الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أمل جديد لمرضى السكرى.. أدوية السرطان قد تعيد إنتاج الأنسولين بالجسم

الأحد 04/فبراير/2024 - 03:00 م
 أدوية السرطان قد
أدوية السرطان قد تعيد إنتاج الأنسولين


اكتشف علماء طريقة قد تلغي الحاجة إلى حقن الأنسولين بشكل منتظم لمرضى السكري، إذ حدد فريق البحث، عقارين سبق أن وافقت عليهما  إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة لعلاج السرطانات النادرة التي يمكنها استعادة إنتاج الأنسولين بسرعة في الخلايا التي تضررت بسبب مرض السكري.

ومرض السكري من النوع الأول، والذي يمثل حوالي 10 بالمائة من جميع حالات مرض السكري في أستراليا، يقوم فيه الجهاز المناعي بتدمير خلايا البنكرياس، ولهذا السبب، يحتاج المرضى إلى حقن الأنسولين يوميًا لإدارة حالتهم.

ونُشرت تفاصيل الدراسة، التي أجراها علماء من معهد بيكر للقلب والسكري في ملبورن، في مجلة "Nature" في الأول من يناير الماضى، ونقلها موقع "هيلث نيوز" الطبي حيث أفاد الباحثون أنه عند تحفيز خلايا البنكرياس بواسطة مثبطات الجزيئات الصغيرة في أدوية السرطان، وجد أن الخلايا تستجيب للجلوكوز وتنتج الأنسولين في غضون 48 ساعة. 

ويأمل الباحثون أن يفيد هذا العلاج أيضًا 30% من الأستراليين المصابين بداء السكري من النوع الثاني والذين قد يحتاجون في النهاية إلى حقن الأنسولين.

وقال سام الأسطا من جامعة موناش  في ملبورن بأستراليا وهو الذي قاد فريق البحث، إن هذا الاكتشاف يمكن أن يكون تقدمًا مهمًا نحو التطوير السريري. 

كيف يؤثر مرض السكري على الجسم؟

ومرض السكري هو أحد أمراض المناعة الذاتية حيث تكون مستويات الجلوكوز في دم المريض مرتفعة للغاية، كما انه يؤثر على الأطفال والبالغين، إلا أن أسبابه لا تزال غير مفهومة بشكل كامل، ويعد تدمير المناعة الذاتية لخلايا بيتا الأصلية المسؤولة عن إطلاق الأنسولين هو ما يميز مرض السكري من النوع الأول.

وتشمل العلاجات الحالية مراقبة مستويات الجلوكوز في الدم بانتظام عن طريق إعطاء حقن أنسولين يومية متعددة، أو مضخات أنسولين، أو إجراء عملية زرع بنكرياس.

وغالبًا تسبب هذه العلاجات العديد من الآثار الجانبية، ما يدفع الباحثين إلى البحث عن طرق علاجية بديلة أخرى.

ويصاب المرضى بالحالة عندما تصبح أجسامهم مقاومة للتأثيرات الطبيعية للأنسولين، وفي نهاية المطاف، يفقد الجسم القدرة على إنتاج كمية كافية من الأنسولين في البنكرياس، وهذا يجعل البنكرياس يعوض عن طريق إنتاج المزيد من الأنسولين.

ويمثل الاكتشاف الأخير لفريق البحث المرة الأولى التي يتم فيها تحديد دواء "لتجديد" إنتاج الأنسولين لدى مرضى السكري.

مرض السكري والعلاج التجديدي

وأوضح كيث الحسني، زميل أبحاث أول، أن المرحلة التالية من البحث تتضمن اختبار النهج التجديدي في نماذج ما قبل السريرية قبل تطوير مثبطات كأدوية لمرضى السكري.

مرض السكري هو أحد أمراض المناعة الذاتية

ويأمل العلماء أن يساعد العلاج التجديدي في حل المشكلة الحالية المتمثلة في نقص الأعضاء المانحة وإعطاء الأمل للعديد من الأشخاص الذين يتعاملون مع مرض السكري من النوع الثاني المعتمد على الأنسولين.

وعالميا يعاني أكثر من 530 مليون بالغ من مرض السكري، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 643 مليون بحلول عام 2030.

ويقول سوف أندريكوبولوس، الرئيس التنفيذي للجمعية الأسترالية للسكري، بأن الدراسة الجديدة يمكن أن تساعد في تحسين نوعية حياة المصابين بالسكري.

ووفقًا لأندريكوبولوس، يبقى المصابون بداء السكري من النوع الأول على قيد الحياة ويتحكمون في نسبة الجلوكوز لديهم إما عن طريق حقن أنفسهم ثلاث أو أربع مرات يوميًا بالإبر أو باستخدام مضخة الأنسولين. 

وأضاف أنه بسبب نتائج الدراسة، قد يحتاج مرضى السكري في يوم ما إلى حقن أنفسهم فقط مرة واحدة في اليوم بدلا من أربع مرات.

ويأمل أن يتم استخدام نتائج الدراسة في المستقبل لمساعدة المرضى الذين يحتاجون إلى هذه العلاجات المملة، وأن يتم شفاؤهم في النهاية بمرور الوقت.

واختتمت المتحدثة باسم منظمة السكري في أستراليا قائلة: "إن الاكتشاف يغير الحياة، ويعطي الأمل لملايين الأستراليين الذين يعيشون مع مرض السكري والمعرضين لخطر الإصابة به".