الذئبة الحمراء والزواج والحمل.. قد تعرضك للإجهاض المتكرر
دائما ما ينشغل بال العديد من السيدات بالسؤال عن الذئبة الحمراء والزواج والحمل؛ وذلك لأن النساء تتعرض أكثر من الرجال للإصابة بمرض الذئبة الحمراء؛ إذ إن لديهن مستويات أعلى من هرمون الأستروجين، وتزداد شدة أعراض الذئبة الحمراء لديهن خصوصا قبل موعد الحيض الشهري أو خلال فترة الحمل بسبب زيادة هرمون الأستروجين لدى المرأة خلال هذه الفترات؛ فهيا نتعرف معًا على علاقة الذئبة الحمراء والزواج والحمل.
الذئبة الحمراء والزواج والحمل
وعن الذئبة الحمراء والزواج والحمل، فإصابة السيدة بمرض الذئبة الحمراء لا تعيق حدوث الحمل، وإن كانت تتسبب في حدوث أضرار صحية تهدد صحة الأم والجنين، ولهذا يحذر الأطباء السيدات المصابات بالذئبة الحمراء من الحمل، وكذلك ينصحونهن بضرورة استعمال إحدى وسائل منع الحمل، لكن ليست هناك أي علاقة بين إصابة المرأة بمرض الذئبة الحمراء، وتأخر الحمل لديها.
وتشير العديد من الدراسات العلمية التي أجريت في هذا الشأن إلى أن إصابة السيدة الحامل بمرض الذئبة الحمراء قد تسفر عن تعرضها لبعص المشكلات الصحية الخطرة، مثل: تعرضها للإجهاض المتكرر، أو وفاة الجنين أيضا داخل رحمها، أو كذلك قد تلد طفلا غير مكتمل النمو.
جدير بالذكر أن الإحصائيات العالمية الحديثة، أظهرت أن نسبة إصابة السيدات بالذئبة الحمراء تصل عشرة أضعاف الإصابة بالمرض بين الرجال، فضلا عن أن مرض الذئبة يصيب النساء خلال سن الخصوبة والإنجاب.
يشار إلى أن مرض الذئبة الحمراء، يعد أحد أمراض المناعة الذاتية، ولا ينتج عن الإصابة بأي من الفيروسات أو الميكروبات، ولكنه مرض ينتج عن تكوين جسم الإنسان لبعض الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا وأنسجة الجسم، وهو مما يتسبب في حدوث التهاب في الجزء المصاب وتلفه، ومن ثم تعرضه للتآكل، ولكن لم يعرف حتى اليوم السبب الدقيق لإنتاج جسم الإنسان لهذه الأجسام المضادة، وهذه الأجسام المضادة تضر بالأوعية الدموية والغضاريف، ونسيج الكلى والجلد.
وعادة ما تشكو السيدة المصابة بالذئبة الحمراء من وجود احمرار بالجلد، وخاصة في الوجه بالخدين والأنف، ويكون الاحمرار على شكل جناحي الفراشة أو الذئبة، لذلك يسمى المرض بـ "الذئبة الحمراء".
هل مرض الذئبة الحمراء يمنع الحمل؟
وللإجابة عن سؤال هل مرض الذئبة الحمراء يمنع الحمل؟، فكما أكدنا أعلاه أن السيدة المصابة بالذئبة الحمراء قد تحمل، ولكنها ربما تتعرض لعدة مشكلات غير مرغوبة، ومنها كما ذكرنا سابقًا ونكرر: الإجهاض المتكرر أو وفاة الجنين داخل رحم أمه، أو ولادة طفل ناقص النمو؛ وكل هذا نتيجة الأجسام المضادة للمشيمة، وكذلك إصابتها لنسيج المشيمة ذاته، وبالتالي تقل كمية الدم المتدفق للجنين، وتقل قدرة المشيمة على إفراز المواد الكيماوية والهرمونات التي تعمل على اكتمال الحمل وتساعد على نمو الجنين وتثبيته داخل جدار رحم الأم.
وفي حال اكتمال الحمل، فقد تلد السيدة المصابة بالذئبة مولودًا ناقص النمو، إذ يولد قبل موعد الولادة المحدد، وهو ما يستلزم ضرورة أن يتم وضع المولود بالحضانة، ويكون ضمن الأطفال المبتسرين ويعاني من عدة مشكلات صحية.
هل مريض الذئبة الحمراء يتزوج؟
وأجاب الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، عن سؤال هل مريض الذئبة الحمراء يتزوج؟، بأن مرض الذئبة الحمراء ليس له أية علاقة بالحمل أو الزواج، مشيرا إلى أنه لا ينبغي على المصابين بالذئبة تأجيل الزواج.
الذئبة الحمراء في الرحم
وعن الذئبة الحمراء في الرحم، كشفت دراسة علمية أعلنت نتائجها خلال المؤتمر السنوي الأوروبي للروماتيزم عام 2016، أن مريضات الذئبة الحمراء هن الأكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم الخبيث.
وأكد الباحثون ضرورة قيام السيدات المصابات بمرض الذئبة الحمراء، بإجراء فحص لعنق الرحم.
ومن جانبه، ذكر الدكتور هيلمار ودستروم كبير الباحثين من قسم الطب بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم، أن النتائج التي تم التوصل إليها، تؤكد أن مرض الذئبة الحمراء هو أحد عوامل الخطر التي تزيد فرص إصابة السيدات بسرطان عنق الرحم الخبيث، حتى وإن تم علاجه.
ولفت الباحثون الانتباه إلى أن مرض الذئبة الحمراء، يعد أحد الأمراض الالتهابية المزمنة التي قد تؤثر على أي جهاز بالجسم، ولكنه يؤثر بشكل أكبر المفاصل والكلى والجلد، وغالبًا يصيب، بمعدل 10 مرات أكثر من الرجال.
