الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

شطف الفم.. ما علاقته بأمراض القلب والأوعية الدموية؟

الأحد 03/سبتمبر/2023 - 09:30 ص
شطف الفم
شطف الفم


أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من كندا أن المستويات المرتفعة من خلايا الدم البيضاء في لعاب الشباب الأصحاء يمكن أن تكون بمثابة علامة إنذار مبكر لأمراض القلب والأوعية الدموية.

في حين أن تعداد خلايا الدم البيضاء هو مقياس مؤكد لالتهاب الفم، يعتقد الفريق الذي يقف وراء التحقيق أنه يمكن استخدام النتائج التي توصلوا إليها لتطوير غسول فم بسيط لاختبار خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل روتيني.

اختبار شطف الفم

وقال مايكل جلوجاور، أخصائي أمراض اللثة من جامعة تورونتو: «يمكن استخدام اختبار شطف الفم أثناء الفحص السنوي لدى طبيب الأسرة أو طبيب الأسنان».

وأضاف أن «من السهل تطبيقه كأداة لقياس التهاب الفم».

فاللثة، والأنسجة المتخصصة حول الأسنان التي تشمل اللثة، مليئة بالأوعية الدموية، ويمكن أن تؤدي أمراض اللثة إلى تغيرات في تلك الأوعية الدموية، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

وقال المؤلف الرئيسي، كير يونج هونج: «لقد بدأنا نرى المزيد من العلاقات بين صحة الفم وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

تأثير التهابات الفم

ومع ذلك، فمن غير الواضح ما هو تأثير المستويات الخفيفة من التهاب الفم، الذي يعاني منه العديد من الأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة، على صحة القلب.

وأضاف هونج أنه «إذا رأينا أن صحة الفم قد يكون لها تأثير على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حتى لدى الشباب الأصحاء، فيمكن تنفيذ هذا النهج الشامل في وقت مبكر».

تفاصيل البحث

بعد الصيام لمدة 6 ساعات على الأقل وشرب الماء فقط، قام 28 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا بشطف أفواههم بماء الصنبور لمدة 10 ثوانٍ، وانتظروا دقيقتين، ثم شطفوا أنفسهم مرة أخرى بمحلول ملحي معقم لتوفير عينات لعاب لعدد خلايا الدم البيضاء.

ثم أجرى الباحثون سلسلة من الاختبارات لتقييم خطر إصابة كل مشارك بأمراض القلب، بما في ذلك مخطط كهربية القلب (ECG) للتحقق من عمل القلب وقياس ضغط الدم أثناء الراحة.

ونظرًا لأن الشرايين المتصلبة سيئة الأداء ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فقد أجرى الباحثون أيضًا تمددًا بوساطة التدفق لقياس قدرتها على استيعاب المزيد من تدفق الدم، وأجروا الموجات فوق الصوتية لتقييم تصلب شرايين كل متطوع.

عند تحليل النتائج، وجد الباحثون أن ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء في لعاب المشاركين الشباب الأصحاء يرتبط بشرايين أقل صحة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

على وجه التحديد، ارتبط انخفاض التمدد بوساطة التدفق بشكل كبير مع ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء في اللعاب، وفسر الباحثون ذلك على أنه زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لأنه مؤشر مبكر على ضعف صحة الشرايين.

لكن عدد خلايا الدم البيضاء لم يرتبط بسرعة موجة النبض، مما يشير إلى أن البنية المرنة للشرايين لم تتضرر بعد.

وقال تريفور كينج، عالم فسيولوجيا القلب والأوعية الدموية من جامعة ماونت رويال: «حتى عند البالغين الأصحاء، قد يكون للمستويات المنخفضة من الالتهابات الفموية تأثير على صحة القلب والأوعية الدموية، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في أمريكا الشمالية».

واقترح الباحثون أنه عندما ينتشر التهاب الفم إلى الأوعية الدموية في الجسم، فإنه قد يؤثر على قدرة الشرايين على إنتاج أكسيد النيتريك، وهو غاز يريح الأوعية الدموية ويوسعها، مما يؤثر على تدفق الدم.

وقال كينج: «يُنصح دائمًا بالنظافة المثالية للفم بالإضافة إلى الزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان، وخصوصا في ضوء هذه الأدلة».