الخميس 09 مايو 2024 الموافق 01 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

نظام OMAD.. هذا ما يفعله تناول وجبة واحدة في اليوم بالجسم

الجمعة 22/سبتمبر/2023 - 11:30 م
 نظام OMAD
نظام OMAD


يعتمد العديد من الأشخاص على تناول وجبة واحدة طوال اليوم، إما لانشغالهم بالعمل وإما في إطار نظام غذائي يعتقدون أنه سيساعدهم في إنقاص الوزن والتخلص من الدهون الزائدة.

لكن الأطباء والخبراء يحذرون من أن تفويت الوجبات هو أمر غير صحي بالمرة، وأنه يجب تناول 3 وجبات يوميا كل في موعدها، وهي الإفطار والغداء والعشاء، مع مراعاة اختيار النظام الغذائي الصحي، بعيدا عن كل ما يضر بصحة الإنسان.

النظام الغذائي الذي يعتمد على وجبة واحدة في اليوم، والذي يعرف بـ«OMAD»، يعد وجهة العديد من المشاهير حول العالم، الذين يعتقدون أنه يساعدهم على إدارة الوزن بشكل أفضل والحفاظ على اللياقة وعلى جسم وقوام ممشوق، فماذا يفعل تناول وجبة واحدة في اليوم بجسم الإنسان؟

ما هو نظام OMAD؟

النظام الغذائي المعتمد على وجبة واحدة طوال اليوم «OMAD» عبارة عن نسخة أكثر تطرفا من الأنواع الأخرى من أنظمة الصيام الغذائية، مثل الصيام المتقطع والأكل المقيد بالوقت، وفق ما نُشر في ساينس ألرت.

أما عن الفرق بينه وبين الأنظمة الغذائية الأخرى، فيتمثل في أنه بدلا من صيام أيام معينة فقط أو تناول الوجبات فقط خلال فترة زمنية محددة، يتم تناول كل السعرات الحرارية اليومية في وجبة واحدة كبيرة.

وبينما يرى مؤيدو نظام OMAD أن اتباع هذا النظام الغذائي يحسن العديد من جوانب الصحة، فإن الخبراء لا يعرفون سوى القليل جدا عن تأثير تناول وجبة واحدة فقط يوميا على الجسم، ومدى مأمنوية القيام بذلك على الصحة.

الصيام والصحة

ويشير تقرير أعدته أماندا أفيري، المحاضرة في التغذية من جامعة نوتنجهام، إلى أن هناك بعض الأدلة الداعمة لاتباع نظام OMAD، وإن كانت محدودة.

عدد قليل من الدراسات التي أُجري معظمها على الحيوانات نظرت في فعالية نظام OMAD، إذ وجدت هذه الدراسات أن العديد من الأنظمة التي تعتمد على الصيام، بما فيها الصيام المتقطع والصيام اليومي، يمكن ان يحسن العديد من جوانب التمثيل الغذائي، بما في ذلك مستوى السكر في الدم والكوليسترول وتقليل مستويات الالتهاب ومساعدة الأشخاص على تنظيم شهيتهم بشكل أفضل، مما يعمل على تقليل خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكر من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

لكن الأبحاث المتعلقة بأنظمة الصيام الغذائية لا تزال في طور الظهور، إذ تشير بعض الأدلة إلى أن أحد أشكال الصيام المتقطع المعروف باسم «النظام الغذائي 5:2»، حيث يأكل الشخص بشكل طبيعي 5 أيام في الأسبوع، ثم 800 سعرة حرارية أو أقل يومين في الأسبوع، قد يساعد الأشخاص على إدارة وزنهم بشكل أفضل، ومع ذلك، فهو ليس أفضل من أساليب النظام الغذائي الأخرى.

وخلصت بعض الأبحاث أيضا إلى أن الأكل المقيد بالوقت، حيث تأكل كل السعرات الحرارية التي تحتاجها في يومك خلال فترة زمنية محددة، يمكن أن يساعد الأشخاص على إدارة وزنهم بشكل أفضل، وأن له فوائد صحية أخرى مثل خفض ضغط الدم.

