الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف العلاقة المفقودة بين سوء التغذية وارتفاع خطر الإصابة بالسرطان

الإثنين 15/أبريل/2024 - 12:00 م
السرطان
السرطان


اكتشف فريق بحث من جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) نتائج جديدة قد تساعد في تفسير العلاقة بين خطر الإصابة بالسرطان وسوء التغذية، بالإضافة إلى الأمراض الشائعة مثل مرض السكري، والتي تنشأ من سوء التغذية.

وتبشر الأفكار المكتسبة من هذه الدراسة بالخير لتطوير استراتيجيات الوقاية من السرطان التي تهدف إلى تعزيز الشيخوخة الصحية، وفق ما أكده موقع ميديكال إكسبريس.

أجرى هذه الدراسة، بقيادة البروفيسور أشوك فينكيتارمان، علماء من معهد علوم السرطان في سنغافورة (CSI Singapore) في NUS ومركز NUS لأبحاث السرطان (N2CR) التابع لكلية يونج لو لين للطب، مع زملاء من وكالة العلوم.

كيف ينشأ السرطان؟

وأوضح البروفيسور فينكيتارامان، مدير معهد CSI في سنغافورة، أن «السرطان ينجم عن التفاعل بين جيناتنا والعوامل الموجودة في بيئتنا، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتلوث، وليس من الواضح بعد كيف تزيد هذه العوامل البيئية من خطر الإصابة بالسرطان، لكنها لا تزال غير واضحة».

وأضاف أنه من الضروري فهم الارتباط إذا أردنا اتخاذ تدابير وقائية تساعدنا على البقاء بصحة جيدة لفترة أطول.

يمكن أن تزيد المادة الكيميائية المرتبطة بمرض السكري والسمنة وسوء التغذية من خطر الإصابة بالسرطان.

وقام فريق البحث أولًا بدراسة المرضى المعرضين لخطر كبير للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض لأنهم ورثوا نسخة معيبة من الجين السرطاني BRCA2 من والديهم.

لقد أثبتوا أن الخلايا من هؤلاء المرضى كانت حساسة بشكل خاص لتأثيرات ميثيل جليوكسال، وهي مادة كيميائية يتم إنتاجها عندما تقوم خلايانا بتكسير الجلوكوز لإنتاج الطاقة.

وأظهرت الدراسة أن هذه المادة الكيميائية يمكن أن تسبب عيوبًا في الحمض النووي لدينا، وهي علامات إنذار مبكر لتطور السرطان.

ويشير بحث الفريق أيضًا إلى أن الأشخاص الذين لا يرثون نسخة معيبة من BRCA2 ولكن قد يعانون من مستويات أعلى من المعتاد من ميثيل جليوكسال - مثل المرضى الذين يعانون من مرض السكري أو مقدمات مرض السكري، والتي ترتبط بالسمنة أو سوء التغذية - يمكن أن تتراكم لديهم مستويات مماثلة من الجين. علامات تحذيرية تشير إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.

وقال البروفيسور فينكيتارمان: «تشير أبحاثنا إلى أن المرضى الذين يعانون من مستويات عالية من ميثيل جليوكسال قد يكون لديهم خطر أكبر للإصابة بالسرطان، ويمكن اكتشاف ميثيل جليوكسال بسهولة عن طريق اختبار الدم لنسبة HbA1C، والذي يمكن استخدامه كعلامة، علاوة على ذلك، يمكن عادةً التحكم في مستويات ميثيل جليوكسال المرتفعة. بالأدوية والنظام الغذائي الجيد، مما يخلق سبلًا لاتخاذ تدابير استباقية ضد ظهور السرطان»..

وأضاف المؤلف الأول للدراسة، الدكتور لي رين كونج، زميل لي كوان يو من N2CR: «لقد بدأنا الدراسة بهدف فهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان في الأسر المعرضة للإصابة بالسرطان، ولكن انتهى بنا الأمر إلى اكتشاف آلية أعمق تربط استهلاك الطاقة الأساسي الطريق إلى تطور السرطان: هذه النتائج ترفع مستوى الوعي بتأثير النظام الغذائي والتحكم في الوزن في إدارة مخاطر السرطان».

آلية جديدة لتكوين الورم

ومن المثير للاهتمام أن عمل فريق البحث قام أيضًا بمراجعة نظرية طويلة الأمد حول بعض الجينات التي تمنع السرطان.

تمت صياغة هذه النظرية - التي تسمى نموذج كنودسون «الضربتين» - لأول مرة في عام 1971، واقترح أنه يجب تعطيل هذه الجينات بشكل دائم في خلايانا قبل أن ينشأ السرطان.

ووجد فريق NUS الآن أن ميثيل جليوكسال يمكن أن يعطل مؤقتًا مثل هذه الجينات التي تمنع السرطان، مما يشير إلى أن النوبات المتكررة من سوء التغذية أو مرض السكري غير المنضبط يمكن أن تتراكم بمرور الوقت لزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

ومن المرجح أن تكون هذه المعرفة الجديدة مؤثرة في تغيير اتجاه البحث المستقبلي في هذا المجال.