بهي الدين مرسي يكتب.. الزواج المبكر يحمل خطر سرطان عنق الرحم
لكل أسرة بصدد تزويج أحد الأبناء شاب أو فتاة انتبهوا، ولعلها المنجية من سرطان عنق الرحم في المرأة، وقد يكون المصدر أحد الرفيقين، المقال طبي يعلمه كل دارسو الطب والأطباء على وجه الأرض.
في البداية دعوني أشرح لكم معلومة تشريحية توضح الفرق بين الفتاة دون سن البلوغ (12 -17) والفتاة الناضجة المؤهلة للزواج.
أنبوب الجماع اسمه المهبل، وهو ينتهي بجسم عدسي الشكل ليلتحم مع الرحم وهذا الاخير كمثري الشكل، الرحم هو بيت الحمل ويلتقي المهبل مع الرحم فى عنق الرحم، وهذه المجموعة الثلاثية تشترك في مسار (خرم) يضمن مرور الحيوان المنوي وقت الجماع من المهبل إلى الرحم، وعنق الرحم هو موضوع النصيحة.
المهبل وسطح عنق الرحم لهما بطانة من الخلايا تقاوم الاحتكاك اثناء الجماع، أما داخل عنق الرحم فهو فراغ أنبوبي يربط بين تجويف المهبل وتجويف الرحم وبالطبع ليس محلا لاحتكاك العضو الذكري، لذا هو مبطن بخلايا مخاطية مصممة لغرض آخر بخلاف الاحتكاك.
هذه التركيبة التشريحية متماثلة في أجزاء أخرى من البدن. الشفة السفلية أو العليا من الخارج مبطنة بخلايا تتحمل الاحتكاك، أما من الداخل، فهي مهيئة لغرض أخف قسوة فتجدها مبطنة بخلايا مخاطية، ونفس التركيب تجده قي الجفن خلايا تقاوم الاحتكاك من الخارج، وناعمة ناحية العين) ونهاية مجرى البول، وفتحة الشرج وفتحة الانف كلها تشترك في نفس الوصف التشريحي.
ولكن، الانتقال من الخلايا المقاومة للاحتكاك الجزء الخارجي يتدرج حتى ينتهي وتبدأ الخلايا الأخرى في الظهور وقد تكون مخاطية او دمعية او لعابية من الداخل.
منطقة التدرج قصيرة جدا في الأمثلة السابقة، إلا بطانة عنق الرحم، فهي مسافة طويلة نسبيا. هذه المسافة الانتقالية بين النوع المقاوم للاحتكاك والنوع الآخر الناعم الذى يفرز المخاط هى موضوع الاشكالية.
أين الاشكالية؟
في الأطفال والفتيات دون البلوغ وحتى السابعة عشرة، الخلايا الانتقالية بين النوعين المقاوم للاحتكاك والناعم مساحتها كبيرة، وجزء لا بأس به موجود عند نهاية المهبل من الداخل ويغطى عنق الرحم.
أما في الفتيات الناضجات، فنجد أن هذه الوصلة الانتقالية تنحسر لتصبح داخل أنبوبة عنق الرحم ولا تغطي أي جزء من نهاية أنبوب المهبل، وهذه الخلايا الانتقالية غير مستقرة، بل سريعة الانقسام.
أين الخطورة؟
في الفتيات غير الناضجات ينسكب السائل المنوي على المنطقة الانتقالية، والخلايا المنوية هي خلايا حية قادرة على غزو الخلايا الأخرى وخاصة الخلايا الانتقالية التي افترشت نهاية المهبل فتغير من الخصائص الجينية لهذه الخلايا، وتصبح مرشحة للتحول السرطاني، والناتج هو سرطان عنق الرحم.
أما في السيدات والفتيات الناضجات، فطبقة الخلايا الانتقالية غائرة داخل عنق الرحم ولا يسهل غزوها من الخلايا المنوية، ومن ثم ففرصة التسرطن ضئيلة جدا هذه هي خطورة تزويج الإناث في السن المبكر.
ما هو الحل لتجنب خطورة سرطان عنق الرحم؟
يستدعي هذا السياق أن أحدثكم عن السبب الأكثر شيوعا في أحداث سرطان عنق الرحم وهو فيروس يعرف باسم Papilloma virus.
تصاب الزوجة بهذا الفيروس من شريك مصاب بالمرض بهذا الفيروس، وقد لا تظهر عليه أعراض، فتلتقط الأنثى هذا الفيروس ليتسبب في نمو سرطاني.
النصيحة الأساسية هنا تستدعي تحييد القياس، فأنا لا أتهم الذكور بالفجور أو المشى البطال، وليس هذا هو الموضوع ولكنها دعوة للأبوين لتأمين ابنتهما.
الحل: متاح حاليا في المركز القومي للأمصال واللقاحات الحيوية (مركز المصل واللقاح بالعجوزة) تطعيما هو في طبيعته Anti - papilloma vaccine
والاسم العلمي له Gardasil وهو النوع المخصص للشباب والآخر Cervarix للفتيات وثمنه 750 جنيها.
هذا المصل يقي الفتاة شر الإصابة بسرطان عنق الرحم الناشئ عن هذا الفيروس، ويحمي الرجل من سرطان البروستات.
للسادة الزملاء أطباء التوليد وأمراض النساء، آمل في التفاعل مع هذه الموضوعات وتأكيد النصح للعامة، فهذا واجب ودين مهني وأخلاقي.