كيف تنظم الكانابينويدات الداخلية استجابة الدماغ للتوتر؟

نجح علماء وباحثون في التوصل إلى إشارات جديدة تستخدمها الكانابينويدات الداخلية (endocannabinoids) لتنظيم مجموعة فرعية من الخلايا العصبية استجابة للتوتر.

نتائج الدراسة نُشرت في Proceedings of the National Academy of Sciences.

تأثير التوتر على التحفيز

وبحسب صحيفة ميديكال إكسبريس، تعمل هذه الدراسة، التي يقودها ساشين باتيل، أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية في ليزي جيلمان، على تحسين فهم كيفية تأثير التوتر والقلق على التحفيز.

وخلال الدراسة، قام الباحثون بالنظر في مجموعة فرعية من الخلايا العصبية في دائرة المكافأة في الدماغ الموجودة داخل النواة المتكئة، وهي جزء من المخطط البطني الضروري لتنظيم التحفيز والعمل والمكافأة.

تحتوي هذه المجموعة الفرعية من الخلايا العصبية على السوماتوستاتين العصبي كعلامة وراثية.

لا يُعرف سوى القليل عن الخلايا العصبية السوماتوستاتين، لكن الأبحاث السابقة تشير إلى أنها تساعد في تنظيم تأثيرات المكافأة من بعض الأدوية وقد تقلل أيضًا من القلق، وفقًا ما أكده ساشين باتيل.

يتكون نظام الكانابينويد الداخلي في الجسم من الكانابينويدات الداخلية (endocannabinoids)، وهي ناقلات عصبية ترتبط بمستقبلات الكانابينويد الموجودة في جميع أنحاء الجهاز العصبي وتنظم النقل التشابكي في النواة المتكئة والعديد من المناطق الأخرى في الدماغ.

ومع ذلك، لم يتم تحديد الآليات التي تستخدمها المحفزات لتنظيم التواصل بين الخلايا العصبية السوماتوستاتين، وفق ما أكده باتيل، الذي أشار إلى أنهم كانوا مهتمين بمحاولة فهم كيفية تنظيم المحفزات لنشاط هذه الخلايا العصبية لأنه يبدو أنها تلعب دورا مهما في تنظيم شيئين وهما التحفيز والقلق».

باستخدام الفيزيولوجيا الكهربية لتتبع نشاط الخلايا العصبية في شرائح الدماغ من الفئران، وجد الباحثون أنه عندما يتم تنشيط المستقبلات، يزداد نشاط الخلايا العصبية السوماتوستاتين، ويؤدي تنشيط هذه المستقبلات أيضًا إلى تعزيز المفردة من الحصين، وبالتالي تعزيز نشاط الخلايا العصبية السوماتوستاتين.

ووجد الباحثون أيضًا أن التعرض للإجهاد ينشط الخلايا العصبية السوماتوستانية داخل النواة المتكئة وينتج زيادات طويلة المدى في استثارة هذه الخلايا، مما يحاكي هذه الآليات «ذات الشقين».

ثم أثبت العلماء أن تأثيرات التوتر هذه قد تم التوسط فيها بالفعل من خلال إطلاق مادة الكانابينويدات الداخلية، مما يوفر رؤية جديدة للآليات التي يمكن أن يؤدي بها التعرض للتوتر إلى تأثيرات مستمرة على التحفيز والقلق.

وقال باتيل إن النتائج قد توفر مزيدا من الوضوح في الفيزيولوجيا المرضية للاضطرابات المرتبطة بالتوتر مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.

وأضاف أن فريقه مهتم الآن باستخدام الأساليب السلوكية لفهم كيفية تنظيم هذه الخلايا العصبية لكل من المكافأة والقلق، بالإضافة إلى فهم كيفية تأثير القنب على استثارة هذه الخلايا على المستوى الجزيئي.