التحفيز بالموجات فوق الصوتية عبر الجمجمة يمكن أن يعالج الأمراض العقلية
وجدت دراسة جديدة أن استخدام الموجات فوق الصوتية لاستهداف مناطق معينة من الدماغ يسبب تغيرات وظيفية تستمر لمدة تصل إلى ساعة، مما يمهد الطريق لتطوير طرق غير جراحية لعلاج حالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق، كما جاء في موقع newatlas.
التحفيز بالموجات فوق الصوتية عبر الجمجمة
وقاد باحثون من جامعة بليموث في المملكة المتحدة دراسة لاختبار تأثيرات التحفيز بالموجات فوق الصوتية عبر الجمجمة على وظائف المخ، ووجدوا أنها أحدثت تغييرات كبيرة.
وخلال الدراسة، تم اللجوء لـ 25 شخص سليم للتحقق في كيفية تأثير التحفيز بالموجات فوق الصوتية عبر الجمجمةعلى مستويات حمض جاما أمينوبوتيريك والاتصال بين مناطق الدماغ.
حمض جاما أمينوبوتيريك هو الناقل العصبي المثبط الأساسي في الدماغ، فهو يقلل من قدرة الخلايا العصبية على إرسال واستقبال الرسائل الكيميائية، ويؤثر تحديدًا على كيفية تفاعل الجسم مع مشاعر القلق والخوف والتوتر.
أكمل جميع المشاركين ثلاث جلسات مع التصوير بالرنين المغناطيسي بعد كل جلسة لتقييم التغيرات في وظائف المخ.
ووجد الباحثون أن تطبيق التحفيز بالموجات فوق الصوتية عبر الجمجمة على القشرة الحزامية الخلفية "منطقة عميقة في الدماغ مرتبطة بالعاطفة والذاكرة"، أدى إلى انخفاض مستويات حمض جاما أمينوبوتيريك في تلك المنطقة لمدة تصل إلى ساعة بعد العلاج، بالإضافة إلى تحسن الاتصال الوظيفي، وكانت القشرة الحزامية الخلفية غير طبيعية في مجموعة من الاضطرابات النفسية.
عندما تم تطبيق التحفيز بالموجات فوق الصوتية عبر الجمجمة على المنطقة المتورطة في العاطفة والتعاطف والتحكم في الانفعالات وصنع القرار، لم يلاحظ الباحثون نفس الانخفاض في مستويات حمض جاما أمينوبوتيريك، ولكنهم شهدوا زيادة في الاتصال الوظيفي.
ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تثبت أن التحفيز بالموجات فوق الصوتية عبر الجمجمة فعال في البشر، مما يؤدي إلى تغييرات عكسية في الدماغ.
وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسة، إلا أنهم يقولون إنها الخطوة الأولى لتطوير وسيلة غير جراحية لعلاج حالات الصحة العقلية.