الإثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق 13 ربيع الأول 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

مفيد أم مضر للصحة.. كيف يؤثر الماء البارد على الجسم؟

الجمعة 12/يوليو/2024 - 11:00 ص
الماء البارد
الماء البارد


يعتقد بعض الناس أن شرب الماء البارد قد يكون ضارًا، يزعم آخرون أنه آمن تمامًا ويمكن أن يقدم فوائد معينة، وبشكل عام، بالنسبة لمعظم الناس، فإن شرب الماء البارد ليس ضارًا. 

مشاكل هضمية محتملة

إن التأثير المحتمل على الهضم هو أحد المخاوف التي تثار غالبًا حول شرب الماء البارد. يعتقد البعض أن الماء البارد يمكن أن يتسبب في تقلص المعدة. وقد يؤدي هذا إلى تقلصات أو تباطؤ عملية الهضم. الأدلة العلمية التي تدعم هذا الادعاء ضئيلة. صحيح أن البرودة الشديدة يمكن أن تسبب انقباض الأوعية الدموية. قد يشير هذا أيضًا إلى أن شرب الماء البارد يمكن أن يتسبب في تضييق الأوعية الدموية في المعدة، مما يؤدي إلى إزعاج هضمي مؤقت. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن التحمل الفردي يختلف، وما قد يسبب إزعاجًا لشخص ما قد لا يكون له أي تأثير على شخص آخر على الإطلاق.

ومع ذلك، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن شرب 500 مل من الماء بدرجة حرارة 2 درجة مئوية يثبط تقلصات المعدة مقارنة باستهلاك 500 مل من الماء بدرجة حرارة 37 درجة مئوية أو 60 درجة مئوية. وعلاوة على ذلك، اقترحت الدراسة أن هذا التباطؤ في تقلصات المعدة قد يقلل من الشعور بالجوع وحتى تقليل تناول الطاقة.

تهيج الحلق

ومن بين المخاوف الشائعة الأخرى أن الماء البارد قد يؤدي إلى تهيج الحلق. وعلاوة على ذلك، يُقال إن الحلق المتهيج قد يتورم، مما يسهل على البكتيريا الضارة اختراق الأجزاء المتورمة. في الواقع، لا يوجد دليل علمي يدعم هذه الفكرة.

بدلًا من التسبب في التهاب الحلق، تُستخدم المنتجات الباردة، مثل الآيس كريم والحلوى المثلجة، تقليديًا لتخفيف آلام الحلق بعد استئصال اللوزتين عند الأطفال، حيث وجدت دراسة سريرية حديثة شملت 92 طفلًا خضعوا لاستئصال اللوزتين أن تناول الحلوى المثلجة يقلل من آلام التهاب الحلق لمدة تصل إلى ساعة بعد تناولها.

ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان أن ندرك أن هناك أدلة محدودة فيما يتعلق بتأثيرات شرب الماء البارد على تهيج الحلق. وهذا يسلط الضوء فقط على ضرورة إجراء المزيد من البحوث لفهم العلاقة بين استهلاك الماء البارد وصحة الحلق بشكل شامل.

الصداع

يذكر بعض الأشخاص أنهم يعانون من الصداع بعد شرب الماء البارد. تُعرف هذه الظاهرة باسم صداع الآيس كريم، وتحدث نتيجة تناول محفز بارد مثل الآيس كريم أو المشروبات الباردة. عندما يبرد المشروب البارد سقف الفم (الحنك) بسرعة، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث صداع مفاجئ.

يستمر الألم لفترة قصيرة، غالبًا من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق، ويُشعر به في منتصف الجبهة و/أو على جانب واحد أو في مؤخرة الرأس عند البلع. إذا كنت تعاني من صداع متكرر بعد شرب الماء البارد، فقد يكون من المفيد اختيار المشروبات الدافئة.

هل هناك فوائد لشرب الماء البارد؟

وعلى الرغم من بعض الجوانب السلبية المحتملة، فإن الماء البارد يوفر أيضًا العديد من الفوائد البارزة التي يجب أخذها في الاعتبار.

تحسين أداء التمارين الرياضية

من الفوائد البارزة لشرب الماء البارد تأثيره الإيجابي على أداء التمارين الرياضية. تشير الأبحاث إلى أن شرب السوائل الباردة قبل وأثناء النشاط البدني في بيئة حارة يمكن أن يحسن القدرة على التحمل ويقلل من خطر ارتفاع درجة الحرارة. وقد أكدت هذه النتائج أيضًا دراسة أخرى، أظهرت أن استهلاك الماء البارد أثناء جلسة التمرين يمكن أن يتوسط ويؤخر بشكل ملحوظ زيادة درجة حرارة الجسم الأساسية، مما يؤدي إلى تحسين القدرة على التحمل.

ومع ذلك، فإن أهم شيء يجب تذكره هو البقاء رطبًا، بغض النظر عن درجة حرارة المشروب، قبل وأثناء أنشطة التحمل، وخاصة في البيئات الحارة.

تعزيز التمثيل الغذائي

من الفوائد المحتملة الأخرى التي يتم مناقشتها بشكل شائع لشرب الماء البارد قدرته على تحفيز عملية التمثيل الغذائي. تظهر إحدى الدراسات العلمية أنه عندما تشرب الماء البارد، يتعين على جسمك أن يبذل القليل من الطاقة لتسخين الماء إلى درجة حرارة الجسم. يمكن أن تؤدي هذه العملية، المعروفة باسم التوليد الحراري، إلى زيادة مؤقتة وطفيفة في معدل التمثيل الغذائي. ومع ذلك، فإن الماء البارد له دور محدود للغاية كعامل توليد حراري، وبالتالي، لا يمكن استخدامه كاستراتيجية رئيسية لإدارة الوزن الصحي. للتحكم في الوزن الصحي، يجب التركيز بشكل أكبر على اتباع نظام غذائي صحي بشكل عام وممارسة النشاط البدني المنتظم.

تحسن اليقظة

من الفوائد التي أثارت الكثير من الجدل حولها تناول الماء البارد هو تأثيره على اليقظة والانتباه. ويُفترض أن التأثير المحفز المحتمل للماء البارد يرجع جزئيًا إلى درجة حرارته. ويُفترض أنه يساعد على إيقاظ الحواس، وزيادة الوضوح العقلي، وتوفير دفعة مؤقتة من الطاقة اللازمة خلال فترات التعب أو النعاس. ومع ذلك، لا توجد دراسات علمية تدعم هذه الملاحظة بشكل مباشر.

أظهرت دراسة أجريت على غمر الجسم بالكامل في الماء البارد أن المشاركين بعد الاستحمام بالماء البارد شعروا بتحسن عاطفي وكانوا أكثر نشاطًا ويقظة. ارتبطت التغيرات في المشاعر بالاقتران بين مناطق الدماغ المعنية بالتحكم في الانتباه والعاطفة وتنظيم الذات. بالإضافة إلى ذلك، توضح دراسات أخرى أيضًا التأثير الإيجابي المحتمل لاستهلاك الماء (أهمية الترطيب) على بعض القدرات الإدراكية وحالات المزاج.