الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل النوم يحسن إزالة السموم من الدماغ؟

الثلاثاء 14/مايو/2024 - 04:27 م
النوم
النوم


توصل فريق من الباحثين إلى أنه في الواقع قد تنخفض قدرة الدماغ على تخليص نفسه من السموم في أثناء النوم، على عكس النظرية العلمية الرائدة.

فعلى مدى العقد الماضي، كان التفسير الرئيسي لسبب نومنا هو أنه يوفر للدماغ فرصة لطرد السموم.

ومع ذلك، تشير دراسة جديدة أجراها علماء في معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة (UK DRI) في إمبريال كوليدج لندن إلى أن هذا قد لا يكون صحيحا.

وذكر موقع ميديكال إكسبريس أنه من خلال قياس إزالة السموم وحركة السوائل في أدمغة الفئران، أظهر الباحثون أنها انخفضت بشكل ملحوظ أثناء النوم وتحت التخدير.

استخدم الباحثون صبغة الفلورسنت، لمعرفة مدى سرعة انتقال الصبغة من منطقة في الدماغ إلى أخرى، وإزالتها من الدماغ، وقد مكنهم ذلك من قياس معدل إزالة الصبغة من الدماغ مباشرة، ووجدوا أن إزالة الصبغة انخفضت بنحو 30% في الفئران النائمة، و50% في الفئران التي كانت تحت التخدير، مقارنة بالفئران التي ظلت مستيقظة.

هل النوم يحسن إزالة السموم من الدماغ؟

قبل ذلك، كانت النظرية الرائدة هي أن النوم يحسن إزالة السموم من الدماغ، وهو ما يحدث عبر الجهاز الجليمفاوي (آلية تطرد النفايات من الجهاز العصبي المركزي).

ومع ذلك، لم يتم تأكيد ذلك بشكل قاطع واعتمدت الدراسات السابقة على وسائل غير مباشرة لقياس تدفق السوائل عبر الدماغ.

ووفقا للباحثين، فإن النتائج الأخيرة مفاجئة وهناك حاجة الآن إلى مزيد من العمل لفهم ما يحدث بالضبط ولماذا.

وقال البروفيسور نيك فرانكس، أستاذ الفيزياء الحيوية والتخدير في إمبريال كوليدج لندن، والقائد المشارك للدراسة: "لقد ركز هذا المجال بشكل كبير على فكرة التطهير كأحد الأسباب الرئيسية وراء نومنا".

لملاحظة العكس في نتائجنا، وجدنا أن معدل إزالة الصبغة من الدماغ انخفض بشكل ملحوظ في الحيوانات التي كانت نائمة، أو تحت التخدير.

وأضاف: "حتى الآن، لا نعرف ما الذي يؤدي إلى إبطاء إزالة الجزيئات من الدماغ في هذه الحالات، وستكون الخطوة التالية في بحثنا هي محاولة فهم سبب حدوث ذلك".

قد يؤثر حجم الجزيئات على مدى سرعة تحركها عبر الدماغ، ويتم التخلص من بعض المركبات من خلال أنظمة مختلفة، ولذلك، فإن مدى إمكانية تعميم النتائج لم يتم تأكيده بعد.

وأوضح البروفيسور بيل ويسدن، المدير المؤقت لمعهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة في إمبريال، والقائد المشارك للدراسة: "على الرغم من أننا أظهرنا أن إزالة السموم قد لا تكون السبب الرئيسي وراء نومنا، إلا أنه لا يمكن الجدال في أن النوم مهم".

وأضاف: "يعد النوم المتقطع أحد الأعراض الشائعة التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالخرف، ومع ذلك ما زلنا لا نعرف ما إذا كان هذا نتيجة أو عاملًا دافعًا لتطور المرض، وربما يكون النوم الجيد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف لأسباب بخلاف إزالة السموم".

وتابع: "الجانب الآخر من دراستنا هو أننا أظهرنا أن تصفية الدماغ تكون ذات كفاءة عالية أثناء حالة اليقظة. بشكل عام، قد يؤدي اليقظة والنشاط وممارسة الرياضة إلى تنظيف الدماغ من السموم بكفاءة أكبر".

بعد ذلك، يهدف الباحثون إلى اكتشاف كيف يقلل النوم من إزالة السموم من الدماغ لدى الفئران، واستكشاف ما إذا كانت النتائج التي توصلوا إليها قابلة للتطبيق على البشر.