وجبة واحدة فقط

دراسة أخرى بحثت في تأثير نظام OMAD على البشر، إذ تم إعطاء المشاركين نفس العدد من السعرات الحرارية لتناولها كل يوم طوال مدة الدراسة.

بالنسبة لنصف الدراسة، تناول المشاركون هذه السعرات الحرارية في وجبة واحدة، قبل التبديل وتناول السعرات الحرارية اليومية مقسمة إلى 3 وجبات في اليوم.

وتم اتباع كل نمط من الوجبات لمدة 11 يوما فقط، وهي فترة ليست طويلة جدا على الإطلاق، فتم تناول الوجبة الواحدة بين الساعة 5 مساءً و7 مساءً.

11 مشاركا فقط هم من أكملوا الدراسة.

عندما تناول المشاركون وجبة واحدة فقط في اليوم، لاحظوا انخفاضا أكبر في وزن الجسم وكتلة الدهون.

ومع ذلك، كان لدى المشاركين أيضا انخفاض أكبر في الكتلة الخالية من الدهون وكثافة العظام عند تناول وجبة واحدة فقط في اليوم.

قد يؤدي ذلك إلى انخفاض وظائف العضلات وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام إذا تم اتباع النظام الغذائي لفترة أطول.

أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات والتي بحثت في تأثيرات OMAD نتائج متضاربة، حيث أظهرت الأبحاث أن الفئران التي تناولت وجبة كبيرة واحدة يوميا اكتسبت وزنا أكبر مقارنة بأولئك الذين تناولوا وجبات متعددة.

في حين أن هذه النتائج قد تشير إلى أن OMAD قد يكون له فوائد لبعض جوانب الصحة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عنه.

سيكون من المهم للدراسات المستقبلية أن تبحث في تأثير OMAD على عدد أكبر من المشاركين وفي مجموعات أخرى من الأشخاص، حيث إن هذه الدراسة شملت فقط الشباب.

وسيكون من المهم أيضا أن تنظر الدراسات في تأثير OMAD على مدى فترة زمنية أطول، وإجراء هذه التجارب في بيئة واقعية.

وسيكون من المثير للاهتمام أيضا معرفة ما إذا كان توقيت الوجبة يمكن أن يحسن النتائج بشكل أكبر وما إذا كان المظهر الغذائي للوجبة يحدث فرقا.

سلبيات أخرى

إذا كان شخص ما يتناول وجبة واحدة فقط في اليوم، فسيكون من الصعب جدا عليه تلبية جميع متطلباته الغذائية، خصوصا فيما يتعلق بالطاقة والبروتين والألياف والفيتامينات والمعادن الأساسية.

ويمكن أن يؤدي عدم الحصول على ما يكفي من هذه العناصر الغذائية المهمة إلى فقدان كتلة العضلات، وخطر الإمساك وضعف صحة الأمعاء.

سيحتاج الشخص الذي يتبع نظام OMAD إلى التأكد من حصوله على حصة جيدة من البروتين والكثير من الخضروات والمكسرات والبذور وبعض الفاكهة والحبوب الكاملة خلال وجبته اليومية الفردية لتلبية هذه المتطلبات الغذائية، كما سيحتاج إلى حصة جيدة من منتجات الألبان للتأكد من أنه يستوفي متطلباته من الكالسيوم واليود، أو مكمل أو بديل إذا كان من النباتيين.

OMAD والحوامل والأطفال

ويعد OMAD نظاما غذائيا غير موصى أو مسموح به للأطفال، أو السيدات الحوامل أو السيدات اللاتي يخططن للحمل، أو للمرضعات، وبالتأكيد ليس للشخص الذي قد يكون معرضًا لخطر اضطراب الأكل.

وبالنسبة للغالبية العظمى من الناس، قد يكون هذا النوع من النظام الغذائي غير مستدام، وربما يكون ضارا على المدى الطويل.