دعم ما بعد الصدمة.. هل يمنع تكرار العلاج في المستشفى؟
أفاد باحثون بأنه عندما تدعم المستشفيات الصحة العقلية للناجين من الصدمات أثناء العلاج وبعده، يكون المرضى أقل عرضة للعودة في الأزمات.
لا توجد إرشادات موحدة حول كيفية تقديم خدمات الصحة العقلية لهؤلاء المرضى، كما أشارت لورا براتر، مؤلفة الدراسة الرئيسية، وفق ما تم نشره في موقع ميديكل إكسبريس.
يعد انخفاض عدد حالات إعادة الإدخال إلى المستشفى علامة جيدة على تلبية احتياجات الصحة العقلية للأشخاص في المنزل.
أمر مؤلم
وقالت براتر: «إن التواجد في قسم الطوارئ أمر مؤلم في حد ذاته، بالإضافة إلى أن العودة إلى مكان الحادث حيث تلقيت الرعاية لأول مرة بعد الإصابة أو الاعتداء ليس أمرًا مثاليًا».
وأضافت أن «من الأفضل أن تتم إدارة الصدمة وتداعيات الصحة العقلية الناجمة عن تلك الصدمة في المنزل، حيث تكون في مكان آمن».
تعمل براتر الآن أستاذًا مساعدًا لإدارة وسياسات الخدمات الصحية في كلية الصحة العامة بجامعة ولاية أوهايو، وقد أكملت الدراسة أثناء وجودها في جامعة واشنطن.
ودرس فريقها بيانات 5 سنوات عن المرضى الذين تعرضوا لحوادث مؤلمة مثل حوادث السيارات وإطلاق النار والعنف المنزلي.
وشمل التحليل الأول من نوعه 171 مريضًا تمت رؤيتهم في مركز الصدمات بجامعة واشنطن، تم اختيارهم عشوائيًا لتلقي الرعاية القياسية أو التدخل الشامل للصحة العقلية.
يتكون التدخل من 3 أجزاء: جعل الناجين من الصدمة يصفون مخاوفهم الشخصية؛ وتنسيق الرعاية في المستشفيات وتوفير علاج معزز للصحة العقلية؛ والوصول إلى الدعم على مدار الساعة بعد مغادرة المرضى للمستشفى.
وبعد 3 إلى 6 أشهر من الصدمة الأولية، عاد 16% من أفراد مجموعة التدخل إلى المستشفى، مقارنة بـ 27% من الآخرين. وفي عمر 12 إلى 15 شهرًا، عاد 17% من مجموعة التدخل إلى المستشفى، مقارنة بـ 31% من أولئك الذين يتلقون الرعاية القياسية.
وقالت براتر، في بيان صحفي لولاية أوهايو: «إن القدرة على إدارة اضطراب ما بعد الصدمة ومخاوف الصحة العقلية الأخرى في وقت مبكر وتلقي دعم متابعة منتظم يمكن أن يمنع حدوث مشاكل صحية ضارة طويلة المدى ويزيد من قدرة الناجي على عيش حياة منتجة وذات معنى».
وأضافت براتر أن الوصول إلى الدعم على مدار الساعة عبر الهاتف أو الرسائل النصية يبدو حاسمًا في تقليل عمليات إعادة القبول.
وتابعت: «من المحتمل أن تكون الرسالة النصية أو الرد على المكالمات الهاتفية الفورية على الأسئلة والمخاوف هي العنصر الأكثر أهمية في التدخل، من وجهة نظر الناجين»، مضيفة أن الاستجابة لنظام MyChart أو أنظمة المراسلة الأخرى يمكن أن تتأخر.
وأشارت براتر إلى أن «هذا يمثل مشكلة إذا شعر شخص ما بالإرهاق، فوجود اتصال فوري ساعد المرضى وعائلاتهم على الشعور وكأنهم لم يكونوا بمفردهم».
وفيما يتعلق بتكلفة إضافة خدمات الصحة العقلية، قال فريق براتر إن تقليل استخدام المرضى المتكرر لرعاية الطوارئ من المرجح أن يعوض هذه التكلفة.
وقالت براتر: «خلاصة القول هي أننا بحاجة إلى القيام بعمل أفضل في مساعدة الأشخاص الذين هم في حالات صحية ضعيفة على التعامل مع نظام الرعاية الصحية المجزأ».