هل تساعد الاستشارة النفسية في منع النوبات القلبية؟
اكتشف باحثون أن برنامج الإرشاد المصمم في الأصل لتشجيع المشي المنتظم قد أدى إلى تحسين نوعية الحياة لدى المصابين بانسداد شرايين الساق وساعد في حمايتهم من آثارها القاتلة، ولكن ليس بالطريقة المتوقعة.
وبحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، قال البروفيسور جوناثان جوليدج من كلية الطب وطب الأسنان بجامعة جيمس كوك، الذي قاد الدراسة التي نُشرت في مجلة JAMA Surgery، إن الشرايين المسدودة في الساق تؤثر على ما يقرب من واحد من كل 5 من كبار السن الأستراليين وترتبط بخطر كبير للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والوفاة.
وقال البروفيسور جوليدج: "أردنا أن نعرف ما إذا كانت 4 جلسات استشارية قصيرة يمكن أن تشجع الأشخاص الذين يعانون من انسداد شرايين الساق على المشي، وفحصنا هذا في تجربة سريرية عشوائية شملت 200 مريض".
تلقى ما يزيد قليلا عن نصف المرضى جلستين وجهًا لوجه لمدة ساعتين وجلستين هاتفيتين لمدة 15 دقيقة، لتشجيعهم على تحقيق أهداف المشي لمدة 40 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع.
وقال جوليدج: "لقد تم مراقبتهم جسديًا وعقليًا. ولم يؤد التدخل إلى تحسين عدد خطواتهم اليومية بشكل ملحوظ أو تغيير عوامل الخطر القلبية الوعائية التقليدية".
وأضاف: "أدت الاستشارة إلى تحسين نوعية حياة المشاركين وخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة إلى النصف بشكل ملحوظ، وقد ارتبط هذا التأثير بانخفاض القلق والاكتئاب لدى المشاركين".
وأردف بأن جزءًا من الاستشارة ركز على مساعدة المشاركين على فهم وإدارة تحديات ممارسة الرياضة مع آلام الساق الناجمة عن انسداد شرايين الساق.
وقال البروفيسور جوليدج: "من الممكن أن يؤدي هذا إلى مزيد من القبول وتقليل الضائقة النفسية، مما يؤدي بدوره إلى تقليل الإحساس بالإعاقة الجسدية والألم، وبالتالي إلى تحسين نوعية الحياة وتقليل مخاطر الأحداث القلبية الوعائية".
وأضاف أن العلماء يعتقدون أن هذه هي أول تجربة سريرية عشوائية تظهر أن تدخل الإرشاد بشأن النشاط البدني كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية - وهو الاكتشاف الذي يحتاج إلى التحقق من صحته في تجارب أكبر.
وقال البروفيسور جوليدج: "إذا تم التحقق من صحة ذلك، فسوف يكون هذا نهجًا جديدًا تمامًا لتقليل مخاطر القلب والأوعية الدموية، وهو ما نعتقد أنه مثير للغاية".
وأكد أن الفريق يجمع الآن بين هذا النهج الإرشادي وجلسات التمارين الصحية عن بعد، والتي يأملون أن تؤدي إلى تحسين المشي وكذلك نوعية الحياة وتقليل خطر الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية بشكل كبير.