تنظيف الأسنان يوميا.. ما علاقته بانخفاض معدلات الإصابة بالالتهاب الرئوي؟
اكتشف باحثون أداة غير مكلفة قد تساعد في تقليل معدلات الالتهاب الرئوي لدى المرضى في المستشفى، وهي تأتي بشعيرات من جهة واحدة.
تنظيف الأسنان والوقاية من الالتهاب الرئوي
وفحصت دراسة جديدة أجراها باحثون من مستشفى بريجهام والنساء ومعهد هارفارد بيلجريم للرعاية الصحية ما إذا كان تنظيف الأسنان يوميا بين المرضى في المستشفى يرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بالعدوى المكتسبة من المستشفى، مثل الالتهاب الرئوي.
وجمع الفريق نتائج 15 تجربة سريرية عشوائية شملت أكثر من 2700 مريض، ووجد أن معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب في المستشفيات كانت أقل بين المرضى، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
المرضى الذين يتلقون تنظيف أسنانهم يوميا مقارنة بمن لم يفعلوا ذلك. وكانت النتائج مقنعة بشكل خاص بين المرضى الذين يخضعون للتهوية الميكانيكية.
الورقة البحثية جاءت بعنوان «الارتباط بين تنظيف الأسنان يوميا والالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى: مراجعة منهجية وتحليل تلوي»، ونشرت في JAMA Internal Medicine.
وقال المؤلف المقابل، مايكل كلومباس، وعالم الأوبئة في المستشفى، وطبيب الأمراض المعدية في قسم الطب في BWH وأستاذ الطب السكاني في معهد هارفارد بيلجريم للرعاية الصحية: «إن الإشارة التي نراها هنا نحو انخفاض معدل الوفيات لافتة للنظر، فهي تشير إلى أن تنظيف الأسنان بانتظام في المستشفى قد ينقذ الأرواح».
وأضاف أن «من النادر في عالم الطب الوقائي للمستشفيات العثور على شيء مثل هذا فعال ورخيص في نفس الوقت، فبدلًا من استخدام جهاز أو دواء جديد، تشير دراستنا إلى أن شيئًا بسيطًا مثل تنظيف الأسنان يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا».
الالتهاب الرئوي
يحدث الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى عندما تدخل البكتيريا الموجودة في الفم إلى الشعب الهوائية للمريض وتصيب رئتيه.
المرضى الذين يعانون من الضعف أو المرضى الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي معرضون بشكل خاص للإصابة بالالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى أثناء إقامتهم في المستشفى.
ومع ذلك، فإن اتباع نظام يومي لتنظيف الأسنان يمكن أن يقلل من كمية البكتيريا في الفم، مما قد يقلل من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى.
فائدة مذهلة لتنظيف الأسنان
أجرى الفريق مراجعة منهجية وتحليلًا تلويًا لتحديد العلاقة بين تنظيف الأسنان يوميًا والالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى.
باستخدام مجموعة متنوعة من قواعد البيانات، قام الباحثون بجمع وتحليل التجارب السريرية العشوائية من جميع أنحاء العالم التي قارنت تأثير العناية بالفم بانتظام باستخدام فرشاة الأسنان مقابل العناية بالفم دون تنظيف الأسنان على حدوث الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى ونتائج أخرى.
ووجد تحليل الفريق أن تنظيف الأسنان يوميًا كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى والوفيات في وحدة العناية المركزة بشكل ملحوظ.
بالإضافة إلى ذلك، حدد الباحثون أن تنظيف الأسنان للمرضى في وحدة العناية المركزة كان مرتبطًا بأيام أقل من التهوية الميكانيكية ومدة إقامة أقصر في وحدة العناية المركزة.
استكشفت معظم الدراسات في مراجعة الفريق دور نظام تنظيف الأسنان لدى البالغين في وحدة العناية المركزة.
اثنتان فقط من الدراسات الـ 15 المشمولة في قائمة المؤلفين؛ قام التحليل بتقييم تأثير فرشاة الأسنان على المرضى الذين لا يخضعون للتهوية. ويأمل الباحثون أن يمتد التأثير الوقائي لتنظيف الأسنان إلى المرضى غير الموجودين في وحدة العناية المركزة، ولكن هناك حاجة إلى دراسات إضافية تركز على هذه الفئة من السكان لتوضيح ما إذا كان هذا هو الحال بالفعل.
وقال كلومباس: «تؤكد نتائج دراستنا على أهمية تنفيذ روتين صحة الفم الذي يتضمن تنظيف الأسنان للمرضى في المستشفى، أملنا هو أن تساعد دراستنا في تحفيز السياسات والبرامج لضمان قيام المرضى الموجودين في المستشفى بتنظيف أسنانهم بانتظام».