الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

بمناسبة اليوم العالمي.. كيف تؤثر رعاية الكلى على الانبعاثات الكاربونية؟

الأربعاء 13/مارس/2024 - 08:30 ص
صحة الكلى
صحة الكلى


سلط قتيبة المناصير مدير الشؤون الحكومية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة أسترازينيكا الضوء على القطاع الصحي وانبعاثات الكاربون ومرضى الكلى، موضحا أن هناك وعي متزايد حول مساهمة القطاع الصحي في انبعاثات الكاربون وتغير المناخ. حيث إذا قمنا بتجميع الطاقة اللازمة لتوفير خدمات الرعاية الصحية، ابتداء من المستشفيات إلى إنتاج وتصنيع الأدوية، فإن القطاع الصحي مسؤول عما يقدر بنحو 5 بالمائة من الانبعاثات العالمية. ومن منظور آخر، إذا كانت الرعاية الصحية دولة، فستكون خامس أكبر دولة مصدرة للانبعاثات في العالم، مما يجعلها ملوثًا أكبر من السفر الجوي.

العناية الطبية بالكلى

وأضاف في بيان له: ما يعرفه القليل من الناس هو أن رعاية الكلى لها انبعاثات كاربونية عالية بشكل غير متناسب، فضلًا عن أنها تنتج ما يقرب من مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام. ومع ذلك، من خلال اعتماد أساليب وقائية لدفع التشخيص المبكر وعلاج أمراض الكلى، يمكننا إزالة الكاربون من مسار علاج المريض؛ وبالتالي خفض الانبعاثات وتعزيز النظام الصحي وتحسين حياة المرضى.

وأردف: وبمناسبة اليوم العالمي للكلى، وهو فرصة ليست فقط للفت الانتباه إلى أهمية صحة الكلى - التي يتم تجاهلها في كثير من الأحيان - ولكن أيضًا لوضع حلقة وصل بين الكلية، والكاربون، وتغير المناخ، بما يصب في مصلحة المجتمع والكوكب على حد سواء.

لفت إلى أن “مرض الكلى المزمن (CKD) يؤثر على 850 مليون شخص حول العالم وهو السبب الرئيسي للوفاة. وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفاعًا مدهشًا بنسبة 70% في معدل الإصابة بالمرض على مدى العقود الثلاثة الماضية، وهي نسبة أعلى من أي جزء آخر من العالم. كما إن مرض الكلى المزمن لا يملك علاجًا، ويتطلب تركه دون علاج تدخلات مثل غسيل الكلى وزرعها، وهي ليست فقط مجهدة للجسم ومكلفة للمرضى والأنظمة الصحية، إنما منتجة للكاربون بشكل كثيف”.

وأكمل: أظهرت دراسة أجريت على 20 ألف مريض يخضعون لغسيل الكلى أن هذا العلاج، وفي ظرف عام واحد، قد أنتج انبعاثات تعادل 312 مليون كيلومتر من السفر بالسيارة، وهو ما يكفي للإبحار حول العالم بما يقارب 8000 مرة. عندما نأخذ بعين الاعتبار أن ما يقدر بنحو 71،000 شخص في الشرق الأوسط بالإضافة الى مليوني شخص في جميع أنحاء العالم يخضعون حاليًا لغسيل الكلى، فإن التدخل قبل الحاجة إلى هذا العلاج تصبح واضحة تمامًا.

وأشار إلى أن “الخبر السار هو أن هناك إجراءات يمكننا اتخاذها لتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى المزمن مع تقليل تأثيره على المناخ وتحسين الوصول العادل إلى الرعاية الصحية الجيدة وتقدم دول مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر نماذج ناجحة لكيفية تحقيق ذلك”.

وواصل: “في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) العام الماضي، أطلق مركز أبوظبي للصحة العامة التابع لوزارة الصحة، وشركة أسترازينيكا، وشركة صحة، إحدى شركات مجموعة بيور هيلث(Pure Health Group)، مشروعًا مشتركًا لتقليل الانبعاثات المرتبطة بالرعاية الصحية مع التركيز على مرض الكلى المزمن. كما يعد توفير مرافق الرعاية الصحية الصديقة للبيئة وتضمين طرق تقديم الرعاية الأكثر كفاءة واستخدام المعدات الطبية جزءًا من هذه المبادرة، مما يوضح أيضًا أهمية التعاون عبر مختلف المؤسسات لمعالجة تغير المناخ وتحسين النتائج الصحية”.

وأكمل: “كما يجدر الذكر بإطلاق شراكة في عام 2023 بين أسترازينيكا وهيئة الصحة المصرية العام الماضي، وهي تعمل على تشخيص مبكر لمرض الكلى المزمن من خلال التوعية العامة والفحص وتدريب العاملين الصحيين، بهدف اجراء الفحص ل 200 ألف شخص للمرض خلال العام المقبل. وتساعد هذه القيادة في دعم البلدان الأخرى في جميع أنحاء المنطقة لإدراك الفوائد المتعددة في تحسين رعاية الكلى بطريقة تقلل أيضًا من التأثير المناخي للقطاع الصحي”.

وأضاف: “تدرك كل من برامج الإمارات العربية المتحدة ومصر أهمية التوعية والفحص المبكر. حيث إن عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بمرض الكلى المزمن هي ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة، وقد زاد أيضًا انتشار كل من هذه الحالات بشكل حاد في المنطقة في السنوات الأخيرة. لذألك يعد تحسين الرعاية ومراقبة الأشخاص المصابين بهذه الأمراض عاملًا مساعدًا في تجنب الاصابة بمرض الكلى المزمن. 


وذكر أن “في الوقت نفسه، فإن الكشف المبكر يمكن أولئك الذين أصيبوا بالفعل بمرض الكلى المزمن من بدء العلاج قبل تطور المرض، مما يقلل من التكلفة، وتأثير الكاربون، ويحسن النتائج للمرضى. ويمكن للفحص الروتيني للمجموعات المعرضة للخطر أن يساعد في تعزيز الكشف المبكر، والذي ينبغي أن يكون نهجًا يأخذه صناع السياسات في منطقتنا بعين الاعتبار”.

واستكمل: “اعترافًا بهذه الاحتياجات غير الملباة في المنطقة والترابط بين صحة القلب والكلى، تم إطلاق برنامج  قلب صحي أفريقيا في عام 2014 لدعم البلدان في مواجهة العبء المتزايد لأمراض القلب. وبعد نجاحه في تحديد 10 ملايين شخص في جميع أنحاء أفريقيا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وتدريب أكثر من 10000 عامل في مجال الرعاية الصحية ودعم 1300 مرفق للرعاية الصحية لتقديم الخدمات المتعلقة بأمراض القلب، فإنه يعمل الآن على توسيع جهوده ليشمل أمراض الكلى. وبالشراكة مع الحكومات وأصحاب المصلحة المحليين، سيشمل البرنامج المحدث التعليم والفحص والوصول إلى الرعاية المستدامة”.

واختتم: “يعد مرض الكلى المزمن قاتلًا صامتًا، وغالبًا ما يمر دون اكتشافه أو علاجه، وتصل عواقبه إلى ما هو أبعد من المرضى وعائلاتهم. يمكننا، بل ويجب علينا، اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين صحة الكلى في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، ليس فقط لصالح المرضى وأسرهم ومجتمعاتهم، ولكن أيضا لمساعدة الجهود الرامية إلى بناء أنظمة صحية متينة، منخفضة الكاربون ومستدامة”.