الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

نهج جديد لعلاج السرطان.. كيف يتم تدريب الجهاز المناعي للوقاية من المرض؟

الثلاثاء 05/ديسمبر/2023 - 03:00 م
 الأورام السرطانية
الأورام السرطانية


باعتباره واحدًا من أكثر الأمراض غدرًا في العالم، فإن السرطان ليس لديه سوى القليل من العلاجات التي تعمل على القضاء عليه تمامًا.

الآن، يُظهر نهج جديد توصل إليه باحثان يعملان في مبنى Roy Blunt NextGen Precision Health التابع لجامعة ميسوري، نتائج واعدة في الوقاية من سرطان الرئة الناجم عن مادة مسرطنة في السجائر، وهو اكتشاف يصنفه علماء المناعة هافال شيروان وإسما يولكو من بين أهم الاكتشافات، وفق ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس.

محفز نقطة التفتيش المناعية

في الدراسة الجديدة، صمم شيروان ويولكو جزيئًا، يُعرف باسم محفز نقطة التفتيش المناعية (SA-4-1BBL)، يمكنه تعبئة الخلايا المناعية وتوجيهها على طول المسار الذي يهاجم الخلايا السرطانية بكفاءة أكبر.

لا يقلل الجزيء من عدد العقيدات الموجودة على الأورام السرطانية فحسب، بل لديه أيضًا القدرة على الوقاية من سرطان الرئة عن طريق تحفيز وتعبئة الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا في الجسم واستهدافها والتي من المحتمل أن تصبح سرطانية.

وقال شيروان، الأستاذ في قسم طب الأطفال والأحياء الدقيقة الجزيئية والمناعة في كلية الطب بجامعة ميسوري: «هذا أمر ضخم، لم أكن، طوال مسيرتي العلمية، متحمسًا لاكتشاف مثل هذا، عندما بدأنا العمل مع هذا الجزيء، لم يعتقد أحد أن جهاز المناعة له علاقة بالسرطان، والآن، بعد سنوات من التقدم في العلاج المناعي، نعلم أن هذا هو المفتاح لمكافحته».

حماية من أنواع عديدة من السرطان

وقال يولكو، وهو أيضًا أستاذ في قسم طب الأطفال وقسم علم الأحياء الدقيقة الجزيئي والمناعة في كلية الطب بجامعة MU، إن الجهاز المناعي يعمل مع الضوابط والتوازنات.

وأضاف: «تتجمع خليتان معًا؛ تقوم إحداهما بمسح الجسم بحثًا عن إشارة غير عادية وتقدمها إلى خلية أخرى لتفسيرها، بينما تستقبلها الخلية الأخرى وتولد استجابة مناعية إذا اعتبرت حاسمة لبقاء المضيف».

معظم العلاجات المناعية مخصصة لأنواع معينة من السرطان وتبلغ فعاليتها حوالي 15% إلى 30% فقط.

ومع ذلك، يحمي هذا الجزيء الجديد من العديد من أنواع السرطان عن طريق تعليم الجهاز المناعي كيفية التعرف على الوقت الذي تتحول فيه خلايا الجسم إلى خلايا سرطانية.

ويشبه شيروان العملية بكيفية عمل الجيش، حيث يقوم القادة بتزويد الجنود بالأسلحة المناسبة التي سيحتاجون إليها لخوض القتال بنجاح.

وقال شيروان: «هذا الجزيء يمكنه تدريب الجهاز المناعي على الاستجابة لعوامل غير معروفة، وهي في هذه الحالة خلايا سرطانية».

يُعتقد أن الجهاز المناعي قد تطور لمحاربة العدوى باعتبارها أخطارًا خارجية ويعمل على مرحلتين: استجابته الأولى سريعة وتبدأ من خلال عملية تسمى المناعة الفطرية، وهي ليست متطورة جدا وفعالة بشكل متواضع، والتي تحافظ على البكتيريا والفيروسات في حالة تأهب، بعد ذلك، ينتقل الجهاز المناعي إلى مرحلة مناعة تكيفية أكثر تطورًا وفعالية وطويلة الأمد، والتي تقضي على مسببات الأمراض وتمنعها من العودة.

وقال شيروان: «تظهر بياناتنا أن الجهاز المناعي يستخدم نفس الاستراتيجية ضد السرطان باعتباره خطرا داخليا، إن الوقاية من السرطان، بدلا من علاجه، أمر مثير للغاية من حيث الفعالية وكذلك من منظور السلامة».

وقال يولكو إنه أصبح من الممكن الآن فحص الأفراد المعرضين لخطر كبير بحثًا عن الجينات التي يمكنها التنبؤ بالسرطانات الشائعة مثل سرطان الثدي والرئة، ويمكن أن يساعد هذا البحث الأطباء أيضًا على تطوير نهج ثوري لتحديد المجموعات التي لديها خطر كبير للإصابة بسرطان الرئة، بما في ذلك الأشخاص الذين يتعرضون لأبخرة الدخان الضارة، ويكونون قادرين على علاجهم بشكل استباقي.