هل يزيد علاج السرطان خطر الإصابة بـ الصدفية؟
خلصت نتائج بعض الأبحاث إلى أن خطر الإصابة بالصدفية يزداد لدى مرضى السرطان الذين عولجوا بمثبطات نقاط التفتيش المناعية.
ما هو مرض الصدفية؟
الصدفية عبارة عن مرض جلدي يسبب طفحا جلديا وبقعا قشرية تظهر غالبا على الركبتين والمرفقين وجذع الجسم وفروة الرأس.
عادة ما يكون هذا الطفح وهذه البقع الخاصة بالصدفية مثيرة للحكة.
ويعد مرض الصدفية من الأمراض الشائعة والمزمنة، إذا إنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى علاج شافٍ لها، ومع ذلك هناك علاجات معينة تساعد في السيطرة على الأعراض وإدارتها إلى حد كبير.
الصدفية ومرضى السرطان
حدد باحثون خطر متزايد للإصابة بالصدفية لدى مرضى السرطان الذين يخضعون لعلاجات مثبطات نقطة التفتيش المناعية (ICI)، مع ما يترتب على ذلك من آثار جانبية أخرى متعلقة بالمناعة.
على مدى العقد الماضي، أصبحت مثبطات المناعة داخل الخلايا جزءًا مهمًا بشكل متزايد من العلاج المناعي للسرطان، إذ تعمل علاجات مثبطات المناعة داخل الخلايا على تعزيز قدرة الجهاز المناعي على محاربة الخلايا السرطانية ولكنها ارتبطت بأحداث سلبية.
يمكن أن تنتج هذه الأحداث عن فقدان قدرة الخلايا التائية على التحمل، مما يسمح للجهاز المناعي بمهاجمة أنسجة الأعضاء السليمة مثل الجلد والجهاز الهضمي والكبد والرئتين والجهاز الغدد الصماء، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
في دراسة بعنوان "خطر الإصابة بالصدفية مع مثبطات نقاط التفتيش المناعية"، نُشرت في JAMA Dermatology، قام الباحثون بتحليل البيانات من قاعدة بيانات التأمين الصحي الوطني في تايوان وسجل السرطان في تايوان، مع التركيز على الأفراد الذين تلقوا أدوية مضادة للورم لمرحلة السرطان الثالثة والرابعة.
بحث الفريق في العلاقة بين مثبطات نقاط التفتيش المناعية والصدفية، ومن بين 135230 مريضًا (متوسط العمر 62.94 عامًا؛ 45.1% إناث)، تم تصنيف 3188 مريضًا كمستخدمين لـ ICI، بينما تلقى 132042 مريضًا العلاج الكيميائي أو العلاجات المستهدفة وعملوا كمستخدمين غير لـ علاجات مثبطات نقطة التفتيش المناعية.
كانت النتيجة الأساسية التي تم قياسها هي حدوث الصدفية خلال فترة المتابعة.
ارتبط استخدام علاجات مثبطات نقطة التفتيش المناعية بارتفاع معدل الإصابة بالصدفية بمعدل 5.76 حالة لكل 1000 شخص في السنة، مقارنة بـ 1.44 حالة في المجموعة غير المعالجة بـ ICI.
وباستخدام طريقة إحصائية لمراعاة العوامل الأخرى، وجد الباحثون أن المرضى الذين عولجوا بـ علاجات مثبطات نقطة التفتيش المناعية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالصدفية بأكثر من ثلاثة أضعاف (معدل الخطورة المعدل، 3.31) وأكثر من ضعفي احتمالية الإصابة عند النظر في المخاطر الأخرى (معدل الخطورة المعدل للتوزيع الفرعي، 2.43)، وظلت هذه المخاطر المتزايدة متسقة عبر طرق الدراسة المختلفة والتحليلات الإضافية.
وقد توصل الباحثون إلى أن مثبطات المناعة الخلوية، وخاصة تلك التي تستهدف بروتين موت الخلية المبرمج 1 وربيطه PD-L1، تعمل بشكل أساسي على منع وظيفة البروتينات التي تعمل عادة كمكابح للجهاز المناعي.
وتتسبب الاستجابة المناعية المكثفة في استهداف الخلايا التائية عن طريق الخطأ للأنسجة السليمة، مثل الجلد، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مثل الصدفية.
وتعكس هذه الآلية كيف قد تؤدي مثبطات المناعة الخلوية إلى إثارة أحداث أخرى متعلقة بالمناعة من خلال تعزيز الاستجابات الالتهابية للخلايا التائية المساعدة.
وفقًا للنتائج، يساهم فقدان تحمل الخلايا التائية في ظهور الصدفية. وقد يكون هذا هو السبب وراء الأحداث السلبية الأخرى المرتبطة بالجهاز المناعي المرتبطة بمضادات الالتهابات البكتيرية، والتي تتراوح من الخفيفة إلى المهددة للحياة في العديد من أجهزة الجسم.
يضيف هذا الاكتشاف طبقة أساسية من الفهم لكيفية مساهمة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين في ظهور الصدفية والآثار الضارة الأخرى.