دراسة جديدة بشأن تحسين فهم أسباب رفض عملية زراعة الكلى.. ماذا تقول؟
تمكن باحثون من جامعة روتجرز الصحية وعلماء طبيون آخرون شاركوا في دراسة دولية كبيرة، من تحديد علامات جديدة لرفض عملية زراعة الكلى والتي قد تؤدي إلى تشخيص وعلاج أكثر دقة لمتلقي عملية الزراعة.
وفحص البحث، الذي نشر في مجلة نيو إنجلاند الطبية، أكثر من 16 ألف خزعة من زراعة الكلى، ووجد أن بعض النتائج التي كان يُعتقد في السابق أنها ذات أهمية مشكوك فيها تشير في الواقع إلى زيادة خطر فشل عملية الزرع.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال فيكاس دارنيدهاركا، رئيس قسم طب الأطفال في كلية روبرت وود جونسون الطبية بجامعة روتجرز وأحد مؤلفي الدراسة: "تكشف هذه الدراسة أن الالتهاب حتى في الأوعية الدموية الأصغر حول الكلى ينبئ بمشاكل في المستقبل".
زراعة الأعضاء
توفر عملية زرع الأعضاء عادة للمرضى الذين يعانون من الكلى غير العاملة حياة أطول وأفضل من غسيل الكلى، ولكن العديد من عمليات زرع الأعضاء تفشل لأن أجسام المرضى ترفض العضو الجديد وتوجه أنظمتها المناعية ضده.
يعمل الأطباء على تقليل مخاطر الرفض من خلال إعطاء مرضى زراعة الأعضاء أدوية تعمل على تثبيط أنظمتهم المناعية، كما يقومون بضبط مستويات الأدوية باستخدام فحوصات الدم والخزعات لمراقبة الكلى المزروعة.
يعد العلاج بعد عملية الزرع بمثابة توازن دقيق بين حماية العضو المزروع من هجوم الجهاز المناعي وحماية المريض من الأمراض المعدية التي تهاجم الجهاز المناعي المفرط في قمعه.
قال دارنيدهاركا: "إذا حاولت علاج الرفض باستخدام أدوية أقوى مثبطة للمناعة، فإنك تخاطر بالإصابة بعدوى تهدد الحياة، لذا، فإن هذا القرار ليس بالقرار التافه الذي نتخذه لأن الأمر ينطوي على مخاطر".
فحصت الدراسة خزعات الكلى التي أجريت بين عامي 2004 و2023 في أكثر من 30 مركزًا لزراعة الأعضاء في أوروبا وأمريكا الشمالية، واستخدم الباحثون أحدث المعايير من تصنيف بانف، وهو معيار دولي لتشخيص رفض عملية الزرع، لتصنيف نتائج الخزعة.
كان التركيز الأساسي على الالتهابات الدقيقة - تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى المزروعة.
أضاف تحديث عام 2022 لتصنيف بانف فئتين جديدتين مرتبطتين بهذا النوع من الالتهابات.
الأول، المسمى "التهاب/إصابة الأوعية الدموية الدقيقة، سلبي DSA، سلبي C4d"، أو MVI، يصف الالتهاب دون وجود علامات نموذجية أخرى لرفض الجسم المضاد، والثاني، "رفض محتمل بوساطة الجسم المضاد"، يشير إلى التهاب أخف مع وجود بعض الأجسام المضادة.
وقد تساءلت الدراسة عما إذا كانت هذه الفئات الجديدة توفر معلومات مفيدة حول النتائج المحتملة لمرضى زراعة الأعضاء، وكانت الإجابة "نعم" مدوية.
وجد الباحثون 503 من 16293 خزعة في فئة MVI و285 في فئة الرفض المحتمل بوساطة الأجسام المضادة.
كانت معايير التصنيف السابقة لتصنف هذه الحالات على أنها حالات عدم رفض، لكن الدراسة الأخيرة ربطت مثل هذه النتائج بارتفاع خطر الرفض.
كان خطر فشل عملية الزرع لدى المرضى المصابين بـ MVI أعلى بمرتين من المرضى الذين لم تظهر عليهم أي علامات رفض.
كان المرضى الذين تعرضوا لرفض الجسم المضاد أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبًا لفشل عملية الزرع مقارنة بالمرضى الذين لم تظهر عليهم أي علامات رفض.
وجدت الدراسة أيضًا أن المرضى الذين يعانون من هذه الأنواع الجديدة من الالتهاب كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة برفض أكثر شدة أو تلف كلوي مزمن بمرور الوقت.
وتثبت مثل هذه النتائج بقوة فائدة التصنيف الجديد في التشخيص وتمهد الطريق للتجارب المستقبلية التي تعمل على تحسين الرعاية المقدمة للمرضى الذين يندرجون تحت هذه التصنيفات.
وقال دارنيدهاركا، الذي يشغل أيضًا منصب كبير الأطباء في مستشفى بريستول مايرز سكويب للأطفال في مستشفى روبرت وود جونسون الجامعي: "تشير هذه البيانات إلى أنه يتعين علينا أن نتعامل مع المرضى الذين ينتمون إلى هذه الفئات بشكل مختلف، ما هو العلاج المناسب؟ وما هي الجرعة المناسبة؟ يتعين علينا إجراء اختبارات لمقارنة الاستراتيجيات المختلفة".
وقال دارنيدهاركا إن الفشل الكلوي أكثر شيوعًا بين البالغين منه بين الأطفال، لذا فمن الأسهل تجنيد أعداد كبيرة من المرضى البالغين لمشاريع بحثية كبيرة.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن تداعيات نتائج الدراسة قد تمتد إلى ما هو أبعد من عمليات زرع الكلى لتشمل عمليات زرع القلب والرئتين وأعضاء أخرى، حيث قد تحدث أنواع مماثلة من الالتهاب.