الآن يمكنك معرفة الإصابة بـ السكري من طريقة التحدث.. كيف يحدث هذا؟
توصل بحث جديد إلى أن ثمة علاقة بين الطريقة التي يتحدث بها الإنسان، وإصابته بـ مرض السكري من النوع الثاني.
وبحسب ما نُشر في موقع ساينس الرت، خلصت نتائج بحث نُشر في Mayo Clinic Proceedings: Digital Health، أن الذكاء الاصطناعي لديه الآن خدعة جديدة، وهي القدرة على اكتشاف مرض السكري من النوع 2 لدى شخص ما، بناءً على بضع ثوانٍ فقط من حديثه.
قم بإجراء محادثة أثناء الانفعال أو السكر أو النعاس، فقد تلاحظ أن صوت الشخص يمكن أن يتأثر بمجموعة من العوامل البيولوجية؛ وهي حقيقة تفتح الفرصة أمام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف التغييرات الطفيفة التي قد تتطور مع التحولات في الصحة.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسة أجراها علماء من Klick Labs، الذين لديهم مصلحة في تطوير وبيع تقنية الكشف عن الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، فقد تم نشر النتائج التي توصلوا إليها في مجلة خاضعة لمراجعة النظراء، وهي تستحق إلقاء نظرة عليها لمعرفة ما إذا كان من الممكن تحسين اكتشاف مرض السكري من النوع الثاني.
يقول جايسي كوفمان، عالم الأبحاث في Klick Labs: «قد تتطلب طرق الكشف الحالية الكثير من الوقت والسفر والتكلفة»، مضيفا أن «التكنولوجيا الصوتية لديها القدرة على إزالة هذه الحواجز تماما».
تفاصيل التجربة
وطلب الفريق من 267 مشاركًا، بعضهم مصاب بداء السكري من النوع الثاني، والبعض الآخر لا يعاني منه، تسجيل عبارة ثابتة 6 مرات يوميا في تطبيق الهاتف، لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تمت معالجة ما مجموعه 18،465 تسجيلًا لاستخراج 14 خاصية مختلفة من الغناء، بما في ذلك طبقة الصوت والشدة.
واستخدم الباحثون مجموعة من هذه التسجيلات لتدريب الذكاء الاصطناعي على شكل صوت الشخص، بناءً على عوامل مثل جنسه وعمره ومؤشر كتلة الجسم وما إذا كان مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني أم لا، واستخدموا العينات المتبقية لاختبار ما «تعلمه» الذكاء الاصطناعي.
اكتشاف دقيق للمرض
ومع الأخذ في الاعتبار اعتبارات مثل العمر والجنس، تمكن النموذج من اكتشاف مرض السكري من النوع الثاني بدقة بلغت 89% للنساء و86% للرجال.
ومن المثير للاهتمام أن الإشارات الصوتية الرئيسية التي تحدد مرض السكري من النوع الثاني كانت مختلفة بين الرجال والنساء، فعند الرجال، كان اختلاف الشدة والسعة هو الأكثر أهمية؛ بالنسبة للنساء، كانت الاختلافات في درجة الصوت هي الهبة الرئيسية.
يعترف الباحثون بأن مجموعات أكبر وأكثر تنوعًا من الأشخاص بحاجة إلى الاختبار للتحقق من صحة هذه النتائج، لكن النتائج المبكرة إيجابية.
في الوقت الحالي، يتطلب تشخيص مرض السكري من النوع الثاني سحب الدم، يليه انتظار طويل للتحليل والتقرير، بينما لا تتطلب هذه الطريقة أكثر من مجرد الوصول إلى تطبيق الهاتف الذكي.
في حين تم تشخيص إصابة واحد من كل 11 بالغًا في جميع أنحاء العالم بهذه الحالة، يعتقد الباحثون أن مئات الملايين من الأشخاص لا يعرفون أنهم مصابون بمرض السكري من النوع الثاني، والقدرة على خفض هذا العدد تعني أيضًا القدرة على تقديم العلاجات في وقت مبكر، وتقليل تكاليف إدارة مرض السكري بين السكان.
يقول كوفمان: «يسلط بحثنا الضوء على الاختلافات الصوتية الكبيرة بين الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني والذين لا يعانون منه، ويمكن أن يغير كيفية فحص المجتمع الطبي لمرض السكري».