آلية جديدة للتنبؤ بشدة الشكل العدواني من سرطان الثدي.. ما هي؟
حقق العلماء تقدمًا كبيرًا في التنبؤ بتشخيص سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC)، وهو مرض عدواني بشكل خاص.
وقد أدى بحثهم، الذي نُشر في مجلة JCO Precision Oncology كجزء من دراسة TOWARDS، إلى تطوير آلية جديدة تتنبأ بدقة بمدى عدوانية سرطان الثدي الثلاثي السلبي.
قد يؤدي هذا التقدم إلى إحداث ثورة في الطريقة التي يعالج بها الأطباء سرطان الثدي الثلاثي السلبي، مما يسمح لهم بتحديد المرضى الأكثر عرضة للخطر وتصميم علاجات دقيقة، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.
في الوقت الحالي، تفتقر سرطان الثدي الثلاثي السلبي إلى طرق موثوقة للتنبؤ بالانتكاس بعد العلاجات مثل العلاج الكيميائي والجراحة.
يصعب علاجه
وعلى عكس سرطانات الثدي الأخرى، فإن سرطان الثدي الثلاثي السلبي يصعب علاجه لأن خلايا الورم تفتقر إلى مستقبلات هرمون الاستروجين ومستقبلات البروجسترون ومستويات عالية من بروتين HER2/neu، وفقًا للخبراء في المعاهد الوطنية للصحة، وغالبًا ما يؤدي هذا إلى زيادة احتمالية الانتكاس بعد العلاج.
استخدم الباحثون نموذج زراعة الخلايا الغريبة المشتقة من المريض (PDX)، حيث تم زرع خزعات من الأورام من المرضى في الفئران لزراعة الأورام البشرية.
تسلط الدكتورة آلانا ويلم، المؤلفة الرئيسية للدراسة، والمديرة الأولى للعلوم الأساسية في معهد هانتسمان للسرطان، وأستاذة علوم الأورام في جامعة يوتا، الضوء على أهمية هذه الطريقة، مشيرة إلى أنها تسمح بتقييم مبكر ودقيق لعدوانية السرطان.
وتؤكد الدكتورة سيندي ماتسن، المؤلفة المشاركة الأولى للدراسة، ورئيسة مركز أمراض الثدي وأمراض النساء في معهد هانتسمان للسرطان، وأستاذة مشاركة في قسم الجراحة في جامعة نيويورك، على التأثير المباشر الذي يمكن أن يحدثه هذا البحث على رعاية المرضى.
ووصفت الدراسة بأنها ذات صلة وثيقة بمعالجة أحد التحديات الكبرى في علاج سرطان الثدي، مع إمكانية إنشاء خطط علاج أكثر تخصيصًا للمرضى الذين يعانون من سرطان الثدي الثلاثي السلبي المتكرر.
كانت آلية الدراسة أكثر دقة من الطرق الحالية في التنبؤ بما إذا كان سرطان الثدي الثلاثي السلبي سيعود مرة أخرى.
وقالت ويلم: "من خلال زرع خزعة من الورم في خزعة الثدي الثلاثي السلبي، يمكننا اكتشاف مدى عدوانية السرطان. نأمل في توسيع نتائجنا الجديدة لتحسين الاختبارات القياسية الحالية المستخدمة للتنبؤ بما إذا كان سرطان المريضات سيعود مرة أخرى".
يقول الدكتور كريستوس فاكلافاس، المؤلف المشارك الأول للدراسة، ورئيس برنامج سرطان الثدي السريري في معهد هانتسمان للسرطان، وأستاذ مشارك في الطب الباطني في كلية الطب بجامعة هارفارد: "تتناول هذه الدراسة مشكلة ملحة للغاية في العيادة".
وأضاف: "تساعدنا نماذج PDX ليس فقط على التنبؤ بدقة أكبر بمن سينتكس ومن لن ينتكس، ولكن أيضًا في علاج الانتكاسات بدقة أكبر".
كما أكد ماتسن على الفوائد العملية للدراسة، ففي المرحلة الثانية، التي تجري الآن كتجربة سريرية، يقوم العلماء باختبار أدوية محددة على نماذج PDX. وإذا أثبتت هذه العلاجات فعاليتها، فسيتم مشاركة النتائج مع الأطباء، مما يوفر لهم رؤى قيمة حول كيفية توجيه قرارات العلاج.
إن نتائج الدراسة بالغة الأهمية: فإذا نما الورم في نموذج PDX، فإن هذا يشير غالبًا إلى سرطان شديد العدوانية، وهو أصعب بكثير في العلاج. وشدد ماتسن على الحاجة الملحة لتحسين استراتيجيات العلاج، مشيرًا إلى التأثير المدمر لتكرار الإصابة بالسرطان.
ويقول ماتسن: "إن هذه الدراسة تمنحنا الفرصة لتقديم الأمل وإنقاذ المزيد من الأرواح".