تعتمد على قتل خلايا سرطان الدماغ.. طريقة جديدة لعلاج الورم الأرومي الدبقي
طور باحثون بقيادة جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة (NTU Singapore) طريقة جديدة ودقيقة لعلاج النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدماغ.
يعتمد العلاج على استخدام جرعة أقل بكثير من الأشعة السينية مقارنة بالعلاجات الإشعاعية الموجودة، وفقا لما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
وقد ثبت أن هذه الطريقة تحد من نمو أورام المخ لدى الفئران، مما يمهد الطريق للتطبيقات السريرية المستقبلية على البشر.
في كل عام، يتم تشخيص إصابة أكثر من 300 ألف شخص على مستوى العالم بالورم الأرومي الدبقي، وهو سرطان الدماغ الأكثر شيوعًا بين البالغين.
يبدأ السرطان كنمو لخلايا الدماغ، وإذا لم يتم علاجه، ينتشر بسرعة عبر الدماغ.
في المتوسط، يعيش المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالورم الأرومي الدبقي لمدة سنة ونصف تقريبًا.
إحدى طرق علاجه هي استخدام الإشعاع مثل الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي إلى إتلاف الخلايا السليمة القريبة من الورم عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى آثار جانبية مثل الغثيان وتساقط الشعر ومشاكل في الذاكرة.
العلاج الديناميكي الإشعاعي
العلاج الديناميكي الإشعاعي هو خيار علاجي أحدث قيد التطوير، حيث يتم حقن المريض بمركبات مصنوعة خصيصًا تخلق جذور حرة تقتل السرطان عندما تنشطها الأشعة السينية.
تكون جرعة الأشعة السينية التي يتلقاها المرضى لتنشيط المركبات أقل، حوالي 20% إلى 30% من جرعة العلاج الإشعاعي التقليدي.
ومع ذلك، فإن المركبات المضادة للسرطان المستخدمة في العلاج الديناميكي الإشعاعي، والتي تحتوي على معادن ثقيلة، لا تستهدف الخلايا السرطانية بدقة، تجد طريقها إلى الخلايا السليمة ويمكن تنشيطها إذا كانت قريبة من مكان تلقي المريض للأشعة السينية، مما يؤدي إلى تلف الخلايا السليمة.
الآن، يعالج بحث جديد بقيادة البروفيسور بو كانيي من جامعة NTU، من كلية الكيمياء والهندسة الكيميائية والتكنولوجيا الحيوية، هذه المشكلات لجعل العلاج الإشعاعي للورم الأرومي الدبقي أكثر أمانًا. يتم نشر الدراسة في مواد الطبيعة.
القتل الدقيق للسرطان
في قلب تقدم البروفيسور بو يوجد مركب جديد طوره فريقه يُعرف باسم المسبار الديناميكي للشفق الراديوي الجزيئي أو «MRAP»، وهو يتألف من المواد الكيميائية الحيوية واليود ولا يحتوي على معادن ثقيلة.
في التجارب التي أجريت على الفئران المصابة بـ سرطان الدماغ، تم حقن MRAPs مباشرة في أورام الحيوانات، تليها الأشعة السينية في نفس الموقع، وكانت جرعة الأشعة السينية تعادل أكثر من ستة أضعاف الكمية المستخدمة في طرق العلاج الديناميكي الإشعاعي الحالية.
تمتص MRAPs الموجودة في الأورام إشعاع الأشعة السينية وتصبح نشطة، وتطلق العنان للجذور الحرة التي تقتل السرطان فقط عندما تواجه إنزيمًا محددًا تنتجه خلايا ورم الدماغ بكميات كبيرة بشكل غير طبيعي.
وفي تجاربهم، لاحظ فريق NTU أن MRAPs لم تنتج جذور حرة في الخلايا الطبيعية، مما لا يسبب أي آثار جانبية.
وعلى النقيض من ذلك، فإن مركبات العلاج الديناميكي الإشعاعي التقليدية ليست «ذكية»، ويمكن تنشيط وظائفها المضادة للسرطان حتى في الخلايا السليمة.
ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تكون الآثار الجانبية لاستخدام MRAPs على البشر أقل من الأنواع الأخرى من العلاج الإشعاعي.
بعد العلاج باستخدام MRAPs، توقفت أورام المخ لدى الفئران عن النمو، وقد نجت هذه الفئران ضعف مدة الفئران غير المعالجة، 76 يومًا مقارنة بـ 37 يومًا.
لم تظهر الحيوانات أيضًا أي علامة على تلف الأنسجة أو فقدان واضح للوزن بعد علاجها باستخدام MRAPs.
تم تمرير المركبات في النهاية عبر البول والبراز.
وقال البروفيسور بو: «لقد استخدمنا جرعات منخفضة للغاية من الأشعة السينية ومركبات MRAPs القاتلة للسرطان، كما أن المركبات المضادة للسرطان كانت نشطة فقط في ورم المخ وليس الخلايا السليمة، لذلك، نتوقع أن تكون طريقة العلاج لدينا أكثر أمانًا ولها آثار جانبية أقل من تلك الموجودة حاليًا».
تم تقديم براءة اختراع لـ MRAPs، ويجري فريق البروفيسور بو مناقشات مع المستثمرين المحتملين الذين يحرصون على البحث.
وقال البروفيسور مارك فيندريل من جامعة إدنبره في إسكتلندا بالمملكة المتحدة، والذي لم يشارك في الدراسة، إن النتائج التي توصل إليها فريق البروفيسور بو «تمثل تقدما مهما في الجمع بين الأشعة السينية والضوء لاكتشاف الأورام الدقيقة وعلاجها».
وأضاف البروفيسور فيندريل، الذي يطور مجسات كيميائية تستهدف السرطان والالتهابات لدراسات التصوير الترجمي في العيادة، أن البحث «يفتح آفاقًا جديدة للقضاء الدقيق على الخلايا السرطانية لدى مرضى السرطان».
وتابع: «النتائج واعدة للغاية حيث أن العلاج يمكن أن يكون فعالا للغاية ضد الأورام الصغيرة وبجرعات آمنة من الإشعاع، وستكون الخطوات التالية هي تقييم سلامة وفعالية هذه العلاجات في نماذج ما قبل السريرية الأكبر، وبالتالي الدراسات الأولى على الإنسان».