كيف تتنبأ بنية الدماغ بالاستجابة العلاجية للأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج الوهمي؟
خلصت دراسة إلى أن بنية الدماغ تتنبأ بالاستجابة العلاجية للأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج الوهمي.
في التفاصيل التي تم نشرها بموقع ميديكال إكسبريس، استخدم بحث جديد من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب (IoPPN) في كلية كينجز لندن وجامعة شرق لندن (UEL) وجامعة بنسلفانيا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD).
كشفت مقالة «الأبعاد التشريحية العصبية لدى الأفراد الذين لا يتناولون الأدوية والذين يعانون من اضطراب اكتئابي كبير والاستجابة العلاجية للأدوية المضادة للاكتئاب SSRI أو الدواء الوهمي»، المنشورة في Nature Mental Health، أن كمية المادة الدماغية الرمادية والبيضاء في MDD يمكن أن تتنبأ بالاستجابة العلاجية لمضادات الاكتئاب التقليدية (SSRIs) والأدوية الوهمية.
المادة الرمادية والمادة البيضاء
المادة الرمادية في الدماغ لها مسؤوليات عديدة، بما في ذلك معالجة الإحساس والإدراك والحركة الإرادية والتعلم والكلام والإدراك.
المادة البيضاء مسؤولة عن توفير التواصل بين مناطق مختلفة من المادة الرمادية في الدماغ وبقية الجسم.
بالرغم من تأثير اضطراب الاكتئاب الرئيسي (MDD) على أكثر من 320 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، إلا أن الباحثين لم ينشئوا بعد مؤشرات حيوية يمكن أن تساعد في التنبؤ بالاستجابة للعلاج.
أراد الباحثون في هذه الدراسة استكشاف ما إذا كانت هناك آليات دماغية مميزة تكمن وراء ظهور المرض.
لقد درسوا فحوصات الدماغ لـ 685 مشاركًا تم تشخيص إصابتهم بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي (MDD)، والذين كانوا يعانون من نوبة اكتئاب متوسطة الخطورة على الأقل، والذين لم يتناولوا أي دواء في وقت الفحص. وتمت مقارنة ذلك بفحص الدماغ لـ 699 شخصًا من الأصحاء.
أنشأ فريق البحث بعدين متميزين، يتميز البعد 1 (D1) بالمادة الرمادية والبيضاء المحفوظة، على غرار المستويات الموجودة في الضوابط الصحية.
وعلى العكس من ذلك، أظهرت تلك الموجودة في البعد 2 (D2) انخفاضات واسعة النطاق.
«يمكن أن يكون للاكتئاب تأثير كبير على حياة الشخص اليومية، فهو ليس السبب الرئيسي للإعاقة فحسب، بل هو أيضًا مقدمة رئيسية للانتحار، وعلى الرغم من ذلك، ليس لدينا أي مؤشرات حيوية لمساعدتنا في التعرف على الاكتئاب»، هكذا قالت البروفيسورة سينثيا فو، المؤلف الأول المشترك للدراسة.
أراد الباحثون أيضًا التحقق من كيفية ارتباط هذه الأبعاد بالاستجابة السريرية لاستخدام مضادات الاكتئاب. ووجدوا أن المشاركين في D1 أظهروا استجابة أكبر بكثير لأدوية SSRI مقارنة بالعلاج الوهمي.
من ناحية أخرى، لم تظهر تلك الموجودة في D2 أي فروق ذات دلالة إحصائية في فعالية SSRIs أو الدواء الوهمي.
ويشير فريق البحث إلى أن هذا يمكن أن يكون بمثابة علامة حيوية لتحديد احتمالية مقاومة العلاج في وقت مبكر.
وقالت الدكتورة ماتيلد أنطونيادس، المؤلفة الأولى المشاركة في الدراسة: «يشارك الباحثون من جميع أنحاء العالم بسخاء البيانات الخاصة بالمشاركين في MDD الذين لم يتناولوا أي دواء».
وقال البروفيسور كريستوس دافاتزيكوس، من جامعة بنسلفانيا: «نحن نستخدم أحدث أساليب الذكاء الاصطناعي في مجموعة البيانات الفريدة هذه».
ويأمل الباحثون الآن في تحديد الأبعاد القائمة على المرض الخاصة بالاكتئاب وتلك المشتركة مع اضطرابات الصحة العقلية الأخرى.