الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أمل جديد للأطفال المصابين بسرطان الكبد الأولي.. ما هو؟

السبت 31/أغسطس/2024 - 11:00 م
سرطان الكبد الأولي
سرطان الكبد الأولي


سرطان الخلايا الكبدية عند الأطفال وسرطان الخلايا الليفية من أشكال سرطان الكبد النادرة والعدوانية التي تصيب عادة المراهقين والشباب.

وبالرغم من موافقة إدارة الغذاء والدواء على بعض أدوية العلاج المناعي كعلاجات أولية لسرطان الخلايا الكبدية عند البالغين، إلا أنه لا يُعرف الكثير عن فعاليتها في علاج سرطان الكبد عند الأطفال.

الآن، تشير الأبحاث الجديدة التي قادتها الدكتورة أليسون أونيل، مديرة مركز أورام الكبد في مركز دانا فاربر/بوسطن للأطفال للسرطان واضطرابات الدم، إلى أن فئة من أدوية العلاج المناعي المعروفة باسم مثبطات نقاط التفتيش قد تكون خيار علاج فعال لمجموعة مختارة من المرضى الأطفال المصابين بسرطان الكبد، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

نشرت النتائج في مجلة eBioMedicine.

إن أغلب الأورام الصلبة لدى الأطفال أقل تعقيدًا من الناحية الجينومية من تلك التي تصيب البالغين، مما يشير إلى صعوبة التعرف عليها من قِبَل الجهاز المناعي وانخفاض احتمالات الاستجابة للعلاجات المناعية.

ويبدو أن سرطان الخلايا الكبدية لدى الأطفال يشكل استثناءً: إذ تشترك هذه الأورام في أوجه تشابه كافية مع سرطان الخلايا الكبدية لدى البالغين لجعلها مرضًا جيدًا لدراسة العلاج المناعي، كما يقول أونيل.

وتوضح قائلة: "تشبه سرطانات الكبد لدى الأطفال أمراض البالغين بشكل أكبر من معظم الأورام الخبيثة لدى الأطفال، وبناءً على هذه الفرضية، سعينا إلى دراسة فائدة العلاج المناعي لعلاج المرضى المصابين بسرطانات الكبد".

ولمعرفة المزيد، قامت هي وزملاؤها بتحديد 6 مرضى مراهقين مصابين بسرطان الخلايا الكبدية الأولي المتقدم (إما سرطان الخلايا الكبدية التقليدي أو سرطان الخلايا الليفية) وعرضوا عليهم العلاج باستخدام مثبط نقطة التفتيش وحده أو بالاشتراك مع علاجات جهازية أخرى وتدخلات التحكم المحلية.

تعمل مثبطات نقاط التفتيش - مثل بيمبروليزوماب ونيفولوماب - عن طريق منع بعض البروتينات الموجودة على الخلايا التائية من الارتباط بالبروتينات الموجودة على الخلايا السرطانية، مما يسمح للخلايا التائية بالتعرف على الورم ومحاربة المرض بشكل أفضل.

خضع المرضى أيضًا لتسلسل الجينوم الخاص بأورامهم في البداية وخلال العلاج لربط هذه البيانات بالاستجابة في دراسات التصوير.

العوامل الجينية قد تتنبأ بالاستجابة

من بين المرضى الستة، استجاب 3 منهم لمثبطات نقاط التفتيش: حقق اثنان استقرارًا في المرض لفترة طويلة وحقق مريض واحد استجابة كاملة للعلاج.

كان المريض الأخير يعاني من سرطان الخلايا الليفية النقيلي المتكرر - وهي حالة تعتبر عادة غير قابلة للشفاء.

لماذا استجاب بعض المرضى للعلاج المناعي بينما لم يستجب آخرون؟ تعتقد أونيل وفريقها أن بعض العوامل السريرية والجينومية قد تلعب دورًا.

على سبيل المثال، كان المستجيبون يميلون إلى الإصابة بمرض أقل وطأة في الرئة بشكل أساسي، وهو موقع أكثر سهولة للوصول إليه من قبل الخلايا المناعية.

بالإضافة إلى ذلك، كان لدى المريض الذي اختبر استجابة كاملة ملف جينومي للورم يختلف عن المرضى الآخرين، مع وجود أدلة على تسلل مناعي أكثر قوة للورم وعلامات لتنشيط الخلايا المناعية، كما أظهر المستجيبون انخفاضًا في التعبير النسيجي للجينات المرتبطة بخلل الخلايا التائية والالتهاب ونمو السرطان وغزوه.

ويقول أونيل: "إن تحديد الملف الجيني للأورام لدى الأطفال قد يوفر رؤى رئيسية حول الأورام الأكثر احتمالًا للاستجابة للعلاجات المناعية ويرشد المرضى الذين يجب علاجهم بهذا النهج في المستقبل".

وبالرغم من صغر حجم العينة، فإن سلسلة الحالات هذه تمثل تقدمًا واعدًا في علاج سرطان الكبد لدى الأطفال.

ولا تشير النتائج إلى أن أنماط التعبير في الأنسجة قد تتنبأ بمجموعة فرعية من المرضى الأكثر عرضة للاستجابة لمثبطات نقاط التفتيش فحسب، بل قد تلهم أيضًا فحص عوامل مماثلة لدى مرضى الأطفال المصابين بأنواع أخرى من السرطان الذين يعالجون بالعلاج المناعي في أنواع أخرى من سرطان الأطفال.

تدعم نتائج هذه الدراسة التسجيل المستمر للتجربة السريرية التي بدأتها أونيل وفريقها لدراسة مثبطات نقاط التفتيش بشكل استباقي لدى المرضى المصابين بسرطان الأطفال وجمع عينات دم وأنسجة متسلسلة لاستكشاف النمط الجيني التنبؤي للاستجابة.