ما تأثير اقتناء الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية؟

أدت عمليات الإغلاق بسبب جائحة كورونا إلى توقف الحياة الاجتماعية في عام 2020، مما نتج عنه ارتفاع مفاجئ في امتلاك الحيوانات الأليفة.

وتشير دراسة شاملة جديدة أجراها باحثون من جامعة آرهوس وكلية كينجز لندن إلى أن فوائد امتلاك حيوان أليف قد تكون مبالغ فيها.

تأثير اقتناء الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية

وبحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، تكشف الدراسة، التي نشرت مؤخرا في مجلة الصحة العقلية والوقاية، أن امتلاك الحيوانات الأليفة لا يوفر بالضرورة الدعم العاطفي الذي يتوقعه الكثير من الناس.

لم يتم العثور على فوائد للصحة العقلية، حيث تتبعت الدراسة 6018 فردًا في المملكة المتحدة على مدى فترة 12 شهرًا، لتقييم مستويات الاكتئاب والقلق وفقدان المتعة والشعور بالوحدة.

وعلى النقيض من الافتراضات الشائعة، لم تجد الدراسة أي دليل على أن امتلاك الحيوانات الأليفة يحسن من نتائج الصحة العقلية، بل إن أصحاب الحيوانات الأليفة أفادوا بنتائج صحية عقلية أسوأ قليلًا مقارنة بغير أصحاب الحيوانات الأليفة.

تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة البروفيسورة كريستين بارسونز من قسم الطب السريري: "على الرغم من أن مجموعة الأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع كانت مختلطة، إلا أننا فوجئنا حقًا عندما وجدنا أن أصحاب الحيوانات الأليفة عانوا عمومًا من مستويات أعلى قليلًا من الاكتئاب والقلق وانعدام المتعة أثناء جائحة كوفيد-19".

وأضافت أن "هذا يتعارض مع الاعتقاد السائد بأن الحيوانات الأليفة مفيدة للصحة العقلية".

تأثير لاسي

هناك اعتقاد شائع آخر وهو أن أصحاب الكلاب على وجه الخصوص يستفيدون من زيادة النشاط البدني والروتين اليومي الأكثر تنظيمًا، مما قد يؤدي بدوره إلى تحسين الصحة العقلية.

وجد الباحثون هنا أن أصحاب الكلاب كانوا أكثر ميلًا إلى ممارسة التمارين الرياضية اليومية (40% مقارنة بـ 35% من غير المالكين).

ومع ذلك، فإن هذا النشاط المتزايد لم يرتبط بنتائج أفضل للصحة العقلية ولم يتم العثور على فرق كبير بين أصحاب الكلاب وغير أصحابها فيما يتعلق بالحفاظ على هيكل يومي.

إن المجال الوحيد الذي يوفر فيه امتلاك الحيوانات الأليفة فائدة للصحة العقلية هو فيما يتعلق بالوحدة.

بين الأفراد الذين يعيشون بمفردهم، أفاد أصحاب الكلاب والقطط بمستويات أقل قليلًا من الشعور بالوحدة مقارنة بأولئك الذين لا يمتلكون حيوانات أليفة.

أما بالنسبة لأولئك الذين يعيشون كأزواج أو عائلات أو زملاء في السكن، لم يبلغ أصحاب الحيوانات الأليفة عن أي فرق ملموس في الشعور بالوحدة.

في حين أن النساء في الدراسة كن أكثر احتمالا بشكل واضح لامتلاك القطط (30.3٪ مقارنة بـ 22.7٪ لدى الذكور)، إلا أنهن لم يكن أكثر شعورا بالوحدة أو الاكتئاب أو القلق أو انعدام المتعة من الرجال الذين يمتلكون القطط.

يقول بارسونز: "تشير نتائجنا إلى أنه على الرغم من أن الحيوانات الأليفة يمكن أن توفر الرفقة، إلا أنها ليست بأي حال من الأحوال علاجًا لجميع مشاكل الصحة العقلية، خاصة خلال الأوقات العصيبة مثل الوباء".