الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

علاج دقيق لبعض مرضى سرطان الدم المقاوم للأدوية| تفاصيل

السبت 09/نوفمبر/2024 - 08:30 م
 سرطان الدم
سرطان الدم


تمكن علماء من تحديد تباين جيني موروث شائع بين سكان شرق آسيا، يسهم في مقاومة الأدوية، ما يؤدي إلى النمو العدواني للخلايا السرطانية لدى المرضى الذين يعانون من سرطان الدم النخاعي المزمن.

ولمعالجة هذه المشكلة، يتضمن النهج الرائد الذي يتبعه فريق من كلية الطب بجامعة ديوك وجامعة سنغافورة الوطنية وزملاؤهم، تثبيط عمل بروتين يسمى MCL-1، حيث أظهرت الدراسات المعملية نتائج واعدة في قتل الخلايا السرطانية المقاومة للعلاجات التقليدية بشكل فعال.

نشرت النتائج في مجلة Leukemia، وأشارت إلى أهمية تحديد الملف الجيني لتطوير علاجات دقيقة وأكثر فعالية لمرضى السرطان، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.

اختلافات جينية

إن سدس أنواع السرطان التي تصيب البشر تحمل اختلافات جينية، ولكن دراسات قليلة أثبتت كيف يؤثر ذلك على نتائج العلاج.

وقد سعى الفريق إلى الإجابة على هذا السؤال من خلال التركيز على اختلاف جيني موروث يؤثر على مرضى سرطان الدم.

في عام 2020، شكلت اللوكيميا (سرطان الدم) ما يقرب من 2.5% من جميع حالات السرطان الجديدة و3.1% من الوفيات على مستوى العالم، ومن بين هذه الحالات، يعد سرطان الدم النقوي المزمن (CML) نوعًا فرعيًا يؤثر في المقام الأول على نخاع العظم، الذي ينتج خلايا الدم.

قام علماء جامعة ديوك وجامعة سنغافورة الوطنية، بالتعاون مع شركائهم، بما في ذلك مستشفى سنغافورة العام ومختبر جاكسون، بتطوير أول نموذج ما قبل السريري مع وجود تباين وراثي مشترك بين سكان منطقة شرق آسيا، والتي تشمل الصينيين واليابانيين والكوريين.

يحمل حوالي 12 إلى 15% من الأشخاص من هذه المنطقة تباينًا وراثيًا موروثًا في بروتين يسمى BCL-2 interacting death mediator (BIM)، وهو أمر بالغ الأهمية لتنظيم موت الخلايا للقضاء على الخلايا التالفة أو غير المرغوب فيها.

تعمل العديد من علاجات السرطان على تحفيز هذه العملية لتدمير الخلايا السرطانية.

أجرى الباحثون بعد ذلك سلسلة من التجارب باستخدام نموذجهم السريري المسبق المصمم خصيصًا، وأظهروا أن الاختلاف يؤدي إلى إنتاج نسخ بديلة من بروتين BIM، والذي بدوره يساعد الخلايا السرطانية على التهرب من الموت الخلوي، وبالتالي، تبقى الخلايا السرطانية على قيد الحياة لفترة أطول وتكون قادرة على التكاثر بشكل أكثر عدوانية، مما يساهم في تطور المرض.

أحد أكثر العلاجات شيوعًا لسرطان الدم النقوي المزمن هو فئة من الأدوية تُعرف باسم مثبطات التيروزين كيناز، حيث يُعد إيماتينيب أحد أكثرها استخدامًا.

ومع ذلك، غالبًا ما لا يستجيب المرضى المصابون باختلاف BIM بشكل جيد للإيماتينيب، حيث يتم قتل عدد أقل من الخلايا السرطانية بواسطة العلاج.

قالت الدكتورة جيزيل ناه، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "لقد اكتشفنا أن خلايا اللوكيميا التي تحتوي على الاختلاف BIM لديها معدلات بقاء أعلى مقارنة بتلك التي لا تحتوي عليه، وعلى وجه التحديد، كانت هذه الخلايا مقاومة لموت الخلايا الذي يحفزه إيماتينيب عادة. سمحت هذه المقاومة لسرطان الدم بالتقدم بشكل أكثر عدوانية".

وللتعرف بشكل أعمق على الآليات المؤثرة، استخدم الفريق تقنيات تحديد الملفات المتقدمة لدراسة كيفية اعتماد الخلايا السرطانية المختلفة على بروتينات مختلفة من أجل البقاء.

وأوضح المؤلف الأول المشارك الدكتور يو مينج: "لقد وجدنا أن خلايا اللوكيميا التي تحتوي على الاختلاف BIM تعتمد بشكل كبير على بروتين يسمى MCL-1 للبقاء على قيد الحياة. وقد كشف هذا الاكتشاف المهم عن ثغرة محتملة في خلايا السرطان المقاومة للإيماتينيب والتي يمكن استهدافها بعلاجات جديدة وأكثر فعالية".

وأضاف البروفيسور أونج سين تيونج، المؤلف الرئيسي للدراسة: "بناءً على ما تعلمناه، جربنا علاجًا جديدًا يجمع بين مثبط MCL-1 مع إيماتينيب. وكانت النتائج مشجعة، حيث كان المزيج أكثر كفاءة في قتل خلايا سرطان الدم المقاومة من استخدام إيماتينيب وحده".

وأضاف: "يشير هذا إلى أن استهداف MCL-1 يمكن أن يساعد في معالجة المقاومة الموجودة لدى مرضى سرطان الدم النخاعي المزمن الذين يحملون الاختلاف BIM، لتقليل فرص تطور المرض".

بالنسبة للمرضى الذين يعانون من هذا التنوع، قد يكون هذا الاكتشاف بمثابة تغيير جذري.

وقال  تشارلز تشواه، الأستاذ المشارك في الدراسة: "إن الحصول على العلاج المناسب للسرطان في أقرب وقت ممكن أمر بالغ الأهمية لتحسين نتائج المرضى ونوعية حياتهم، ونظرًا لانتشار الاختلاف BIM في سكان شرق آسيا، فمن الأهمية بمكان فهم تأثيره على علاج السرطان. تشير نتائجنا إلى أن الاختبار الجيني لهذا المتغير عند التشخيص يمكن أن يحسن النتائج من خلال تحديد المرضى الذين قد يستفيدون من علاجات أكثر قوة".

وقد يكون لهذه النتائج آثار كبيرة على أنواع أخرى من السرطان، مثل أنواع معينة من سرطان الرئة، حيث يتم إعطاء العلاج عن طريق تحفيز بروتين BIM لقتل الخلايا السرطانية.

ويأمل العلماء في إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال لتقديم فوائد الطب الدقيق لمزيد من المرضى.