الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف السبب الوراثي لاضطرابات المناعة النادرة في مرحلة الطفولة

السبت 25/مايو/2024 - 07:33 م
اضطرابات المناعة
اضطرابات المناعة


حدد العلماء التغيرات الجينية التي يمكن أن تترك الأطفال الذين يولدون دون أي دفاع مناعي ضد العدوى.

في دراسة جديدة أجريت على 11 فردًا مصابًا، تمكن باحثون من جامعة نيوكاسل ومعهد ويلكوم سانجر ومستشفى جريت نورث للأطفال والمتعاونون معهم من ربط الطفرات في جين NUDCD3 بنقص المناعة المشترك الشديد ومتلازمة أومين - وهي حالة نادرة ومهددة للحياة، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

منعت هذه الطفرات التطور الطبيعي للخلايا المناعية المتنوعة اللازمة لمكافحة مسببات الأمراض المختلفة.

النتائج التي نشرت في مجلة علم المناعة تفتح فرصا للتشخيص المبكر والتدخل لهذه الحالة.

نقص المناعة المشترك الشديد

يعد نقص المناعة المشترك الشديد (SCID) ومتلازمة أومين من الاضطرابات الوراثية النادرة التي تترك الأطفال بدون جهاز مناعي فعال ومعرضين لخطر الإصابة بالعدوى التي تهدد حياتهم.

وبدون علاج عاجل، مثل زرع الخلايا الجذعية لاستبدال الجهاز المناعي المعيب، فإن العديد من المصابين لن يعيشوا عامهم الأول.

في حين أن طرق فحص حديثي الولادة يمكن أن تشير إلى نقص الخلايا التائية، فإن معرفة السبب الوراثي المحدد تزيد من الثقة في تشخيص مرض نقص المناعة المشترك الشديد  وتُعلم اختيار العلاج العلاجي.

في الوقت الحالي، لا يزال هذا بعيد المنال بالنسبة لواحدة على الأقل من كل 10 أسر متضررة.

في هذه الدراسة الجديدة، قام باحثون من جامعة نيوكاسل ومعهد ويلكوم سانجر والمتعاونون معهم بدراسة 11 طفلًا من 4 عائلات، اثنان منهم مصابان بـ نقص المناعة المشترك الشديد بينما كان التسعة الآخرون يعانون من متلازمة أومين.

وقد ورثوا جميعًا طفرات عطلت وظيفة بروتين NUDCD3، والذي لم يكن مرتبطًا سابقًا بالجهاز المناعي.

وباستخدام دراسات تفصيلية للخلايا المشتقة من المريض ونماذج الفئران، أثبت الفريق أن طفرات NUDCD3 تضعف عملية إعادة ترتيب الجينات الحاسمة التي تسمى إعادة التركيب V(D)J، وهي ضرورية لتوليد مستقبلات الخلايا التائية المتنوعة والأجسام المضادة اللازمة للتعرف على مسببات الأمراض المختلفة ومكافحتها.

في حين أن الفئران المهندسة بنفس طفرات NUDCD3 كانت تعاني من مشاكل مناعية أخف، واجه المرضى من البشر عواقب وخيمة تهدد حياتهم.

ومع ذلك، نجا مريضان بعد تلقيهما عملية زرع خلايا جذعية، مما يعزز أهمية التشخيص والتدخل المبكر.

وقالت الدكتورة جوسيا ترينكا، مؤلفة الدراسة في معهد ويلكوم سانجر والمدير العلمي في منظمة Open Targets: "بالنسبة للأطفال الذين يولدون مصابين بنقص المناعة الشديد الخطورة، فإن الاكتشاف المبكر يمكن أن يعني الفرق بين الحياة والموت، فهذه الأمراض تترك الأطفال حديثي الولادة بلا حماية بشكل أساسي ضد مسببات الأمراض التي يمكن لمعظمنا صدها بسهولة".

وأضافت: "إن تحديد هذا الجين المرضي الجديد سيساعد الأطباء على إجراء تشخيص جزيئي سريع للمرضى المصابين، مما يعني أنه يمكنهم تلقي العلاجات المنقذة للحياة بسرعة أكبر".

وقالت البروفيسور صوفي هامبلتون، كبيرة مؤلفي الدراسة في جامعة نيوكاسل، وطبيبة مناعة الأطفال الممارس في مستشفى جريت نورث للأطفال: "إن مرض نقص المناعة المشترك الشديد ومتلازمة أومين من الاضطرابات المدمرة، وتتطلب علاجات معقدة وفي الوقت المناسب، وكلما تمكنا من فهم الأسباب الكامنة وراءها، كلما تمكنا من رعاية الأطفال المصابين بشكل أفضل".

وأضافت: "يهدف بحثنا إلى سد الثغرات حتى تتمكن العائلات من تحقيق التشخيص الجزيئي بينما نواصل تعلم المزيد حول كيفية عمل الجهاز المناعي في الصحة والمرض".