أسباب تحول الشعر الأشقر إلى اللون الأخضر في حمامات السباحة.. ما دور كبريتات النحاس؟
تلاحظ العديد من السيدات الشقراوات أن الشعر يكتسب صبغة خضراء بعض الشيء بعد السباحة في حمامات السباحة، ويعتقدن أن السبب وراء ذلك هو الكلور المضاف إلى المياه.
وبينما يحدث هذا الأمر لكل الشقراوات، سواء كان لون الشعر طبيعيا أم مكتسبا بالصبغات والمواد الكيميائية، فإن الخبراء يؤكدون أن التصبغ الأخضر يحدث لجميع الأشخاص، لكنه يكون أقل وضوحا على الشعر الداكن وأولئك الذين لم يتضرر شعرهم بسبب العلاجات الكيميائية.
ويبرز السؤال: هل الكلور المضاف إلى مياه حمامات السباحة هو السبب وراء التصبغات الخضراء أم أن هناك سببا آخر؟ وكيف يمكننا التعامل مع الأمر؟
سبب تصبغات الشعر في حمام السباحة
الغالبية الغظمى من الناس يلقون باللوم على الكلور باعتباره هو السبب وراء إضفاء صبغة خضراء على الشعر بعد الخروج من حماما السباحة.
وبحسب ما نُشر في ساينس ألرت، فبالرغم من أن الكلور يلعب دورا في هذا الأمر، إلا أنه ليس السبب الرئيسي، إذ إن العنصر المسؤول عن إضفاء اللون الأخضر على الشعر هو النحاس.
وتعد كبريتات النحاس (CuSO₄)، المصدر الرئيسي للنحاس، وهو مركب يضاف إلى حمامات السباحة لمنع نمو الطحالب، التي إن تركت لتنمو في حمامات السباحة فإنها تؤدي إلى تهيج الجلد ومشاكل في الجهاز التنفسي، كما أن تناول الماء مع الطحالب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي.
وهنا تبرز الحاجة إلى كمية صغيرة فقط، تقدر بحوالي 0.5 مجم لكل لتر أو 0.5 جزء في المليون، من كبريتات النحاس لمنع نمو الطحالب في حمامات السباحة.
ومع ذلك، يمكن أن يدخل النحاس أيضا إلى حمامات السباحة من خلال تآكل أنابيب المياه، لذلك قد تكون التركيزات أعلى في بعض حمامات السباحة.
بلورات كبريتات النحاس لها لون أزرق مخضر، لذلك، عندما يتلامس الشعر مع أيونات النحاس، وهي نسخة موجبة الشحنة من ذرة النحاس التي تحتوي على إلكترونات إضافية، يمتص الشعر هذه الأيونات وتسبب اللون الأخضر.
دراسات علمية
لقد انبهر العلماء بظاهرة تصبغ الشعر باللون الأخضر بعد الخروج من حمام السباحة منذ السبعينيات، لذلك لدينا بالفعل بيانات بحثية عن كون النحاس هو السبب.
أجرت إحدى الدراسات المثيرة للاهتمام في عام 1978 تجارب عن طريق غمر عينات الشعر في الماء الذي يحتوي على تركيزات مختلفة من أيونات النحاس والكلور وقيم الأس الهيدروجيني المختلفة (المحايدة والأساسية)، وأظهرت النتائج أن الشعر المعرض لأيونات النحاس الحرة يتحول إلى اللون الأخضر.
علاوة على ذلك، عندما يتأكسد الشعر، أي تتم إزالة الإلكترونات من بروتينات الشعر، بواسطة الكلور، فإنه يؤدي في الواقع إلى إتلاف الشعر، مما يعزز امتصاص أيونات النحاس.
ووُجد الشعر المغمور في الماء مع الكلور ولكن بدون أيونات النحاس لم يتحول إلى اللون الأخضر، وفي الوقت نفسه، فإن تعرض الشعر للماء الذي يحتوي على أيونات النحاس فقط وبدون الكلور يظل لونه أخضر.
ومن ثم، فإن الكلور في حد ذاته لا يلعب دورًا في التسبب في اللون الأخضر الذي نراه في الشعر بعد الخروج من حمام السباحة، ولكنه يؤدي إلى تفاقمه.