نتائج واعدة لعلاج ارتفاع سكر الدم لدى المصابين بكوفيد طويل الأمد
اكتشف الباحثون في جامعة تولين نهجًا جديدًا لمعالجة التحدي الصحي المستمر الذي يواجهه بعض المصابين بكوفيد طويل الأمد، وهو ارتفاع مستويات السكر في الدم.
تشير دراسة جديدة نُشرت في Nature Communications وأُجريت في مركز تولين الوطني لأبحاث الرئيسيات، إلى أنه يمكن استخدام لقاح كوفيد-19 علاجيًا لمعالجة المضاعفات الأيضية التي يعاني منها أولئك الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد، والتي تسمى أحيانًا المرضى طويلي الأمد، حتى لو كان اللقاح يدار بعد عدة أيام من الإصابة، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
لا يزال العديد من الأشخاص الذين يتعافون من كوفيد-19 يعانون من مشاكل صحية مختلفة طويلة الأمد، تُعرف مجتمعة باسم كوفيد الطويل.
ارتفاع سكر الدم بسبب كوفيد الطويل
واحدة من أكثر القضايا المثيرة للقلق هي ارتفاع السكر في الدم المستمر، أو ارتفاع نسبة السكر في الدم، والذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل مرض السكري وأمراض القلب.
لقد شكل فهم هذه المشكلة ومعالجتها تحديًا كبيرًا للباحثين ومقدمي الرعاية الصحية.
لفهم هذه التأثيرات طويلة المدى ومكافحتها بشكل أفضل، تحول الباحثون في مركز تولين الوطني لأبحاث الرئيسيات إلى نموذج رئيسي غير بشري لمرض كوفيد الطويل الأمد وقرروا أن النموذج مناسب أيضًا لدراسة ارتفاع السكر في الدم ومرض السكري في بداية كوفيد.
ووجدت الدراسة أن إعطاء لقاح كوفيد-19 mRNA بعد أربعة أيام من الإصابة أظهر تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على مستويات السكر في الدم التي استمرت مع مرور الوقت. تشير هذه النتيجة إلى أنه من الممكن استخدام اللقاح ليس فقط للوقاية ولكن أيضًا كعلاج لإدارة المضاعفات الأيضية طويلة المدى لـCOVID-19.
وحدد الباحثون أيضًا بعض الجزيئات الالتهابية في مجرى الدم المرتبطة بارتفاع مستويات السكر في الدم. ويبدو أن ارتفاع نسبة السكر في الدم ينجم عن التغيرات في كيفية تخزين الكبد للجلوكوز، على الرغم من أن الفيروس لم يعد موجودا في الكبد والبنكرياس. وتشير هذه النتائج إلى أن مرض السكري قد يتطور من خلال آليات جديدة تنطوي على الالتهابات الفيروسية والالتهابات.
وقال الدكتور كلوفيس بالمر، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "يفتح هذا البحث حدودًا جديدة في معركتنا ضد كوفيد-19، ومن خلال إظهار أن اللقاح يمكن أن يكون له فوائد علاجية حتى بعد الإصابة، يمكننا استكشاف استراتيجيات جديدة لمساعدة أولئك الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد، وخاصة أولئك الذين يعانون من أعراض مثل التعب المزمن الذي قد يكون مرتبطًا بخلل التمثيل الغذائي".
وأضاف جاي رابابورت، المؤلف المشارك ومدير مركز تولين الوطني لأبحاث الرئيسيات، أن "اكتشاف أن كوفيد يمكن أن يسبب مرض السكري في نموذج حيواني يعد تقدمًا كبيرًا في فهمنا للتأثيرات طويلة المدى لكوفيد".
واختتم: "إن حقيقة أن لقاح فيروس كورونا الذي يتم إعطاؤه بعد الإصابة يمكن أن يكون له آثار وقائية يسلط الضوء على أهمية البحث المبتكر في مواجهة التحديات المستمرة للوباء".