دراسة: من يعانون من مضاعفات السكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة
أظهرت دراسة بحثية جديدة عُرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري في مدريد بإسبانيا، ونُشرت في مجلة أبحاث طب الأسنان أن أمراض اللثة أكثر شيوعًا بين الأفراد الذين يعانون من مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة لمرض السكري.
التهاب دواعم السن
التهاب دواعم السن هو مرض التهابي مزمن يصيب اللثة والعظام التي تدعم الأسنان، وينتج عن تراكم اللويحات البكتيرية، وإذا تُرك دون علاج، فقد يؤدي إلى تدمير الأنسجة التي تثبت الأسنان في مكانها، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان الأسنان.
وجدت بعض الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة لمرض السكري، مثل اعتلال الشبكية (تلف الأوعية الدموية في شبكية العين) والاعتلال العصبي (تلف الأعصاب) هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب دواعم السن.
ومع ذلك، كانت النتائج غير متسقة وكانت الدراسات صغيرة، وفشلت في مراعاة المتغيرات المربكة المهمة والتي يمكن أن تؤثر على نتائجها.
بالإضافة إلى ذلك، لم يتم تقييم التأثير المشترك لمضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة، وخلل شحميات الدم (مستويات غير صحية من الدهون في الدم).
ولمعالجة هذا، أجرى الدكتور بيتنكورت وزملاؤه من مركز ستينو للسكري في آرهاوس والمركز الوطني لطب الأسنان في سنغافورة، تحليلا لبيانات أكثر من 15000 فرد من دراسة الصحة في وسط الدنمارك للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
وجدت النتائج ارتباطًا واضحًا بين المضاعفات الدقيقة للأوعية الدموية، وحالات التهاب دواعم السن المعتدلة / الشديدة.
كان الأفراد المصابون باعتلال الشبكية السكري، أكثر عرضة بنسبة 21٪ للإصابة بالتهاب دواعم السن المعتدل / الشديد من أولئك الذين لا يعانون من مضاعفات مرض السكري.
ارتبط اعتلال الأعصاب السكري، بزيادة بنسبة 36٪ في خطر الإصابة بأمراض اللثة الشديدة.
عندما كان المشاركون يعانون من اعتلال الشبكية السكري واعتلال الأعصاب، كانت احتمالية إصابتهم بالتهاب دواعم السن المعتدل / الشديد أعلى بنسبة 51٪ من أولئك الذين لا يعانون من مضاعفات مرض السكري.
كما أن وجود خلل شحميات الدم يزيد من احتمالات الإصابة بالتهاب دواعم السن المعتدل/الشديد لدى الأشخاص الذين يعانون من مضاعفات مرض السكري.
وقال الدكتور بيتنكورت، إن عندما لا يتم التحكم في مرض السكري بشكل جيد، يمكن أن تؤدي مستويات السكر المرتفعة في الدم إلى التهاب يمكن أن يؤثر بمرور الوقت على العينين، مما يؤدي إلى اعتلال الشبكية، أو الأعصاب في القدمين، مما يسبب اعتلال الأعصاب، أو اللثة، مما يساهم في تطور التهاب دواعم السن الشديد.
خلل شحميات الدم، وهو أمر شائع جدًا، يزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة الشديدة.
التهاب دواعم السن قد لا يعمل فقط كعلامة لقضايا صحة الفم، بل يمكن أن يساعد أيضًا في تحديد الأفراد الذين يعانون من عبء التهابي أعلى في الجسم، وبالتالي هم أكثر عرضة لمضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة المرتبطة بمرض السكري.
ويقول الباحثون إن الرسالة التي يجب أن يتعلمها أطباء الأسنان وممارسو الرعاية الصحية واضحة، من المهم اتباع نهج متعدد التخصصات عند علاج الأفراد المصابين بمرض السكري من النوع 2.