الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الكشف عن ارتباط وراثي بين الاضطراب ثنائي القطب والصرع

الخميس 03/أكتوبر/2024 - 05:00 م
الصرع
الصرع


اكتشف فريق من الباحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم أدلة دامغة على وجود صلة وراثية بين الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول (BD-I) والصرع، وهو ما قد يغير فهمنا لهذه الحالات العصبية والنفسية المعقدة.

تكشف الدراسة، التي تحمل عنوان "إعادة التفكير في العلاقة بين الاضطراب ثنائي القطب والصرع من منظور وراثي"، والتي نُشرت في مجلة Genomic Psychiatry، عن متغيرات جينية مشتركة وعلاقة سببية بين الاضطرابين، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث والعلاج.

بقيادة الدكتور مينج لي من معهد كونمينج لعلم الحيوان، استخدمت الدراسة بيانات دراسة الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) من سكان أوروبا، والتي شملت أكثر من 26000 حالة صرع و25000 حالة BD-I، إلى جانب ضوابطها الخاصة. استخدم الباحثون أساليب إحصائية متقدمة للكشف عن الأسس الجينية المشتركة بين هذه الحالات العصبية المتميزة على ما يبدو.

وتتضمن النتائج الرئيسية للدراسة ما يلي:

ارتباط وراثي إيجابي مهم (rg = 0.154) بين الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول والصرع.

تحديد ما يقرب من 1300 متغير وراثي يؤثر على كلتا الحالتين.

اكتشاف 6 مواقع جينية مستقلة مرتبطة بشكل كبير بـ الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول والصرع.

تأثير سببي ملحوظ للصرع على  الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول (P = 0.0079).

علاقة الصرع والاضطراب ثنائي القطب

يوضح الدكتور لي: "توفر نتائجنا إعادة تفكير جديدة في العلاقة بين الصرع والاضطراب ثنائي القطب، وهو ما يتوافق مع الملاحظة السريرية التي تؤكد أن مثبتات الحالة المزاجية فعالة في علاج كلا المرضين".

ومن بين الاكتشافات الأكثر إثارة للاهتمام الدور الذي يلعبه جين SP4، والذي أظهر ارتباطات قوية بكل من اضطراب ثنائي القطب والصرع، فقد ارتبط بروتين SP4، الذي يتم تعديله عن طريق النشاط العصبي، بإدارة اضطراب المزاج من خلال تثبيته بواسطة الليثيوم، وهو مثبت شائع للمزاج.

ويثير هذا الارتباط سؤالًا مهمًا: هل يمكن أن يكون جين SP4 هدفًا رئيسيًا لتطوير علاجات أكثر فعالية لكل من الاضطراب الثنائي القطب والصرع؟

وتتجاوز تداعيات الدراسة هاتين الحالتين، فمن خلال إثبات الأسس الجينية المشتركة، تشير الدراسة إلى أن الاضطرابات العصبية النفسية الأخرى قد يكون لها قواسم مشتركة أكثر مما كان يُعتقد في السابق، وهذا يقودنا إلى سؤال مثير للاهتمام: كيف قد يساعد هذا التداخل الجيني في فهمنا لاضطرابات الدماغ الأخرى، مثل الفصام أو اضطرابات طيف التوحد؟

علاوة على ذلك، يسلط البحث الضوء على إمكانات مناهج الطب الشخصي. وكما يلاحظ الدكتور لي، "فإن فهم الأساس الجيني لهذه الاضطرابات قد يؤدي إلى علاجات أكثر استهدافًا استنادًا إلى الملف الجيني للفرد". وهذا يثير سؤالًا حاسمًا آخر: كيف يمكننا ترجمة هذه الرؤى الجينية إلى استراتيجيات علاج عملية وشخصية للمرضى المصابين باضطراب ثنائي القطب أو الصرع؟

كما تسلط الدراسة الضوء على العلاقة المعقدة بين تنظيم الحالة المزاجية ونشاط النوبات في الدماغ، ونظرًا للعوامل الوراثية المشتركة، يتساءل الباحثون الآن: ما هي الآليات العصبية الحيوية المحددة التي تربط بين عدم استقرار الحالة المزاجية في الاضطراب ثنائي القطب والاضطرابات الكهربائية التي نراها في الصرع؟

ورغم أن النتائج كانت رائدة، إلا أن الباحثين يعترفون بالقيود، بما في ذلك التركيز على السكان الأوروبيين والاعتماد على بيانات دراسات ارتباط الجينوم الكامل العامة دون معلومات خاصة بالجنس، وهذا يفتح آفاقًا لأبحاث مستقبلية: كيف تتجلى هذه الارتباطات الجينية عبر مجموعات عرقية مختلفة، وهل هناك عوامل وراثية خاصة بالجنس تلعب دورًا في تطور الاضطراب ثنائي القطب والصرع؟