) إن كان الطفل عمره أكبر من سنة
قال الدكتور محمد دسوقي، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، إنه إن كان الطفل عمره أكبر من سنة، فإن الأم مسموح لها بالصيام، سواء كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية او اللبن الصناعي أو كليهما، لأنه بعد سنة يكون اعتماد الطفل على تناول الأكل كبيرا جدا، ومن ثم يمكن زيادة كميات الأكل للطفل مع ما توفر من حليب عند الأم، ولا يتضرر الطفل في هذه الحالة.
وشدد على أنه في كل الأحوال السابقة إن صامت الأم، يجب عليها أن تتابع طفلها، ويجب ان تتباع نموه ووزنه مع طبيب الأطفال ولو مرة واحدة في الأسبوع، حتى يمكن التاكد من أن الطفل لم يتأثر بـ صيام الأم المرضعة.