السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

لماذا الألم طويل الأمد مرهق؟.. أسباب جديدة

الإثنين 23/سبتمبر/2024 - 02:00 ص
الألم
الألم


يعد التعب أحد أكثر المشاعر شيوعا المرتبطة بالألم المستمر، وقد يصبح هذا التعب شديدا للغاية، وقد يبلغ الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة عن استنزاف طاقتهم ودوافعهم للتفاعل مع الآخرين أو العالم من حولهم.

وفي الواقع، وجدت دراسة أجريت في المملكة المتحدة على أشخاص يعانون من حالات صحية طويلة الأمد، أن الألم والتعب هما أكبر عائقين أمام الحياة النشطة والهادفة.

ولكن لماذا يكون الألم طويل الأمد مرهقًا إلى هذا الحد؟ أحد الأدلة على ذلك هو طبيعة الألم وتأثيره القوي على أفكارنا وسلوكياتنا.

الألم قصير المدى قد يحميك

تؤكد الطرق الحديثة للتفكير في الألم على تأثيره الوقائي - الطريقة التي يجذب بها انتباهك ويجبرك على تغيير سلوكك للحفاظ على جزء من الجسم آمنًا، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

اضغط على بشرتك ببطء، ومع زيادة الضغط، ستلاحظ تغير الشعور حتى يصبح مؤلمًا في مرحلة ما، الألم هو الذي يمنعك من الضغط بقوة، وبهذه الطريقة، يحمينا الألم.

عندما نتعرض للإصابة، فإن تلف الأنسجة أو الالتهاب يجعل نظام الألم لدينا أكثر حساسية.

يمنعنا هذا الألم من تحميل الأنسجة التالفة ميكانيكيًا أثناء شفائها.

على سبيل المثال، فإن الألم الناتج عن كسر الساق أو الجرح تحت قدمنا ​​يعني أننا نتجنب المشي عليها.

إن مفهوم أن "الألم يحمينا ويعزز الشفاء" هو أحد أهم الأشياء التي يخبرنا بها الأشخاص الذين كانوا يعانون من آلام مزمنة أنهم تعلموها والتي ساعدتهم على التعافي.

لكن الألم طويل الأمد قد يحميك أكثر من اللازم.

على المدى القصير، يقوم الألم بعمل رائع في حمايتنا وكلما كان نظام الألم نشطًا لفترة أطول، أصبح أكثر حماية.

ولكن الألم المستمر قد يحمينا بشكل مفرط ويمنعنا من التعافي، وقد أطلق الأشخاص الذين يعانون من الألم على هذا "فرط حساسية نظام الألم ".

فكر في هذا الأمر باعتباره نظام الألم في حالة تأهب قصوى، وهنا يأتي الإرهاق.

عندما يصبح الألم تجربة يومية، يتم تحفيزها أو تضخيمها من خلال مجموعة واسعة من الأنشطة والسياقات والإشارات، فإنه يصبح استنزافًا مستمرًا لموارد الإنسان.

إن العيش في ظل الألم يتطلب جهدًا كبيرًا ومستمرًا، وهذا يجعلنا منهكين.

حوالي 80% منا محظوظون بما يكفي لعدم معرفتهم بما يعنيه الشعور بالألم، يومًا بعد يوم، لشهور أو سنوات. لكن خذ لحظة لتتخيل كيف سيكون الأمر.

تخيل أنك مضطر إلى التركيز بشدة، وحشد الطاقة واستخدام تقنيات التشتيت، فقط للقيام بمهامك اليومية، ناهيك عن إكمال العمل أو الرعاية أو الواجبات الأخرى.

كلما شعرت بالألم، فإنك تواجه خيارًا بشأن ما إذا كنت ستتصرف وفقًا لذلك، وكيف ستتصرف. ويتطلب اتخاذ هذا الاختيار باستمرار التفكير والجهد والاستراتيجية.

إن ذكر الألم الذي تشعر به أو شرح تأثيره على كل لحظة أو مهمة أو نشاط أمر مرهق ويصعب التعبير عنه عندما لا يستطيع أي شخص آخر أن يرى أو يشعر بألمك. وبالنسبة لأولئك الذين يستمعون، فقد يصبح الأمر مملًا أو مرهقًا أو مثيرًا للقلق.

الألم مرهق

في الألم المزمن، لا يتعلق الأمر فقط بنظام الألم الذي يكون في حالة تأهب قصوى، بل إن زيادة الالتهاب في جميع أنحاء الجسم ( الجهاز المناعي في حالة تأهب قصوى)، واضطراب إنتاج هرمون الكورتيزول (الجهاز الصماء في حالة تأهب قصوى)، والحركات المتيبسة والحذرة (الجهاز الحركي في حالة تأهب قصوى) تسير جنبًا إلى جنب مع الألم المزمن.

إن كل هذه الأنظمة تزيد من التعب والإرهاق، لذا فإن تعلم كيفية إدارة الألم المزمن وحله غالبًا ما يتضمن تعلم كيفية إدارة الإفراط في تنشيط هذه الأنظمة.

كما أن قلة النوم هي أيضًا عامل من عوامل التعب والألم، فالألم يسبب اضطرابات في النوم، وقلة النوم تساهم في الألم.

بعبارة أخرى، نادرًا ما يكون الألم المزمن مجرد ألم، فلا عجب إذن أن يصبح الألم المزمن مرهقًا ومستهلكًا للوقت.