هل تعرض الأدوية الخافضة للجلوكوز مرضى السكري من النوع الأول للخطر؟
يحث فريق بحثي بقيادة كلية رولينز للصحة العامة بجامعة إيموري في أتلانتا على توخي الحذر عند وصف أدوية خفض الجلوكوز غير المصرح بها للأفراد المصابين بداء السكري من النوع الأول (T1D).
مثبطات GLP-1RA
لقد أظهرت كل من مثبطات مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1RA) ومثبطات ناقل الجلوكوز الصوديومي 2 (SGLT2) فوائد كبيرة لصحة القلب والأوعية الدموية والكلى في فئات سكانية أخرى، وخاصة في المرضى المصابين بداء السكري من النوع 2.
كما تُعرف مثبطات مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1RA) بتأثيراتها في إنقاص الوزن.
تحمل مثبطات SGLT2 مخاطر كبيرة للإصابة بالحماض الكيتوني السكري، وهي حالة خطيرة شائعة بين مرضى السكري من النوع الأول حيث يمكن أن تحدث مستويات سامة من حموضة الدم.
بسبب هذه المخاطر، تم إزالة مثبطات SGLT2 من استخدام مرضى السكري من النوع الأول في أوروبا، ولم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عليها لعلاج مرضى السكري من النوع الأول.
بالنسبة لمثبطات GLP-1RA، هناك مخاوف من أن فقدان الوزن بشكل كبير قد يؤدي إلى الحماض الكيتوني أو تفاقم نقص سكر الدم.
وفي حين أن هذه الأدوية قد تكون مفيدة في إدارة الوزن، فإن مدى فقدان الوزن هذا قد يخلق مشاكل جديدة لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول حيث قد تتغير احتياجاتهم من الأنسولين بسرعة نتيجة لذلك.
في رسالة بحثية بعنوان "وصف مستقبلات GLP-1 ومثبطات SGLT2 للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول"، نُشرت في JAMA، أكد المؤلفون على الحاجة الماسة لمزيد من الأبحاث للسماح بثقة باستخدام العلاجات الثانوية الخطيرة المحتملة خارج العلامة.
تفاصيل الدراسة
حددت الدراسة 943456 فردًا مصابًا بمرض السكري من النوع الأول (متوسط العمر 41.5 عامًا، 49.5% منهم إناث) من عام 2010 إلى عام 2023 باستخدام قاعدة بيانات Epic Cosmos.
وفي حين لم تكن الأسباب المحددة لوصف الدواء متاحة، تمكن الباحثون من رؤية اتجاهات تتوافق مع الاستخدامات المعتمدة في مرض السكري من النوع 2.
أظهرت البيانات أن الأفراد الذين تم وصف مثبطات SGLT2 لهم حديثًا كان لديهم معدلات أعلى بشكل ملحوظ من الحالات القلبية الوعائية السابقة مثل قصور القلب (16.6% مقابل 2.8% في عموم مرضى السكري من النوع الأول) وأمراض الكلى المزمنة (26.9% مقابل 15.9%).
تشير البيانات إلى أن الأطباء يتجهون إلى هذه العلاجات لإدارة المضاعفات القلبية الوعائية والكلوية لدى مرضى السكري من النوع الأول، على الرغم من أن الأدوية لم تتم الموافقة عليها صراحةً لهذه الحالة.
وعلى العكس من ذلك، كان معدل الإصابة بالسمنة أعلى بين أولئك الذين وصفت لهم GLP-1RAs حديثًا (69.4% مقابل 45.7%).
وتشير هذه البيانات إلى أن الأطباء يصفون GLP-1RAs للمساعدة في إدارة السمنة لدى مرضى السكري من النوع الأول، حيث إن إدارة الوزن تعد عنصرًا أساسيًا في رعاية مرضى السكري.
ارتفعت نسبة مرضى السكري من النوع الأول الذين وصف لهم GLP-1RAs بشكل كبير، من 0.3% في عام 2010 إلى 6.6% بحلول عام 2023.
وارتفعت نسبة مرضى السكري من النوع الأول الذين وصف لهم مثبطات SGLT2 من 0.1% في عام 2013 إلى 2.4% بحلول عام 2023.
وبشكل عام، ارتفعت نسبة مرضى السكري من النوع الأول الذين وصف لهم أي من هذه الأدوية من 0.7% إلى 8.3% خلال هذه الفترة.
لوحظت الزيادة الأكثر أهمية في GLP-1RA المسمى semaglutide (العلامة التجارية Ozempic وRybelsus وwegovy) حيث ارتفعت من 0.2% في عام 2018 إلى 4.4% في عام 2023.
لا تزال هناك مخاوف بشأن سلامة هذه الأدوية في داء السكري من النوع الأول، وخاصة خطر الإصابة بالحماض الكيتوني السكري، مما أدى إلى إزالة مثبطات SGLT2 لداء السكري من النوع الأول في أوروبا وعدم الحصول على موافقة من إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، ترتبط مثبطات GLP-1RA بمخاطر مثل فقدان الوزن الكبير والزيادات المحتملة في الحماض الكيتوني السكري أو نقص السكر في الدم.
تشير نتائج الدراسة إلى أنه على الرغم من المخاوف التنظيمية، فإن الاستخدام غير المسموح به لمثبطات GLP-1RAs وSGLT2 في داء السكري من النوع الأول لا يزال ينمو في المقام الأول بسبب فوائدها على القلب والكلى وإدارة الوزن.
وخلصت رسالة البحث إلى أن "هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية حول فعالية وسلامة مثبطات GLP-1RAs أو SGLT2 في مرضى السكري من النوع الأول، وقبل أن تتوفر مثل هذه الأدلة، يجب توخي الحذر عند وصف هذه العلاجات للأفراد المصابين بالسكري من النوع الأول".