تعرضكم للنزيف وتضر الكلى.. طبيب يحذر من الإفراط في تناول المسكنات
تعتبر المسكنات من أول الخيارات التي يلجأ إليها الأشخاص من أجل تخفيف الألم أو التخلص منه، إذ يحصل الكثيرون عليها كلما شعروا بأي ألم.
وعلى الرغم من كونها أدوية يتم استخدامها كأي علاج، فإنه لا بد من الحصول عليها بجرعات منضبطة وتحت إشراف طبيب، حتى يمكن للشخص أن يحصل على فائدتها من دون أن يتعرض لأي مشكلات أو مضاعفات تتعلق بالإفراط في تناولها أو تناولها بشكل غير صحيح.
في ما يلي من سطور، يستعرض «صحة 24» لمتابعيه أبرز مخاطر الإفراط في تناول المسكنات.
أبرز أدوية المسكنات
قال الدكتور محمد الناظر، استشاري الأمراض الجلدية، إن الألم من أسوأ الأحاسيس التي يمكن أن يشعر بها الإنسان على الإطلاق، لذا فإنه عندما يتحدث شخص ما إلى المريض بشأن إعطائه دواء لتخفيف الألم وعلاجه، فإن الكثير من المرضى يسرعون إلى تناول هذه الأدوية للتخلص من الألم، وهذا هو السبب الرئيسي وراء حصول هؤلاء على المسكنات.
وأوضح استشاري الأمراض الجلدية أن أشهر نوع من المسكنات التي يحصل عليها الكثير من الناس هو (Non Steroidal Anti-Inflamatories)، والتي يتم تداولها في الصيدليات تحت مسميات عدة، أبرزها: (Asprine - Cataflam - Voltaren - Feldene - Mobic - Ketorlac - Diclac - Advil - Celebrex - Ibuprofen)، وما إلى ذلك.
3 فوائد لـ المسكنات
وأشار استشاري الأمراض الجلدية إلى أن هذه المجموعة من أدوية المسكنات تقوم بـ 3 مهام هي:
تقليل الألم أو علاجه.
تخفيض درجة حرارة الجسم إن كانت مرتفعة.
تقليل الالتهاب.
أضرار الإفراط في تناول المسكنات
قال الدكتور محمد الناظر إن المسكنات تعمل وفق آلية معينة حتى يمكنها أن تخلصنا من الألم، فعندما يتعرض الجسم لأي إصابة، يحدث التهاب في مكان الإصابة، عن طريق المواد التي يفرزها الجسم والتي تسمى (Prostaglandins)، وحتى يتم إفراز هذه المادة، يكون الجسم بحاجة إلى إنزيم (Cox)، وهو نوعين، Cox 1، وCox2.
وأضاف أنه عندما يحصل الإنسان على المسكنات فإنها تقوم بحظر وإيقاف عمل إنزيم الـ(Cox) بنوعيه، حينها لا يتم إفراز الـ(Prostaglandins)، وبالتالي يقل الالتهاب، وتنخفض درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى التخلص من الألم، مؤكدا أن مشكلة المسكنات تكمن في أن إنزيم (Cox) الذي يتم حظره وإيقاف عمله له فوائد مهمة، مثل: تكوين مادة (Thromboxin A2) التي تساعد الصفائح الدموية على التجلط عندما يتعرض الشخص لجرح، وبالتالي فإنه عندما يتعرض الشخص للجرح فإنه قد يتعرض لنزيف شديد بسبب عدم قدرته على تجليط الدم بسبب المسكنات، كما أن له دور في تكوين بعض المواد التي تلعب دورا مهما جدا في تنظيم إفرازات المعدة، وتنظيم كمية الدم التي تصل إلى الكلى، وبالتالي تتأثر وظائف الكلى بتناول المسكنات.
وتابع أنه في المجمل يمكن القول إن أبرز مخاطر المسكنات تشمل ما يلي:
زيادة السيولة في الدم وتعرض الإنسان للنزيف.
زيادة خطر الإصابة بمشاكل في المعدة، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بـ قرح المعدة.
التأثير على وظائف الكلى بشكل كبير، ولو أن الشخص يعاني من أحد أمراض الكلى أو لديه أي عامل آخر يؤثر على وظائف الكلى فمن الممكن أن تؤدي المسكنات إلى إصابته بالفشل الكلوي، وخصوصا الذين يتناولونها بشكل مفرط طوال الوقت.
هل نتوقف عن تناول المسكنات؟
وأوضح الدكتور محمد الناظر أن كلامه ليس معناه أن يتوقف الناس عن الحصول على المسكنات، فهي أدوية تستخدم في العلاج، لكن يجب العلم بأن الدواء يدخل إلى الجسم لأداء مهمة معين، وبالتالي فإن تدخل الدواء لا بد أن يكون محسوبا ويكون في أضيق الحدود وتحت إشراف الطبيب المختص، فعندما نحصل على الدواء بالطريقة الصحيحة بالجرعة المنضبطة وتحت إشراف الطبيب، سوف نجني فوائده ونتجنب أضراره ومضاعفاته.