الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تقلل الرياضة خطر الإصابة بقصور القلب لمن يعانون من الاكتئاب؟

الجمعة 17/نوفمبر/2023 - 12:01 م
قصور القلب
قصور القلب


خلصت دراسة جديدة إلى أن النشاط البدني قد يقلل من خطر الإصابة بقصور القلب بين الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق أكثر من الأشخاص الذين لا يعانون من ظروف الصحة العقلية.

علاقة الاكتئاب وأمراض القلب

أظهرت الدراسات السابقة أن الاكتئاب والقلق يرتبطان بسلوكيات غير صحية يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب، وأن النشاط البدني قد يساعد في تقليل فشل القلب، عندما لا يتمكن القلب من ضخ الدم بشكل صحيح، عن طريق تقليل النشاط المرتبط بالتوتر في الجهاز العصبي.

تأثير الرياضة

بالنسبة للدراسة الجديدة، أراد الباحثون معرفة المزيد عن تأثير التمارين الرياضية على خطر الإصابة بقصور القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق أو كليهما.

بدأ الباحثون ببيانات النشاط البدني التي تم الإبلاغ عنها ذاتيا من 48673 مشاركًا في Mass General Brigham Biobank، بمتوسط ​​عمر 60 عامًا، ثم نظروا إلى من أصيب بقصور القلب على مدى 10 سنوات، وقارنوا المشاركين الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق مع من أصيبوا بقصور القلب، أولئك الذين لم يكن لديهم أي شرط.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور عبد العزيز الحمام، زميل أبحاث القلب والأوعية الدموية في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن: «وجدنا أنه في حين أن النشاط البدني يقلل بشكل جيد للغاية من خطر الإصابة بقصور القلب بين جميع السكان، إلا أنه كان له تأثير أكبر بكثير على خطر فشل القلب بين الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب والقلق، وكان هذا التأثير التفاضلي كبيرًا نسبيا».

وأضاف إن البيانات غير المنشورة تظهر أن التأثير تراوح بين 33% إلى 50% في تقليل المخاطر، وهو ما كان مفاجئًا إلى حد ما.

تم تقديم النتائج في وقت سابق من هذا الأسبوع في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية 2023 في فيلادلفيا، وتعتبر أولية حتى يتم نشر النتائج الكاملة في مجلة خاضعة لمراجعة النظراء.

وقال الحمام إن النتائج تؤكد العلاقة بين الصحة البدنية والعقلية وتكون بمثابة تذكير بأن أطباء القلب يجب أن يعملوا بشكل وثيق مع المتخصصين في الصحة العقلية.

وأضاف أن أنظمة الرعاية الصحية يجب أن تنشئ عيادات متعددة التخصصات، ويجب على المهنيين الطبيين أيضًا أن يكونوا أكثر استباقية وأن يتحدثوا مع مرضاهم حول أهمية ممارسة الرياضة، وأن يدعموا الجهود المبذولة للبقاء نشيطًا بدنيا.

وتابع الحمام: «يجب على المرضى إعطاء الأولوية للنشاط البدني المنتظم، حتى لو كان مجرد المشي، لأن مجموع النشاط البدني للشخص يضيف لدعم صحة القلب والدماغ».

وقال: «إنهم بحاجة إلى الحفاظ على خط اتصال مفتوح مع مقدمي الرعاية الصحية بشأن صحتهم العقلية والقلبية، حيث تلعب الفحوصات المنتظمة وإدارة الإجهاد الفعالة أدوارًا حيوية في الحفاظ على الصحة العامة ومنع فشل القلب، خاصة للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب والقلق».

وأضاف أن البحث كان محدودا بسبب اعتماده على البيانات المبلغ عنها ذاتيا وطبيعته الرصدية، التي لا يمكن أن تثبت السبب والنتيجة، مؤكدا أن الدراسات المستقبلية يجب أن تنظر في النوع المثالي للتمرين وطوله وشدته بالإضافة إلى عوامل نمط الحياة الأخرى، مثل النوم والنظام الغذائي، لتقليل خطر الإصابة بقصور القلب بين الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق.

وصف الدكتور جورج شحود، طبيب القلب في شركة سانت لويس لأمراض القلب الاستشارية والمدير الإقليمي لبرنامج فشل القلب السريري في SSM Health في ميسوري، البحث الجديد بأنه مهم لأنه يسلط الضوء على أن المزيد من النشاط البدني من شأنه أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق الذين هم أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب.

وقال شحود، الذي لم يشارك في البحث: «يجب على المهنيين الطبيين تقديم المشورة حول أهمية النشاط البدني، وخاصة في هذه المجموعة من المرضى الأكثر عرضة للخطر».

وأضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، بما في ذلك دراسات لمعرفة ما إذا كانت هناك فوائد مماثلة قد لوحظت لدى الأشخاص الذين يعانون من تصلب الشرايين، وهو تراكم الترسبات في جدران الشرايين التي يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.